الرئيسية / مقالات رأي / The National Interest: مكافحة الإرهاب المحلي في أميركا تتطلب أكثر من مجرد إستراتيجية

The National Interest: مكافحة الإرهاب المحلي في أميركا تتطلب أكثر من مجرد إستراتيجية

BY: Paul R. Pillar

الشرق اليوم – بصرف النظر عن مجهودات مكافحة الإرهاب المبذولة داخل الولايات المتحدة، سواء تعلق الأمر بالتنسيق المشترك بين مختلف الوكالات أو تبادل المعلومات أو غيرها من التدابير، فإن مشكلة الإرهاب المحلي ستبقى قائمة طالما بقيت المشكلة الكبرى للولاءات والمواقف السياسية موجودة.

إن هذا التهديد إن استمر فسيشكل أيضا خطرا ليس فقط على الأفراد الذين يقعون في الغالب ضحايا للعنف الإرهابي، ولكن أيضا على الديمقراطية الأميركية نفسها، وتلك مشكلة أكبر. وقد أصدرت إدارة الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي “إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب المحلي” وهي أول وثيقة من نوعها في البلاد تعنى بهذا الموضوع.
ومثل معظم “الوثائق الإستراتيجية” الأخرى التي تصدرها أي إدارة أميركية، لم يكن المعلن عنه إستراتيجية حقيقية تتضمن قرارات حكومية ذات صبغة تنفيذية بل مجرد إعلان عام للأهداف والمبادئ، لكنها على الأقل شكلت “تأكيدا رسميا” مرحبا به يعكس واقع ومصدر معظم التهديدات الإرهابية التي تستهدف البلاد اليوم.
وتسرد الوثيقة الإستراتيجية بعض النقاط التي كانت بالفعل مألوفة في خطاب مكافحة الإرهاب الخارجي مثل مشاركة المعلومات الاستخبارية بين مختلف الوكالات “بحرية أكبر” وتقدم بعض الأفكار الجديدة مثل تتبع صلات المتطرفين المحليين العابرة للحدود، وأن تصبح بعض الأدوات القانونية أو المرتبطة بالتحقيقات، والتي تنطبق فقط على الأهداف الأجنبية، قابلة للتفعيل بطريقة أخرى ضد الإرهابيين المحليين.
ويعتبر القسم الأكثر أهمية بالوثيقة محورها الرابع والأخير والذي يحمل عنوان “مواجهة المساهمين على المدى الطويل في الإرهاب المحلي”. فكما هو الحال مع الإرهاب الخارجي، فإن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بالمتطرفين المحليين المحتملين تحدد في النهاية أكثر من أي شيء آخر ما إذا كانوا سيتخذون الخطوة الحاسمة باللجوء إلى العنف الإرهابي، بيد أنه في السياق المحلي تدخل معالجة هذه القضايا في إطار السياسات الداخلية التي تفتقر للتوافق ووحدة الرأي.
بالرغم من حرص واضعي هذه الوثيقة الإستراتيجية على التذكير بأن الإرهاب ليس حكرا على أيديولوجية أو توجه سياسي معين، فإنه من الواضح أن معظم الإرهاب الأميركي المحلي خلال العقود الأخيرة كان وراءه يمينيون متطرفون.
وهي “حقيقة إحصائية” لم تفلح في دحضها جهودُ اليمينيين المتشددين في تضخيم أنشطة حركات مثل حركة “أنتيفا” اليسارية أو “حياة السود مهمة” المناهضة للعنف ضد الأميركيين من أصول أفريقية، ومن المهم جدا الإقرار بها أولا قبل الانطلاق في أي مقاربة ضد خطر الإرهاب المحلي.
وتماشيا مع هذا السياق، فقد أقر مجتمع الاستخبارات الأميركي أن المتطرفين العنيفين “بدوافع عنصرية أو عرقية” والمتطرفين العنيفين “من الميليشيات” يشكلون أكثر التهديدات فتكا داخل الولايات المتحدة حاليا، مع الإشارة إلى الصلات العابرة للحدود لهؤلاء المتطرفين “الذين يروجون لسمو العرق الأبيض”.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …