الرئيسية / مقالات رأي / TRENDS: انتخاب “رئيسي” وسيناريوهات الاتفاق النووي

TRENDS: انتخاب “رئيسي” وسيناريوهات الاتفاق النووي

الشرق اليوم- تسود حالة من الترقب، في المنطقة وخارجها، لما يمكن أن تكون عليه سياسة الرئيس الإيراني المنتخب، إبراهيم رئيسي، ومع هذا فإن أكثر ما يستأثر بالاهتمام الآن هو موقفه من الاتفاق النووي الذي يجري التفاوض بخصوصه مع الولايات المتحدة في فيينا، إذ يزيد وصول رجل دين متشدد ومقرب من، بل وتابع للمرشد الأعلى، علي خامنئي، من الضغوط على واشنطن لإحياء الاتفاق النووي بالنظر إلى موقف رئيسي المعلن من الاتفاق ورفضه تقديم تنازلات.

أعلنت إدارة بايدن منذ البداية أن إحياء الاتفاق النووي يمثل أولوية، وأنها ستعمل على إعادة إيران إلى “الصندوق” من خلال إنقاذ “خطة العمل الشاملة المشتركة”، ومن ثم التفاوض على اتفاقية متابعة لتمديد الجداول الزمنية للاتفاق، وتغطية برنامج إيران الصاروخي، وقضايا أخرى أهمها سياستها الإقليمية.

وكان من الواضح أن إدارة بايدن كانت تأمل أن يتحقق هذا قبل الانتخابات الرئاسية يوم 18 يونيو. وبالفعل فقد حققت المفاوضات في فيينا تقدماً كبيراً، وتحدثت الأطراف عن قرب التوصل إلى اتفاق. ولكن واشنطن أكدت أنه ما زالت هناك عقبات، وأنه “لا اتفاق على أي شيء إلى حين الاتفاق على كل شيء” خصوصاً بعد أن أعلنت إيران أن “الولايات المتحدة وافقت على رفع جميع عقوبات النفط والشحن المفروضة” عليها.

ولهذا فإن انتخاب “رئيسي” يمثل بالفعل عامل ضغط على إدارة بايدن قد يدفعها في اتجاه محاولة الإسراع في إبرام اتفاق قبل توليه مهامه في أغسطس المقبل، ولكن هذا، بالطبع، ليس مقابل أي ثمن، وهنا نحن أمام سيناريوهين:

الأول: التوصل لاتفاق قبل أغسطس، وهذا، بالطبع، ما تريده إدارة بايدن وكذلك حكومة روحاني، فبالنسبة للأولى يمثل لها أولوية كبيرة، وهي تخشى من ضياع هذه الفرصة ولا تريد، في الوقت نفسه، أن تعطي إبراهيم رئيسي ميزة توقيع الاتفاق في عهده، فيستغلها في تعزيز نفوذ “المحافظين” في البلاد ويجعله أكثر تشدداً في المفاوضات بشأن قضايا أخرى وحتى في علاقاته تجاه الغرب، بينما تريد الثانية أن تسجل هذا الإنجاز لها قبل مغادرتها، خاصة وأنها استثمرت فيه سياسياً كثيراً. ومن هنا فإن كلا الطرفين قد يكونا مستعديْن لتقديم تنازلات (مقبولة) لتوقيع الاتفاق، وهو ما يرجح على نطاق واسع.

الثاني: عدم التوصل لاتفاق قبل أغسطس، وهذا أمر ممكن أيضاً، حيث إن الإدارة الأمريكية لا تريد توقيع اتفاق مقابل أي ثمن، بينما لا يمكن لحكومة روحاني أن تفعل هذا ما لم يلق مباركة المرشد. وقد انتهت الجولة السادسة من المحادثات من دون اتفاق على الرغم من إعراب بعض المفاوضين عن تفاؤلهم بإمكانية الوصول إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة، غير أن رئيس مجموعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قال، إنه من الواضح أن الصفقة يجب أن تنتظر الحكومة الجديدة، في حين أصر مسؤول أمريكي على أن المحادثات قد تنهار إذا استمرت إلى أغسطس دون تحقيق اختراق.

وهذا لا يعني بالضرورة انتهاء المفاوضات إذا لم يتم التوصل لاتفاق قبل تولي “رئيسي” مهامه، بل يتوقع استمرارها حيث يريد الرئيس الجديد أيضاً رفع العقوبات، وهو أمر غير ممكن دون اتفاق. ولكن المفاوضات في عهده ستواجه صعوبات، خاصة وأنه لا يبدو مستعداً لتقديم تنازلاتٍ لحلٍ وسط. وفي جميع الأحوال، فإن هذا الأمر، وكما هو شأن السياسة الخارجية وخاصة الملفات الكبرى، هو في النهاية بيد المرشد الأعلى علي خامنئي الذي لا يبدو أنه متحمس للاتفاق، غير أن الضغوطات الاقتصادية والخوف من تفجر الأوضاع في البلاد قد يدفعه للقبول بالاتفاق أو مباركته على مضض.

مركز “تريندز للبحوث والاستشارات”

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …