الرئيسية / مقالات رأي / بايدن وتحالف الديمقراطيات

بايدن وتحالف الديمقراطيات

بقلم: مأمون فندي – صحيفة الشرق الأوسط

الشرق اليوم- في زيارة ممتدة لثمانية أيام حاول الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إعادة ترميم تحالفات أمريكا مع أوروبا في إطار ما تسميه الإدارة الأمركيية تحالف الديمقراطيات والموجه تحديداً ضد كل من روسيا والصين، فماذا تعني رحلة بايدن لمستقبل السياسة الدولية على المدى القصير؟ وهل استطاع بايدن أن يحقق الأهداف الرئيسية من رحلته المتمثلة في عودة أمريكا، وحصار الصين وروسيا ثم بناء تحالف صلب يحقق المرجو من هذا الحصار الذي يهدف إلى تغيير سلوك البلدين على الساحة الدولية؟

في هذه الزيارة الطويلة لرئيس الولايات المتحدة التي اشتملت على ثلاث محطات رئيسية ذات تبعات سياسية: الاجتماع الوزاري لدول حلف الناتو، وقمة الدول السبع الكبار (G7)، ثم اجتماعه في جنيف في قمة ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأخيرة ربما وبمرور الوقت سيكون لها الأثر الأكبر في تحديد سياق العلاقات الدولية في ظل ظرف صعب وصلت فيه العلاقات الروسية – الأمريكية إلى أدنى مستوياتها، حسب تعبير الرئيس الروسي بوتين.. جميع هذه المحطات مربوطة بخيط استراتيجي يمثل رؤية إدارة بايدن لدور أمريكا في عالم علاقات دولية متغيرة ولم تعد لأمريكا فيها السيطرة كقطب واحد كما كان الحال في السابق.

رغم أن بايدن وصف نظيره الروسي من قبل في إحدى المقابلات التلفزيونية بالقاتل إلا أن اجتماع جنيف خفف من حدة لهجته وربما تغيرت إلى حد ما عندما وصف بوتين بالخصم الجدير بالاحترام (worthy adversary)، ولاحت في الأفق إمكانية التوصل إلى صيغة تعاون بين روسيا والولايات المتحدة في حدودها الدنيا. بالطبع ملفات اجتماع جنيف كانت كثيرة وممتدة من العلاقات الثنائية بين البلدين إلى الملفات الإقليمية من أفغانستان مروراً بسوريا وليبيا وأوكرانيا ولكن ما ظهر من نتائج لا يوحي بتعاون وثيق، فقط كان تبريداً للنقاط الملتهبة بين الطرفين.

عودة السفراء كانت بداية مبشرة وربما كافية في تلك الأجواء المشحونة وبداية لتلمس الطريق. ومع ذلك تبقى شخصية الرئيسين وانطباعات كل منهما عن الآخر أساسية في تشكيل العلاقة بين الطرفين. فما زال بايدن يعتقد أن بوتين ضالع فيما عرف بالهجوم الإلكتروني على الديمقراطية الأمريكية، وكذلك ضالع في قتل معارضيه، ومن هنا يصعب على بايدن تسويق بوتين لدى الرأي العام الأمريكي.

أما الصين، وهي التحدي الأكبر بالنسبة للهيمنة الأمريكية على النظام الدولي، فلا أظن أن رحلة بايدن نجحت في احتوائها، خصوصاً أن هناك تبايناً أمريكياً وألمانياً مثلاً في الموقف من الصين، وأن المواجهة المباشرة في قمة ألاسكا كانت أكثر حدة مما يجب.

زيارة بايدن التي كانت مركزة وطويلة ربما نجحت في تحقيق مفهوم عودة أمريكا إلى المشهد الدولي بقوة وبالتزام المتعارف عليه في العلاقات الدولية، لكن قدرتها على حشد الديمقراطيات من اليابان إلى الهند مع الديمقراطيات الغربية ضد كل من الصين وروسيا هو أمر ما زال يحتاج إلى لقاءات استراتيجية أخرى بين تجمع الديمقراطيات المزمع إقامته.

باستثناء إيران، لم يكن للشرق الأوسط نصيب يذكر في هذه اللقاءات، مما يعني أن أوضاع الشرق الأوسط ستبقى على ما هي عليه حتى ظهور أزمة جديدة مثل أزمة إسرائيل وغزة.

أمركيا عادت ولكنها عودة محسوبة وربما بأقل مما هو مطلوب للقيام بدور حاسم في عالم علاقات دولية تكون السيولة أولى صفاته وأهمها.

شاهد أيضاً

إسرائيل لا تملك وسائل تحقيق طموحات نتنياهو ومن هم على يمينه!

بقلم: فارس خشان – النهار العربي الشرق اليوم- يعاني الجيش الإسرائيلي في غزة من الدوران …