الرئيسية / مقالات رأي / Daily Telegraph: كيف تخلي الناس بهذه السهولة عن حرياتهم؟

Daily Telegraph: كيف تخلي الناس بهذه السهولة عن حرياتهم؟

بقلم: جانيت ديلي

الشرق اليوم- قبل أن يصل هذا الفصل الغريب من حياة العالم إلى نهايته وتعود الحياة حقًا إلى طبيعتها الأصلية، وليست النسخة التي أملاها علينا الوباء، من المهم جدًا أن نتعهد أمام أنفسنا أن ندرس ما حدث بصورة كاملة وواعية

فسنحتاج إلى نقاش صارم ودراسات تاريخية لا حصر لها ونقاش لا حدود له حول الأسباب ليس فقط لما قامت به الحكومات والسلطات القانونية ولكن للقبول الشعبي لتلك الإجراءات والمواقف العامة التي ولّدتها. ويرى المقال أنه إذا فشلنا في القيام بذلك، فسوف نفقد ما قد يكون أفضل رؤية يمكن أن تكون لدينا في طبيعة الحرية.

هناك تفسيرين رئيسيين لأحداث العام الماضي، متمثلا في الصلاحيات غير العادية التي استولت عليها الحكومات الديمقراطية ورد فعل سكان تلك البلدان إزاء ما قامت به تلك السلطات. وإن التفسير الأكثر تفاؤلاً هو أن كلا الجانبين كان يشعر بمسوؤلية مشتركة لعبور أزمة الوباء.

ووفقا لذلك التفسير الأول، رأت الحكومات ووكالاتها أن من واجبها المطلق منع الخسائر في الأرواح بأي ثمن واتخذت أي خطوات جذرية مطلوبة للقيام بذلك. ثم تعاون ناخبوهم مع تلك الخطوات، في عرض رائع للإيثار والضمير الاجتماعي. وكان هذا ، تنازلًا طوعيًا ليس فقط عن الحريات المدنية التي تضمنها الديمقراطية الدستورية.

إن الأمر أيضا يحمل وجها آخر ويمكن تفسيره بطريقة أخرى. وإن السكان الذين عاشوا في ظل حكم ديمقراطي لقرون، والذين افترض وجودهم اليومي أن الحرية الشخصية شرطًا لا غنى عنه للحياة، كانوا على استعداد للتخلي عن حقهم المكتسب بين عشية وضحاها في مواجهة تهديد صحي ينذر بالخطر. وذلك يدعو للتساؤل: ما مدى عمق الالتزام بالحرية؟ هل يمكن الاستغناء عن الروابط الأكثر حميمية وغريزية في العلاقات الأسرية والعاطفة الجسدية إذا أمكن توليد ما يكفي من الخوف؟.

هناك الكثير من الدروس المستفادة من الحروب الأيديولوجية الرهيبة في القرن العشرين لإثبات قوة الخوف المستحث وما قد يصدر عن البشر من أفعال عندما يعتريهم الخوف، فهل الخوف هو ما جعل الناس يتخلون عن حرياتهم بكل هذه البساطة؟.

ترجمة: BBC

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …