الرئيسية / مقالات رأي / اللقاحات والتجربة البريطانية

اللقاحات والتجربة البريطانية

بقلم: أ. د. خالد البقاعين – صحيفة “القبس”

الشرق اليوم – أعلن رئيس الوزراء البريطاني هذا الأسبوع عن بدء برنامج العودة للحياة الطبيعية في بريطانيا، نظراً للتراجع الكبير في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وبالأخص الانخفاض الواضح في عدد الوفيات في لندن وجميع أنحاء البلاد.
ويتضمن البرنامج عدة مراحل تبدأ هذا الأسبوع بإعادة فتح أغلب المحال والمصالح، وخاصة المطاعم والمقاهي، وتتلو ذلك إعادة فتح المطارات في منتصف شهر مايو المقبل.
ومن غير القابل للشك أن السبب الرئيسي لانخفاض عدد الوفيات والإصابات هو النجاح الكبير لبرنامج التطعيم، حيث كانت بريطانيا أول دول العالم في البدء بالتطعيم، ووصل عدد الذين تلقوا الجرعة الأولى أكثر من ثلاثة وثلاثين مليون شخص، وتجاوز عدد من تلقى الجرعة الثانية الخمسة ملايين من أصل ما يقارب الأربعين مليونا ممن تجاوزت أعمارهم السادسة عشرة.
وعلى الرغم من الكثير من الأخطاء والعيوب في سياسات الحكومة البريطانية في ما يتعلق بملف بريكست والعلاقة مع أوروبا، فإنها حققت نجاحاً باهراً في ملف التطعيم وأعطت مثالاً يُحتذى في هذا المجال للطريق الأفضل للسيطرة على الوباء. وتُعد بريطانيا الدولة الأكبر ما بين عدد قليل من الدول التي حققت نجاحاً مماثلاً.
أما إذا نظرنا إلى المشهد العالمي العام، فنجد أن الوضع ما زال بعيداً جداً عن المشهد أعلاه حتى في الدول الأوروبية المتقدمة مثل إيطاليا وفرنسا واللتين ما زالتا تعانيان من أرقام قياسية في الإصابات والوفيات، ومن غير المتوقع أن تتعافيا في وقت قصير.
وبنظرة إلى المنطقة العربية، وبخاصة منطقة الخليج، فنجد أن هذه الدول حققت نسب نجاح متفاوتة في نسب التطعيم، وفي مقدمتها الإمارات العربية وقطر والبحرين.
كما أعلنت كلٍ من السعودية وعُمان البدء تخفيف الإجراءات المتشددة في الحظر، وإن كانت نسب الإصابات ما زالت مرتفعة نسبياً.
وللأسف فإن أعداد المطعمين في الكويت ما زالت بحدود الستمئة ألف، وهذا يقل بشكل جذري بين المقيمين من غير الكويتيين.
ومن المؤسف أن هناك الكثيرين ممن ما زالوا يشككون في فعالية اللقاحات ويسارعون للترويج لأية إشاعات أو إنصاف أخبار من وسائل التواصل الاجتماعي مما يؤدي إلى إضعاف الإقبال على التسجيل للتطعيم.
إن الخروج من هذه الضائقة والرجوع إلى الحياة الطبيعية يحتاج إلى تضامن رسمي وشعبي كبير جداً لتوفير اللقاحات بشكل سريع وكاف والتزام الجميع بالاشتراطات الصحية والإقبال على التطعيم بأسرع ما يمكن.
عند وصولي إلى الحرم الجامعي كل يوم وأنظر إلى المواقف والقاعات والممرات الفارغة أشعر بشوقٍ لعودة الطلبة وجميع مرافق الحياة للحياة الطبيعية غداً وليس بعد غدٍ.

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …