الرئيسية / مقالات رأي / درس مع الهند

درس مع الهند

بقلم: مهرة سعيد المهيري – صحيفة “الخليج”


الشرق اليوم – منذ تفشي فيروس كورونا، حارب الناس المرض ومضاعفاته وآثار طفرات السلالات المختلفة حول العالم، إلا أن الزيادة الأخيرة في عدد الإصابات تعود للمخاطر التي تشكلها الطفرات المتطورة الجديدة، والتي تم تتبعها في أجزاء مختلفة من الهند.
وكشفت دراسة جديدة أن خطر السلالة الهندية لا يكمن في شدة الأعراض فحسب، وإنما في سرعة انتقال المرض وانتشار العدوى، وذلك وفقاً لتقرير نشره موقع «times of india» عن اشتداد أزمة كورونا في الهند، حيث أظهرت بيانات وزارة الصحة أن عدد المصابين في الهند، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، بلغ 17.31 مليون مصاب، توفي منهم 195123، وذلك بعد تسجيل 2812 وفاة في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
إن الظروف التي تمر فيها الهند تحتاج إلى المزيد من الدعم والسرعة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لضمان عدم تفشي المرض، حيث إن التهاون في اتباع الإجراءات التي تسهم في خفض حالات الإصابات يؤدي في المقابل إلى تفشي المرض وخسارة جهود الدولة، حيث إن الهند عمدت إلى التراخي في فرض التدابير الصحية، والسماح بعودة معظم الأنشطة إلى طبيعتها تقريباً في الشهور الأخيرة، بما في ذلك الأعراس ومباريات الكريكت.
وشارك نحو 25 مليون حاج هندوسي، معظمهم من دون كمامات، في مهرجان «كومبه ميلا» الذي يعد أكبر تجمّع ديني في العالم وجرى في مدينة هاريدوار، وشدد العديد من مناطق البلاد حالياً القيود، حيث فرضت العاصمة إغلاقاً، فيما تم حظر جميع الخدمات غير الأساسية في ماهاراشترا، وأما ولاية أوتار براديش التي تعد 240 مليون نسمة فستفرض إغلاقاً في عطلة نهاية الأسبوع.
الإمارات أعلنت تضامنها مع الهند، وذلك حسب بيان سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، الذي عبر عن ثقته في قدرة الهند على تجاوز المرحلة الاستثنائية التي تعيشها حالياً بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، مجدِّداً دعم الإمارات الكامل، ومساندتها لها لتجاوز الظروف الصحية التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن.
العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية الهند لا تقف عند حد التبادل التجاري، بل تشمل الترابط بين الشعبين، ونحن على ثقة تامة في أن الهند ستتخطى هذه الجائحة وستشدد على الإجراءات المستقبلية التي بدورها ستحمي الشعب الهندي من تكرار هذا الانتشار للوباء.
الهنود إخوتنا في الإنسانية، وقد شاركونا البناء في بلادنا، وموقف الإمارات اليوم يحمل البعدين الإنساني، حيث تهب الإمارات دائماً لنجدة المستغيث أياً كان وفي أية بقعة من المعمورة، والأخوي لأن كل من في الإمارات عاش وتعايش مع الهنود الذين بقوا بيننا وأنسنا بحبهم لبلدنا وعملهم فيها، وما تمكنوا من تحقيقه من عمل.
وهنا نستذكر التشدد الكبير الذي نفذته السلطات الصحية وكافة أجهزة الدولة في الإمارات استباقاً من انتشار مؤلم للجائحة. شكراً لكم يا من استبقتم الخطر قبل أن يتمدد، وشكراً للقيادة التي أدركت أن ما يراه العالم على وقع الوباء غير مسبوق ويحتاج إلى إجراءات استثنائية مهما كانت قاسية مادياً ونفسياً.
إن مواجهة انتشار الوباء لا بد أن تتخذ نمطاً وسلوكاً جماعياً، لأن ما تمر فيه الهند هو دليل على أن التصرفات الفردية يمكن أن تعرقل جهود الجهات الصحية، وتطيل مدة تسطيح المنحنى البياني لأعداد الإصابات والوفيات، وبالتالي إطالة أمد المواجهة التي سيترتب عليها فقدان الكثير من الوفيات وانهيار القطاع الصحي.
نسأل الله أن يجنب بلدنا والعالم بأسره شر هذا الوباء، وأن يقف الجميع صفاً واحداً لمحاربته من خلال الوعي والتقيد بالإجراءات الوقائية بدلاً من الاستهانة به، والوقوع لا سمح الله ضمن دائرة خطره.

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …