الرئيسية / مقالات رأي / “آيدكس 2021”.. يقود العالم للتعافي من جائحة كورونا

“آيدكس 2021”.. يقود العالم للتعافي من جائحة كورونا

بقلم: يوسف الحداد – صحيفة الاتحاد

الشرق اليوم- النجاح الكبير الذي حققته الدورة الخامسة عشرة من معرض الدفاع الدولي «آيدكس» والدورة السادسة من معرض الدفاع البحري «نافدكس» 2021، لا يعد شهادة دولية على ريادة الإمارات في تنظيم وصناعة المعارض الدفاعية، وحسب، وإنما يقدم أيضاً مؤشراً حقيقياً على بدء العالم مرحلة التعافي الحقيقي من جائحة «كوفيد-19»؛ وهذا لا شك إنجاز نوعي يحسب لدولة الإمارات التي استطاعت أن تعيد الزخم مجدداً لهذه النوعية من الفعاليات الكبرى التي شهدت تراجعاً كبيراً منذ ظهور«كوفيد-19» نهاية 2019، وتوقفت معها معظم المعارض الدولية.

لقد أعادت الدورة الحالية لـ«آيدكس» و«نافدكس» الثقة في إمكانية التعافي السريع من تداعيات هذه الجائحة، فحجم المشاركة الدولية فيها، سواء من جانب المسؤولين السياسيين والعسكريين، أو من جانب الخبراء والمهتمين بصناعات الدفاع والتقنيات العسكرية والأنظمة الأمنية، أو من جانب الشركات العالمية، سيشجع دول العالم على استئناف هذه النوعية من الفعاليات، والاستفادة من تجربة الإمارات الرائدة في تنظيم فعاليات هذه الدورة التي اتسمت بالتنظيم الدقيق والإجراءات المبتكرة، ولهذا فإنها تعد بحق دورة استثنائية بكل المقاييس، تؤكد من خلالها الإمارات أنها الرائدة عالمياً في صناعة المعارض الدفاعية من ناحية، وتقود مرحلة التعافي المستدام من جائحة كورونا من ناحية ثانية.

لقد اتخذت الإمارات الخطوة الأولى على طريق التعافي العالمي من جائحة كورونا، وبعثت من خلال النجاح الكبير في تنظيم معرضي «آيدكس» «ونافدكس» 2021 برسالة ثقة وتفاؤل بأن العالم بدأ يستعيد ديناميكيته وحيويته، فآيدكس ونافدكس ليسا فقط معرضين دوليين دفاعيين كبيرين، وإنما يمكن اعتبارهما مؤشراً حقيقياً لعودة التعافي لمختلف القطاعات الاقتصادية، وخاصة قطاع الصناعات العسكرية والتكنولوجية، الذي يعد أهم مرتكزات الاقتصاد في العديد من دول العالم، حيث تم الكشف خلال هذه الدورة عن منظومات جديدة من أحدث المعدات العسكرية والأسلحة المتطورة والتقنيات الحربية المتطورة، كما تم الإعلان عن عقد شراكات استراتيجية بين مختلف الجهات المشاركة وكبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذه القطاعات، فضلاً عن الصفقات الضخمة التي تم الإعلان عنها بمليارات الدراهم، وهي مؤشرات إيجابية تشير بوضوح إلى عودة حركة الأعمال واستئناف مختلف الأنشطة الاقتصادية التي تدشن لمرحلة التعافي الحقيقي من جائحة كورونا.

إن النجاح الكبير الذي حققته هذه الدورة من معرضي آيدكس ونافدكس 2021 ينطوي على العديد من المردودات الإيجابية، فهو من ناحية يرسخ مكانة الإمارات عالمياً في قيادة صناعة المعارض الدولية، فالإجراءات الاحترازية والوقائية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الوفود المشاركة وجميع زائري المعرضين ستجعل من «آيدكس ونافدكس» مرجعاً دولياً في كيفية تنظيم المعارض في أوقات الأزمات والظروف الاستثنائية، وهذا سيضيف قيمة نوعية ورمزية لهما بين المعارض الدفاعية الدولية. كما أن هذه الدورة من ناحية ثانية رسخت من قوة الإمارات الناعمة، وأبرزت الوجه الحضاري لشعبها، والتي جعلت الضيوف والزائرين يشعرون بالفعل أنهم في بلدهم الثاني، لما لمسوه من رعاية واهتمام بأدق التفاصيل الخاصة بتنقلاتهم وإقامتهم. ومن ناحية ثالثة، فإن الإشادات الدولية الكبيرة بالدورة الحالية إنما تعكس التقدير الكبير لدولة الإمارات، ولجهودها الرائدة في قيادة العالم نحو التعافي من تداعيات جائحة كوفيد-19، خاصة أن الإمارات تأتي في مقدمة دول العالم التي تتبنى استراتيجية مدروسة لإدارة مرحلة التعافي من كورونا، تشارك في تنفيذها العديد من الوزارات والهيئات الاتحادية، ومن خلال فرق متخصصة تعمل على قياس أداء عمل الجهات المعنية بعودة الحياة إلى طبيعتها، والتركيز على القطاعات الواعدة التي تحظى بفرص نمو مستقبلية كبيرة في مرحلة ما بعد كورونا، كالتكنولوجيا المتقدمة والممكّنة للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

نجاح الدورة الحالية لمعرضي «آيدكس» و«نافدكس» 2021 يأتي بعد أيام قليلة من وصول «مسبار الأمل» إلى مداره في الكوكب الأحمر، وهما بالفعل إنجازان يجسدان إرادة التحدي وثقافة الإنجاز التي تميز دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقف وراء ما تشهده من نهضة شاملة وتطور على الصعد كافة. «آيدكس» و«نافدكس» و«مسبار الأمل» ومن قبل «براكة» و«خليفة سات» باتت عناوين للتفوق والريادة بالمعايير العالمية، تليق بدولة الإمارات التي تحتفل هذا العام باليوبيل الذهبي لتأسيسها، تجني فيه حصاد خمسين عاماً من العمل الجاد، استطاعت خلالها أن تعزز مكانتها على خريطة الدول المتقدمة، وأن تحفر اسمها بين الكبار في كافة ميادين التقدم والعلوم، وها هي تستعد للانطلاق إلى رحلة جديدة للخمسين عاماً المقبلة تعزز خلالها مكانتها، وترسخ ريادتها على الصعد كافة، ولهذا فإنها تعد بحق منارة للأمل ونموذجاً ملهماً للطامحين إلى النجاح والتفوق.

شاهد أيضاً

هل تنجح طهران خارج محور المقاومة؟

بقلم: عادل بن حمزة- النهار العربيالشرق اليوم– دخلت منطقة الشرق الأوسط فصلاً جديداً من التصعيد …