الرئيسية / مقالات رأي / نتنياهو.. إما أن يعتدل أو أن يعتزل

نتنياهو.. إما أن يعتدل أو أن يعتزل

بقلم: د.حازم قشوع – صحيفة “الدستور” الأردنية


الشرق اليوم – على إيقاع ديمقراطية الدول النامية ومقاييس الانتخابات العربية جاءت الانتخابات الاسرائيلية للمرة الرابعة خلال عامين بلا بوصلة سياسية ترسم الاتجاهات ولا عناوين برنامجية تضبط الايقاع والتي كان من المنتظر منها أن تقدم الفكرة والنهج على حساب الشخص والمنصب، إلا أن الحركة الانتخابية اختزلت على قواعد كيفية تشكيل الحكومة وعلى نماذج شخصية رئيسها.
فالانتخابات الإسرائيلية كان منتظرا منها أن تقدم نموذجا حقيقيا للنهج الديمقراطي التعددي إلا أنها خيبت آمال معظم المتابعين والمحللين الذين اعتادوا قراءة الجملة السياسية القادمة من خلال طروحات أحزابها، لكنها جاءت نمطية اختزلت فيها الأحزاب الإسرائيلية ذاتيتها بالمشهد الانتخابي بطريقة شكلية فكانت بلا مضمون سياسي يمكن البناء عليه وحتى طريقة تصنيفات الأحزاب في داخل بيت القرار أخذ يحكمها اليمين وتفريعاته الايدلوجية فغلب على مجملها سمة التطرف وابتعد عن المواطنة موضوع البحث وعنوان البحث وبيت السؤال، وهذا قد يجعلها مثلبة سياسية إن لم يحسن استدراك ذلك بالتركيبة الحكومية القادمة وهذا ما يجعل الانتخابات الاسرائيلية يكون وصفها بانتخاب التوافقات النسبية القائمة على الهويات العرقية أو الدينية المختزلة في الأحزاب.
فالانتخابات الإسرائيلية التي حملت سمة الهويات الفرعية لم تأتي بجديد بل جاءت على ذات الحالة النمطية المؤطرة بالمقاييس القطاعية القائمة على تأصيل القطاعات المذهبية وترسيخ القطاعات الديمغرافية وتمثيل القطاعات الوظائفية والتي كانت حاضرة على هذه الماهية في المشهد الانتخابي كما ينتظر أن تكون ظاهرة عند تشكيل المربع الحكومي والذي مازال يواجه تحدي بقاء نتنياهو على رأس بيت القرار إلى حين انتهاء أزمته الشخصية فان انتهاء الأزمة السياسية الإسرائيلية مرهون بانتهاء الأزمة الشخصية للزعيم نتنياهو، وهذا ما يؤكد ان الرتم السياسي الإسرائيلي أصبح يعمل على نفس الايقاع العربي، يعني ما في حدا أحسن من حدا.
لكن هنالك مفاجآت حملتها الانتخابات الإسرائيلية جاءت مغايرة عن تلك التي حملتها استطلاعات الرأي، وهذا ما يمكن قراءته من النتائج الأولية التي أظهرت تقدم غانتس من 4 إلى 8 مقاعد وتراجع جدعون ساعر من 18 إلى 7 وحصول الموحدة العربية على نسبة الحسم وحصولها على 5 مقاعد من 10 مقاعد. وحصول حزب الصهيونية الدينية بزعامة اتسائيل سيموترش على 7 مقاعد التراثوكس، الذين كانوا يصوتون لصالح الليكود تاريخيا والذي حمل طابع مفاجأة أيضا بعد ظهور نتائج الانتخابات تراجع فرص نتنياهو فى الحصول على الأغلبية النيابية لتشكيل حكومة وبروز دور للقوائم العربية لتشكيل الوزن المرجع للتشكيلة الحكومية القادمة، والتي يمكن أن تكون بديله لنتنياهو أن أحسن استثمار المناخات السياسية الموضوعية وعمد على تشكيل جناح التغيير برئاسة يائير لبيد بدعم من كل الكتل المعنية بالتغيير وهي ما تشكل 61 عضوا في الكنيست بحيث تعتمد على القائمة الموحدة والقائمة المشتركة وميرتس وحزب العمل وغانتس وليبرمان وجدعون ساعر فهم قادرون على تشكيل جناح يغير الواقع القانوني وينهي الأزمة السياسية ويفتح الباب تجاه عناوين جديده تخلص المنطقه من افلام نتنياهو المستهلكه وسياساته التي تبتعد في مجملها عن الجدية واحترام المواثيق، فإن عملية الفك والتركيب وسياسة شراء الوقت والبحث عن عدو مشترك يجعلنا نقف على أرضية واحده باتت سياسات محروقة، وغير مفيده ولن تخرجه من حالة المخاض السياسي التي سيبقى يدور في رحاها للمره الخامسه انتخابيا إن لم يقم بدخول من الباب وبانحناء تام فان الملف الإيراني بات أمريكيا محصنا، والمطلوب من نتنياهو إما أن يعتدل أو أن يعتزل.

شاهد أيضاً

سوريا وروسيا.. الفرص الناشئة

بقلم: عبدالحميد توفيق- العينالشرق اليوم– تدرك موسكو أن سوريا تشكل أحد التحديات الاستراتيجية المهمة التي …