الرئيسية / مقالات رأي / أمريكا في وادٍ آخر!

أمريكا في وادٍ آخر!

بقلم: هبا علي احمد – تشرين السورية

الشرق اليوم- بين التدمير والفوضى ومصطلحات الحرب الباردة من جهة ، والبناء والتعاون وإرساء السلام من جهة ثانية ، يقف العالم على طرفي نقيض، فثمة دول تتبنى الحالة الأولى أيّ الفوضى كأمريكا ومن لفّ لفها، ودول تتبنى الحالة الثانية، أيّ التعاون والدعوة للسلام والحوار كروسيا والصين وإيران  وغيرهم الكثير.

ورغم هذه الاصطفافات الواضحة، فإن مَن  يدعو للسلام لا يعني أنه لا يملك خيارات واسعة للردّ على الفوضى الأمريكية على الساحة الدولية، فـ”العدوّان اللدودان” لأمريكا، اي روسيا والصين، يملكان اوراق قوة ، التي تتجسّد راهناً عبر تمتين وتعزيز العلاقات فيما بينهما، كما كان في زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبكين.

عطفاً على ماسبق، فروسيا والصين تملكان أيضاً من الخيارات الاقتصادية مايدفعهما عند الضرورة القصوى للاستغناء عن التعامل بالدولار وإحلال العملات الوطنية وتشكيل تحالفات اقتصادية عالمية واسعة تسحب البساط من تحت واشنطن، وثمّة الكثير من  الخيارات السياسية وكان ذلك واضحاً في إحباط الكثير من المشروعات الأمريكية التدميرية في مجلس الأمن، وهناك خيارات عسكرية كثيرة أيضاً، والتفوق المسجّل للدولتين في هذا المجال ُيحسب لهما وبإقرار خبراء غربيين، أي إن الأسلحة الصينية والروسية بإمكانها تشكيل صدمة لواشنطن وقلب المعادلة.

تجد روسيا والصين أن الحلول الدبلوماسية هي الأفضل في ظل الأجواء المشحونة التي تشيعها واشنطن، إذ رغم قوة الدولتين وإمكانية الردّ على أيّ رعونة أمريكية مفاجئة وحتى رغم الجاهزية ، لكن لايمكن مقابلة الفوضى الأمريكية بمثلها حتى لاتصل الأمور لمستويات لايمكن العودة بعدها إلى نقطة البداية، ولاسيما أن المسرح الدولي مرشّح للمزيد من الفوضى واضطراب العلاقات بين أطرافه، من هنا، تترك روسيا الباب مفتوحاً للحوار حتى آخر فرصة متاحة، كي لا تنزلق مع الصين إلى ماتريده واشنطن.

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …