الرئيسية / مقالات رأي / إيران تسعى إلى إفشال “المبادرة السعودية” في اليمن

إيران تسعى إلى إفشال “المبادرة السعودية” في اليمن

بقلم: عبدالمنعم ابراهيم – أخبار الخليج البحرينية

الشرق اليوم– السعوديةُ قدمتْ مبادرتها السلميَّةَ لحل النزاعِ في اليمن يوم الإثنين الماضي، والتي تمثلت في وقفِ إطلاقِ النار الشامل، وفتحِ مطار صنعاء لعددٍ من الوجهات، واستكمالِ تنفيذ اتفاق إستكهولم، ودخولِ السفن بكل أنواعها ما دامت ملتزمة بقرارِ مجلس الأمن.. ولم تتضح بعد حقيقةُ تعامل الانقلابيين الحوثيين مع المبادرةِ السعوديةِ للسلام في اليمن، ولكن معظم المحللين قالوا إن «الحوثيين» سوف يرفضون المبادرةَ السعودية، وإذا وافقوا (لفظيًّا) عليها فسوف يماطلون ويتهربون من الالتزاماتِ التي يتوجَّب عليهم تنفيذها، وأهمها (وقف إطلاق النار الشامل)، كما أنهم سوف يطالبون بشروطٍ أخرى لصالحهم أثناء المفاوضات.

هذا الموقفُ الحوثي الرافض للمبادرةِ السعودية أو المماطل في تنفيذها يعودُ أساسًا إلى كونهم لا يملكون القرارَ السياسي المستقل ليقولوا نعم أو لا.. فالقرار بيدِ (إيران)، وهي التي سوف تُملي على (الحوثيين) ما يجبُ فعله إزاء المبادرةِ السعودية للسلام، ومن خلال تصريحات قائد فيلق القدس (إسماعيل قاآني) قيادي الحرس الثوري الإيراني والتي أشاد فيها بالهجماتِ الحوثيَّةِ ضد المدنِ والمطارات والمنشآت النفطية السعودية، واعترف علنًا بتقديمِ الدعم بالسلاح والخبرات للحوثيين! يتضحُ من هذه التصريحاتِ أن (إيران) لا تريدُ لهجمات الحوثيين أن تتوقفَ ضد السعودية.. وتريد (طهران) أن تستخدمَ نفوذَها في اليمن كجزءٍ من أوراقِ الضغط السياسي خلال مفاوضاتها القادمة مع (واشنطن) حول ملفها النووي.

وهنا يجبُ الوقوفُ على حقيقةٍ أخرى، وهي أن أمريكا رغم ترحيبها بالمبادرة السعودية الأخيرة، إلا أن إدارة (جون بايدن) لا تريد أن تعطي السعودية أيَّ نصرٍ سياسي في المنطقة.. لا في اليمن ولا في أيِّ ملف عربي ساخن آخر.. ويمكن القول فيما يتعلقُ بالحربِ في اليمن فإن هذا هو الموقف الحقيقي للدول الأوروبية وبريطانيا كذلك.. أي أنهم لا يريدون إعطاءَ نصرٍ سياسي أو عسكري للسعودية ولدول التحالف لدعم الشرعية في اليمن.. طبعًا تصريحاتهم الرسمية مغايرة للموقف الحقيقي، وكلها تدعمُ المبادرةَ السعودية، لكن حين تدخلُ المفاوضاتُ في التفاصيل سوف يدَّعون بأنهم محايدون في الصراع! ولكنهم سوف يميلون إلى ترجيحِ كفة (الحوثيين) في المفاوضات ضد المصالح الأمنية السعودية.. هكذا كانوا يفعلون جميعًا طوالَ سنواتِ الحرب في اليمن.. في البداية تعاملوا مع الحوثيين كحكومةِ أمر واقع! ثم قدموا المساعدات الغذائية والطبية للمليشيات الحوثية للمتاجرة بها في السوق السوداء!

بل إن بعثةَ الأممِ المتحدة في اليمن قدمت للحوثيين سيارات دفعٍ رباعي كثيرة مجانًا في سنوات سابقة، ثم قام الحوثيون بنصب رشاشات ومدافع على هذه السيارات واُستخدمت في القتال ضد قوات الشرعية والتحالف العربي في اليمن! 

هذه هي حقيقةُ الموقفِ الأمريكي والأوروبي والبريطاني والأمم المتحدة من الحرب في اليمن.. إنهم يعتبرون الحوثيين جزءا من النفوذ الإيراني في المنطقة.. ومن مصلحة الغرب أن يستمر استخدامُ (الحوثيين) خنجرًا لطعن السعودية بين حينٍ وآخر.. ولكن صبر السعودية بدأ ينفد من المماطلاتِ الحوثية وهجماتهم المتكررة على الأراضي السعودية.. وإذا لم تنفع (الجزرة) فسوف يأتي دورُ (العصا) لحسم الأمور في اليمن مستقبلا.

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …