الرئيسية / مقالات رأي / إيران بالنقاط تتقدم

إيران بالنقاط تتقدم

بقلم: محمد سلامة – صحيفة “الدستور” الأردنية


الشرق اليوم – بعد توقيعها صفقة “ربع القرن” مع الصين، ها هي تفرض أجندتها بالنقاط في لعبتها السياسية مع أوروبا وأمريكا، وتحدد لهما مسارات العودة للاتفاق النووي وفق رؤيتها، والنقاط التي نؤشر عليها تتمثل في الآتي:-

  • صفقة “ربع القرن” مع الصين تدعها لا تحتاج إلى تسويق نفطها وغازها، وهذا ما دفع واشنطن إلى تحريك الملف النووي بالتنسيق مع الأوروبيين للوصول إلى صيغة ما مقبولة لابعادها قليلا عن بكين، وفي النقاط اختفت ثلاثة شروط أمريكية على طهران تتمثل في إلحاق منظومة صواريخها البالستية بملف التفاوض، ودورها المزعزع للاستقرار الإقليمي، والتدرج برفع العقوبات خطوة بخطوة، مما حدا بالرئيس روحاني إلى الرد بإيجابية على أي خطوات أمريكية ترفع العقوبات عنها.
  • الأجواء قبل اجتماع فيينا كانت غير مشجعة والتصريحات متشددة، وبالنقاط عادت الأجواء إيجابية ولصالح إيران، فقد قدمت أوروبا وأمريكا لها تنازلات (خنعوا) وهذا يفهم من اللقاءات التي تمت بين الوفود في فيينا، وواضح أن نقاط الاشتباك العالمي كان لصالحها، فهناك مواجهة “أمريكية روسية” في أوكرانيا، وهناك مواجهة “أمريكية صينية”، وانسحابات من الخليج والعراق، والصورة بمجملها محاولات لإعادة تطويق مشاريع الصين اقتصاديا وسياسيا، وبنفس الوقت الاقتراب من حدود روسيا.
  • إيران وبالنقاط كسبت جولة العقوبات الثانية عليها وحولتها إلى نقاط إضافية في اليمن لصالح حلفائها، وفي المنطقة لتحييد إسرائيل التي تعمدت ضرب سفينتها في البحر الأحمر، لإفشال اجتماعات فيينا، وبالمجمل فإن خروجها منتصرة وبكل النقاط التي حددتها يعني ببساطة أن حلفائها واتباعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة سوف يستفيدون تباعا، وأن خصومها سوف يجبرون على إعادة التموضع بانتظار نتائج معارك سياسية وأمنية واقتصادية عالمية قائمة بين الغرب من جهة وبكين وموسكو من جهة أخرى.
    إيران اليوم بالنقاط تتقدم على خصومها، فما تسعى إليه واشنطن ومعها أوروبا هو قبولها العودة للالتزام ببنود الخطة الشاملة للاتفاق النووي معها مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، دون تنازلات منها في الملفات الإقليمية الأخرى وحتى برنامجها الصاروخي البالستي ليس موضع تفاوض، وهذا بلا شك سوف ينعكس ايجابا على دورها ومكانتها الإقليمية والدولية ضد منافسيها.

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …