Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2014-01-16 17:08:29Z | | ÿ9Yÿ5TXÿ2VWÿÎô÷IôX
الرئيسية / مقالات رأي / حول امتلاك إسرائيل السلاح النووي

حول امتلاك إسرائيل السلاح النووي

بقلم: السيد أمين شلبي – المصري اليوم

الشرق اليوم – نشرت جريدة «المصري اليوم» مقالًا بالغ الأهمية في 23 فبراير الماضي، نقلا عن مجلة Foreign Policy الأمريكية كتبه فيكتور جيلنسكي، ويستمد المقال أهميته من الموضوع الذي يثيره، وهو امتلاك إسرائيل ترسانة نووية، وسكوت أو تجاهل الولايات المتحدة- ونضيف الغرب- هذا الواقع، كما يستمد أهميته من أن كاتب المقال شغل منصب مفوض لجنة المراقبة النووية في إدارات الرؤساء الأمريكيين: فورد وكارتر وريجان، كما يستمد أهميته من السياق الإقليمي والدولي حول العمل الذي يجري للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران يعزز ويقوى اتفاق 5+1 الذي تم التوصل إليه خلال إدارة أوباما عام 2015، لاحتواء البرنامج النووي الإيراني وعدم توصله لامتلاك إيران أسلحة نووية، وهو المسعى الذي يحظى بتأييد المجتمع الدولي باعتبار ما يمثله توصل إيران لهذا السلاح من تهديد للسلام والاستقرار في متطقتها، بل يدفع دولا أخرى إلى تملك نفس السلاح، وبذلك يهدد الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، ومعاهدة منع انتشار هذه الأسلحة.

وفي تقدير العديد من المراقبين المحايدين أن مصداقية الولايات المتحدة، وحلفائها الغربيين، حول البرنامج النووي الإيراني، قد تتهدد بتجاهلها لحقيقة وواقع امتلاك إسرائيل الفعلي هذا النظام من التسلح، وذلك نتيجة للضغوط الإسرائيلية على الإدارات الأمريكية المتعاقبة؛ لكي تتعهد بألا تثير قضية امتلاك إسرائيل هذا السلاح.

والواقع أن إثارة هذه القضية الخطيرة، تطرح من جديد الجهود المصرية والعربية لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وذلك من خلال المؤتمرات السنوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومطالبة إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار، وإخضاع منشآتها النووية لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة النووية.

وكذلك من خلال مؤتمرات مراجعة معاهدة منع الانتشار التي تعقد كل خمس سنوات، وكان آخرها المؤتمر الذي عقد في نيويورك عام 2015، ولأن قضية منع الانتشار كانت اهتمامًا أساسيا للمجلس المصري للشؤون الخارجية إقليميا ودوليًا، فقد أوفد فريقا من أبرز خبرائه في هذه القضية لحضور المؤتمر، ولكي يدافع عن المشروع المصري حول جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي، إلا أنه شهد إحباط الولايات المتحدة، ومعها بريطانيا وكندا، لمشروع القرار المصري المؤيد عربيًا، وهو المشروع الذي إذا ما تحقق سوف ينطبق على جميع دول المنطقة بما فيها إيران، إضافة إلى هذا كانت الأمم المتحدة قد أعدت مؤتمرا مخصصا لهذه القضية، كان من المفترض أن يعقد في هلسنكي عام 2012، وعينت «ميسرًا» Fecilitator للإعداد لهذا المؤتمر، إلا أن الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة أحبطت انعقاد هذا المؤتمر.

اتصالًا بقضية امتلاك إسرائيل السلاح النووي ثمة قضية لا بد أن تشغل دول الجوار لإسرائيل خاصة مصر والأردن، وهي أن مفاعل ديمونة، الذي كان حجر الأساس في تطوير امتلاك إسرائيل للسلاح النووي منذ عام 1960، يثير مخاوف حتى الخبراء الإسرائيليين الذين عقدوا ندوات للتنبيه إلى خطورة هذا المفاعل، ربما يذكر بانفجار المفاعل الروسي تشير نوبل عام 1985 بكل نتائجه البشرية والبيئية.

وأوضح اهتمام وإدراك الجانب العربي، ومصر بوجه خاص- التي وقعت على معاهدة منع الانتشار بعد وعد أمريكا أن إسرائيل سوف توقع- بقضية امتلاك إسرائيل للسلاح النووي، يبدو هذا كما ذكرنا في البند المتكرر كل عام في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعوته أن تنضم إسرائيل إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، كمنا يبدو هذا على المستوى العربي من البيان الذي أصدره الأمين العام للجامعة الدول العربية د. نبيل العربي فى 15 يوليو 2015، تعقيبًا على اتفاق 5 + 1 مع إيران، فمع ترحيبه بالاتفاق، باعتباره خطوة أولى نحو إخلاء منطقة الشرق الأوسط، بأكملها من السلاح النووي، فقد أشار إلى أنه قد حان الوقت لأن يتعامل المجتمع الدولي بمعيار واحد في هذه القضية، وأن يتوقف عن «الكيل بمكيالين»، وأن يضغط على إسرائيل لتنضم إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأن تخضع منشآتها النووية لنظام عدم الانتشار. ونثق أن الجامعة العربية وأمينها العام أحمد أبو الغيط سوف يكرر هذا الموقف، ويعزز هذا الاهتمام ما قاله وزير خارجية مصر سامح شكري، من أن مصر سوف تطرح هذه القضية في مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي، المقرر عقده في أغسطس 2021. فهل ستكرر إدارة بايدن مواقف إدارات سابقة من تجاهل امتلاك إسرائيل الأسلحة النووية، وتعوق الدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحه النووية، أم أنها ستراجع هذه المواقف ليس فقط من أجل أمن واستقرار المنطقة، بل العالم، وإنما لكي تكتسب مصداقية في العمل على احتواء البرنامج النووي الإيراني؟

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …