الرئيسية / مقالات رأي / انتصار الصين في معركتها ضد الفقر دفع للتنمية المشتركة للبشرية

انتصار الصين في معركتها ضد الفقر دفع للتنمية المشتركة للبشرية

بقلم: لي مينغ قانغ* – الجريدة الكويتية

الشرق اليوم- إن التخلص من الفقر يمثل الحلم المشترك للبشرية جمعاء، كما يعتبر عناصر مهمة ضمن الأهداف الإنمائية الألفية للأمم المتحدة، وقد أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخَّرا أن الصين حققت انتصاراً كاملاً في معركتها ضد الفقر، وأكملت المهمة الشاقة للقضاء على الفقر المدقع، حيث تم انتشال 98.99 مليون شخص من سكان الريف الذين يعيشون تحت خط الفقر من براثن الفقر.

طالما اُبتليت الصين بالفقر الذي جعل توفُّر الغذاء والكساء أبسط تطلع للشعب الصيني، فمنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، يبذل الشعب الصيني الجهود الدؤوبة للقضاء على الفقر تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وبعد تطبيق الإجراءات الشاملة من قبل الحكومة الصينية بما فيها التخفيف المستهدف للفقر في السنوات الأخيرة، تسارعت خطوات التنمية في المناطق الفقيرة بشكل جلي، الأمر الذي يتجسد في حل مشاكل المرور وإمداد المياه والكهرباء والاتصالات والتعليم والعلاج الطبي، وإعادة بناء الطرق الريفية لـ1.1 مليون كيلومتر وزيادة 35 ألف كيلومتر من السكك الحديدية، وبلوغ نسبة موثوقية إمدادات الطاقة الكهربائية لشبكة التوزيع الريفية في المناطق الفقيرة 99% وتجاوز نسبة تغطية الألياف الضوئية والـ4G في الأرياف الفقيرة 98%، كما أنشأت الصين أكبر نظام للضمان الاجتماعي في العالم.

وقد قدمت الصين المساهمات الإيجابية لقضية الحد من الفقر العالمية، حيث تخلص أكثر من 10 ملايين شخص من الفقر سنويا في الصين ما بين عامي 2012 و2019، وحققت الصين، باعتبارها أكثر دولة انخفاضاً في عدد الفقراء، هدف القضاء على الفقر المحدد في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وذلك قبل 10 سنوات من الموعد المحدد، بما يضخ الثقة والقوة للعالم. خلال السنوات الـ70 الماضية، قامت الصين بتقديم المساعدات المالية لنحو 170 دولة ومنظمة دولية إجماليا، وتنفيذ 1500 مشروع ضمن المساعدات الخارجية، وإرسال أكثر من 600 ألف شخص لتقديم المساعدات، وتدريب أكثر من 12 مليون نسمة في الدول النامية، ومساعدة أكثر من 120 دولة نامية في تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية، مما يعكس مساهمات الصين في قضية الحد من الفقر العالمية.

إن قضية الفقر هي قضية التنمية في نهاية المطاف، كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أنه لن يتم القضاء على جذور النزاعات وضمان الحقوق والمصالح الأساسية للشعب وتلبية تطلعاته للحياة الجميلة إلا عن طريق التنمية، أما بالنسبة إلى القضاء على الفقر على المستوى العالمي، فلا بد من الالتزام بمبادئ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة، وفي هذا الصدد، أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أنه لن تتحقق تنمية أفضل للعالم إلا بالتنمية المشتركة لجميع دول العالم، وفي ظل العولمة الاقتصادية التي تشهد تبادل الاعتماد الاقتصادي بين دول العالم وتلاحم مصالحها بشكل غير مسبوق، يجب تعزيز التنمية الذاتية ودفع التنمية المشتركة من خلال المنفعة المتبادلة والعمل المشترك.

كما يجب علينا أن نعرب عن الشكر لدولة الكويت الصديقة على دعمها ومساعدتها لتنمية الصين، فخلال العقود المنصرمة، قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية للصين القروض بشروط ميسرة لأكثر من 40 مشروعا في مجالات البنية التحتية وحماية البيئة والطب والصحة والتدريب المهني والزراعة وغيرها. إن الجانب الصيني يرغب في مواصلة تعزيز تبادل خبرات التنمية والتعاون العملي مع الجانب الكويتي، بما يثري مضامين علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين.

لم يكن التخلص من الفقر النهاية، بل نقطة البداية لحياة جديدة ونضال جديد، وستستمر الصين في العمل مع دول العالم سويا وبذل الجهود الدؤوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية دون الفقر، والذي يتميز بالتنمية المشتركة.

* السفير الصيني لدى الكويت

شاهد أيضاً

هل تنجح طهران خارج محور المقاومة؟

بقلم: عادل بن حمزة- النهار العربيالشرق اليوم– دخلت منطقة الشرق الأوسط فصلاً جديداً من التصعيد …