الرئيسية / مقالات رأي / مرة أخرى بايدن ينتصر

مرة أخرى بايدن ينتصر

بقلم: د.حازم قشوع – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – نجح الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض ايقاعه السياسي في أحد المراكز المؤثرة في الشرق الأوسط عندما قام بعمل عميق مع استهلال حكمه تمثل بطرد نتنياهو من سدة الرئاسة الحكومية في إسرائيل بعد عمل سياسي استخباري هادئ ورزين معلنا بذلك عن البدء بالتغيير هذا التغيير الذي يتوقع أن يتسم بسياسات تطال مراكز أساسية ومنهجيات سياسية تقود إلى بلورة أرضية عمل جديدة للمنطقة وتنعكس على قضاياها المركزية منها وربما الاستراتيجية.

فإن تغيير وثاق العقدة الأمنية في المنطقة بوصول بينيت حامل الجنسية الأمريكية والقريب من الرئيس بايدن إلى سدة الحكومة الإسرائيلية ينتظر أن يحمل نتائج عميقة تطال مجمل الأوضاع في المنطقة وسياساتها وإن كان بينيت قد نال أغلبية بسيطة من مقاعد الكنيست إلا أنها تعتبر كافية لتغيير بوصلة الاتجاه في بيت القرار الإسرائيلي كونه سيكون قادر على تغيير ضوابط موازين القوى في مطبخ صنع القرار الأمني في تل أبيب ما يخدم سياسات بايدن في المنطقة وبحد من نفوذ ترامب في الايباك وبهذا يكون الرئيس ترامب بانتصاره على نتنياهو حقق إنجازا مركزيا للحد من تيار من تنامي (ترامب كوشنير بامبيو ) ومسقطا بذلك أحد أهم أنصار هذا التيار في غياهب الجب.
صحيح أن الرئيس بايدن جاء في بينيت وهو راعي مسألة المستوطنات وهو يتحدث عن الوجودية الايدلوجية وليس الحدودية البراغماتية لكن الرئيس بايدن أراد أن يثبت أن واشنطن هي من تمتلك رسن المنطقة وليس تل أبيب وأن على رئيس الحكومة الإسرائيلية التقيد بالنصوص الضمنية التي خرج عنها نتنياهو بذاته السياسية عن المألوف فكان ذلك أن جعله خارج نقاط البيان السياسي الأمريكي وربما سيصاحب ذلك قرار آخر من (الحريديم مطبخ القرار الصهيوني) يخرج نتنياهو إلى خارج الليكود فإن واشنطن لا تسمح في اللعب في دوائر صنع قراراها ولا تستحب السؤال حول لماذا ويجب الاكتفاء بفهم الكيفية وهي قاعدة أساسية على الجميع مراعاتها والبناء عليها بما هو قادم.
بهذا ينتظر أن تدخل المنطقة في اشتباكات سياسية وربما ميداني تقوم قواعدها الداخلية في إسرائيل على إدماج العرب في المجتمع الإسرائيلي وأخرى متعلقة في مسألة الضفة وتحديدا حول مساحات (ج) والتي تطال مسألة القدس والحدود وكما بعض الترتيبات الأمنيه المصاحبة لذلك وهذا ما بحاجة إلى استدراك سياسي وتحضير من كل الاطراف المشاركة والمتداخلة فإن الرمزية الوجودية مسألة يمكن احتوائها من على ارضية المفردة الاردنية التي تمثلها الحقوق مقابل التطبيع وهذا سيعطي مرونة فى ترسيم محددات سياسية وأمنية ويتوقع أن تكون على طاولة البحث التي تجمع جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس جو بايدن.
وبهذا التغيير السياسي الهام الذي قام به الرئيس بايدن يتوقع أن تشهد المنطقة اسقاطات ثقيلة تطال بعض أنظمتها وتوجهاتها كما يحمل هذا التغيير نتائج مباشرة على أروقة صناعة القرار في واشنطن وخصوصا على (الايباك) وبهذا يكون الرئيس بايدن قد أعلن البدء بسياسة التقليم وشرع في حوصلة سياسات ترامب في المنطقة والعالم وهذا يمكن الاستدلال عليه والبناء على نتائجه بعد اللقاء الذي سيجمع الرئيس بايدن والرئيس بوتين في جنيف وما سيتمخض عنه من مسائل مركزية تشمل متغيرات على صعيد ترسيم مفاصل العمل الرئيسية وإن كان هناك مازال اختلاف على الآليات والوسائل وبهذا تكون المنطقة قد أسدلت الستار على ترامب وبرنامجه بطرد نتنياهو وبدأت ترسم خطوط عامة جديدة تسهم في إعادة الترتيب وحسن فى الصياغة.

شاهد أيضاً

إسرائيل تختار الصفقة بدلاً من الرد الاستعراضي

بقلم: علي حمادة – صحيفة النهار العربي الشرق اليوم– تجنبت ايران رداً إسرائيلياً استعراضياً يفرغ …