الرئيسية / مقالات رأي / هل هي بداية النهاية لمحمد جواد ظريف؟

هل هي بداية النهاية لمحمد جواد ظريف؟

بقلم: غسان حجار – صحيفة النهار العربي

الشرق اليوم- لن يغادر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موقعه على رأس الديبلوماسية الإيرانية عاجلاً، خصوصاً في ظل المفاوضات الجارية في فيينا ما بين طهران وواشنطن، للعودة الى الاتفاق النووي لعام 2015 الذي كان ظريف مهندسه، عودة مترافقة مع رفع العقوبات الأمريكية عن إيران.

لكن ظريف ايضاً، لن يستمر طويلاً في موقعه، او يستمر مكبل اليدين من “الحرس الثوري الإيراني”، أكثر مما كان عليه الوضع سابقاً، بعدما ظهرت المواجهة بين الطرفين الى العلن. والنتيجة معروفة في الداخل الإيراني، ومحسومة لمصلحة “الحرس الثوري”.

واذا كانت الرئاسة الإيرانية حرصت على إبقاء ملف تسريب كلام روحاني بحق قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني، في إطاره الضيق، من دون مضاعفات ظاهرة، بسبب المفاوضات، ولعدم إثارة حساسيات داخلية، فإن قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني الحالي إسماعيل قآني، كان وصف في فيديو قديم سرب على وسائل التواصل الاجتماعي وزير خارجية بلاده بـ”اللئيم”. وقال قآني في الفيديو إنّ “ظريف كان يستهدف سليماني منذ سنوات”.

ويتعلق التسريب بمقابلة أجراها أحد مستشاري الرئيس حسن روحاني مع ظريف في وقت سابق، وربما بعيد استقالته في العام 2019، وتردد أن “دوائر داخلية” سرقت التسجيل ثم نشرته وسائل إعلام تبث بالفارسية من خارج إيران. ووفقاً لظريف، فإنها لم تكن “مقابلة تقليدية” وإنما “تبادل نظري للآراء” مع أحد أعضاء المكتب الرئاسي حول الاستراتيجية.

وبدا ظريف في التسجيل المسرب مستاء جداً من التدخل الواسع لقائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني، في الشأن الديبلوماسي الإيراني. وأقر ظريف بأنه ضحى بالديبلوماسية كثيراً لصالح “ساحة المعركة”، مضيفاً أنه لم يتمكن يوماً من إقناع سليماني بطلباته. وأثار التسريب جدلاً واسعاً في إيران، بالنظر للمكانة الكبيرة لسليماني في البلاد، ونظراً الى أن المتحدث هو وزير الخارجية وليس أي مسؤول في موقع غير متقدم.

وهذا الأمر الذي حمل وزير الخارجية الى الاعتذار عن تصريحاته، طالباً السماح من عائلة سليماني، طرح التساؤلات عن هوية المسرب، والأهم عن المحرك الأساسي لهذه العملية في مكتب الرئيس حسن روحاني حيث يحفظ التسجيل. كما أن الأسئلة بلغت حد الاستفهام عن ارتباط التسريب بالمفاوضات الجارية في فيينا من قبل فريق غير راضٍ عن ذلك المسار الذي قاده روحاني منذ البداية، ونجد رغم كل محاولات اقصائه وعرقلته.

والحال أنها ليست المواجهة الأولى لروحاني مع “الحرس الثوري”، إذ دفعته خلافات سابقة لم تخرج تفاصيلها الى العلن، الى إعلان استقالته في 25 شباط (فبراير) 2019، وقد جاءت الاستقالة في حينه، مفاجئة ومن دون ذكر لأسبابها وخلفياتها، كما بدا لافتاً أنها نشرت أولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا عبر وسائل الإعلام الحكومية. وكتب ظريف في إعلان استقالته “أعتذر بصدق عن عدم القدرة على الاستمرار في الخدمة، وعن كل أوجه القصور في السنوات الماضية أثناء تولي منصب وزير الخارجية… أتوجه بالشكر للأمة الإيرانية والمسؤولين”.

هل تكون الخطوة التالية، بعد حين، مشابهة لتلك الاستقالة، أم تكون إقالة؟   

شاهد أيضاً

الأردن: معركة محور التّطرف!

بقلم: محمد صلاح – النهار العربي الشرق اليوم- ليس سراً أن مصر والأردن خسرا كثيراً …