الرئيسية / مقالات رأي / الصراع على قمة النظام الدولي

الصراع على قمة النظام الدولي

الشرق اليوم- يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تستعجل حسم الصراع على قمة النظام الدولي لصالحها، قبل أن تفقد القدرة على ذلك مستقبلاً، حيث ترى أن الصين وروسيا وصلتا إلى مرحلة من التقدم الاقتصادي والسياسي والعسكري والتقني تجعلهما مؤهلتين لمزاحمة الولايات المتحدة، وإبعادها عن موقع القيادة الذي تولته منفردة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية وحلف وارسو في مطلع تسعينات القرن الحالي.

 كانت البداية في مواقف بايدن خلال حملته الانتخابية الرئاسية حيث جاهر بمواقفه العدائية ضد الدولتين، واعتبرهما تشكلان خطراً على المصالح الأمريكية، ثم في تصريحاته اللاحقة بعد انتخابه عندما قام بزيارة البنتاجون في شباط(فبراير) الماضي، حيث أعلن من هناك أن إدارته “لن تتردد في استخدام القوة لحماية الولايات المتحدة وحلفائها”، ودعا لتشكيل فريق عمل في وزارة الدفاع مكلف بملف الصين، وأمر بالشروع فوراً بمراجعة للمقاربة الاستراتيجية العسكرية التي تشكلها بكين، وأمهل فريق العمل أربعة أشهر لتقديم تقييمه “من أجل تحديد مسار قوي للمضي قدماً في القضايا المتعلقة بالصين، والتي تتطلب جهداً على مستوى الإدارة مجتمعة”.

 ثم توالت المواقف التصادمية ضد بكين وموسكو، من خلال رفع وتيرة التصريحات المعادية، مثل وصف بوتين بـ”القاتل” وتهديده “بدفع الثمن”، والحملات على بكين واتهامها بممارسات لا إنسانية ضد مواطنيها من الإيجور، واللاديمقراطية في هونج كونج، وطموحاتها في بحر الصين الجنوبي، وسعيها للهيمنة والتوسع.

 ومن أجل كبح جماح الدولتين “العدوتين” وتقويض سعيهما لمزاحمة الدور الأمريكي، سارع وزير الخارجية أنتوني بلينكن برفقة وزير الدفاع لويد أوستن لزيارة اليابان وكوريا الجنوبية لتجميع أوراق قوة في شرق آسيا في المواجهة مع بكين، حيث أعلن بلينكن أن الولايات المتحدة مستعدة لمجابهة الصين متى دعت الحاجة، معتبراً العملاق الآسيوي “أكبر تحد جيوسياسي” في هذا القرن. وأكد أن “قوة الصين تهدد القواعد التي تجعل العالم يسير كما نريده”.

 وتمضي الولايات المتحدة في تجميع أوراق القوة، حيث انتقل بلينكن إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية حلف الأطلسي، والتقى أمين عام الحلف ينس ستولتنبيرج معلناً “التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها وشركائها الأوروبيين فيما يتعلق بأهدافهم المشتركة”، وهذا يعني أن الإدارة الجديدة عازمة على استرداد هذه العلاقة وتعزيزها لاستخدامها في المواجهة مع الصين وروسيا.

 لكن، لا بكين ولا موسكو غافلتان عما تخطط له واشنطن، لذلك سارع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى بكين حيث اجتمع إلى نظيره الصيني وانج بي، وأكدا رفضهما استهداف بلديهما من قبل الدول الغربية، وعدم خضوعهما “لأي تهديدات ليست صديقة”. وقال لافروف: إنه “لا يمكن إدارة شؤون العالم من خلال الإنذارات وفرض العقوبات وإجبار الدول الأخرى على التصرف كما يريدون”.

 من الواضح أن روسيا والصين تعملان على مواجهة مشتركة للولايات المتحدة، باعتبار أن الهجوم الأمريكي يدفعهما لمزيد من تنسيق المواقف التي قد تصل إلى حد التحالف الاستراتيجي.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …