الرئيسية / مقالات رأي / المرأة في يومها العالمي

المرأة في يومها العالمي

بقلم: مها محمد الشريف – الشرق الأوسط

الشرق اليوم – في يوم 8 مارس / آذار من كل عام يكون يوم المرأة العالمي، تحتفل نساء العالم به من أجل مجال أبعد في المستقبل، وتوجه الانتباه إلى نسبة النساء العاملات بالعالم، والذي يقدر بـ48 في المائة، فهناك مقابل كل عشرة رجال يعملون، نحو ثماني نساء يعملن، ونسبة الطبيبات تُقدر بـ46 في المائة، رغم الجهود الكبيرة والتقدم بالعمل على المساواة بالحقوق والأجور، ولكن ما زالت المرأة تعاني من عدم المساواة بالأجور تحديداً في كثير من الدول، ولكنَّها بالمقابل حققت نجاحات في المناصب القيادية، مثل رئاسة الدول أو الحكومات، وآخرها كان تعيين نائبة لرئيس الولايات المتحدة الأميركية.

ضمن هذا الإطار، فإنَّ هذه الاحتفالية السنوية تهدف إلى تشجيع المساواة بين الجنسين، ودفع المرأة إلى العمل وجعل العالم مكاناً أفضل لعيش النساء، وقد شكل التعليم عاملاً مهماً في صياغة الوعي وأهمية الدور الذي تؤديه المرأة، لا سيما في آسيا مع نمو الصناعات في مرحلة الرأسمالية والتي حولت عمالة المرأة من الحقول والزراعة وتجارة المنسوجات، إلى تحقيق المزيد من تمكينها للعمل في المصانع والإدارة ومجالات أخرى متنوعة حسب نهضة البلاد التي تعيش بها.

ولكن على أرض الواقع مؤشرات تقيد المساواة بينها وبين الرجل في الأعمال رغم التطور الكبير في الحضارة الإنسانية، وإن العامل الأجدر بالملاحظة هو وجود مساحة فاصلة بين الرجال والنساء وتباين في الأجور، بما في ذلك الدول المتقدمة، وتم التطرق لهذا الشأن في المؤتمر الاقتصادي العالمي (دافوس) بأن هذه الفجوة تستغرق وقتاً أطول لكي تغلق.

ومن خلال هذه المقدمات الأولية البسيطة يضاف إلى تمكين المرأة والاعتراف بإنجازاتها، تخفيف تلك القيود ومزيد من الوضوح لمقدار أهمية دورها في الحياة من خلال الشراكة الأسرية والمجتمعية والعملية، فالإنسان في حاجة إلى أن يفهم العلاقات السببية بين الغايات التي يريد تصحيحها بالوسائل المتاحة، وهذا هو مدار الفعل البشري برمته في دائرة الاقتصاد أو السياسة أو المجتمع؛ فالمسألة بشكل عام هي مسألة شراكة أثرت التطورات التقنية على الطريقة التي تعيش بها المجتمعات كافة، وطرح وسائل مناسبة لتحقيق هذه الغايات.

كذلك الأمر، في هذا العام – عام 2021 – والذي تم اخيار موضوعه بالعالمات في طليعة جهود التصدي ضد «كوفيد – 19» والحاجة إلى كيانات تعمل في بيئة أكثر ألفة، بمعنى أنَّها تنحو إلى اعتبار المرأة موجودة في الحيز المعلوماتي، ومن ثم لا يمكن التمييز بينها وبين الرجل في نطاق التفاعلات العلمية، والدور الحاسم للباحثات في مراحل مختلفة من عملية التصدي للوباء، تستكشف أغوار الصحة والمرض مستعينة بأدوات الأبحاث الطبية، ابتداءً من مرحلة التعرف بالفيروس، ومروراً بتطوير تقنيات اختباره وانتهاء بتطوير لقاح ضده؛ فقد كان لهذا الوباء تأثير سلبي كبير على العالمات، ولا سيما في المراحل المبكرة من الحياة المهنية، فمن المؤكد أن احتكار العلوم الطبية وعلم الفيروسات أدَّى إلى توسيع الفجوة القائمة بين الجنسين في مجال العلوم، فضلاً عن الكشف عن الفوارق بين الجنسين في النظام العلمي، والمسافة الفاصلة بينهم تحتم معالجتها بخط سياسات لا يمكن وصفها بدقة على أنَّها حالة دائمة ومبهجة من المعافاة الكاملة، والواقع والعصر يحتمان الشروع في مبادرات لمنح آليات جديدة تدعم المرأة في مجال العلوم.

بصرف النظر عن هذا التباين في المساواة المتمثلة في خلق فئتين مختلفتين تسببت في توترات اجتماعية ومطالبات كثيرة، سيكون هذا الموضوع قيد الدراسة والعمل على إيجاد حلول له في كل عام، واحتفال هذا العام بهذه المناسبة سيجمع خبراء من مختلف أنحاء العالم من العاملين في المجالات المتعلقة بالوباء، وتقام الفعالية الاحتفالية لهذا العام عبر الإنترنت، ولكن المنظّمات العالمية مثل اليونسكو عززت جميع المجالات التي من شأنها تحقيق المساواة بين الجنسين، وحتى يكون الأمر بشكل أشمل بتقليص تلك المسافة أُصدر ميثاق الأمم المتّحدة في عام 1945، وهو أول اتفاق دولي يؤكّد على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، وهو أيضاً الأمر الذي له أهمية بالحياة الحديثة ويتوق الجميع بتقدير دور ومكانة المرأة؛ فمنذ ذلك الوقت ساهمت الأمم المتّحدة بوضع الاستراتيجيات، والمعايير، والأهداف المتّفق عليها دولياً من أجل النهوض بوضع المرأة في جميع أنحاء العالم.

شاهد أيضاً

الخطوط الخلفية في الحرب على غزة

بقلم: جمال الكشكي – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم– في تاريخ الحروب كثيراً ما تنشط …