الرئيسية / مقالات رأي / الحرب الأثيوبية .. وموقف الكباشي

الحرب الأثيوبية .. وموقف الكباشي

بقلم: حيدر أحمد خيرالله – صحيفة “الراكوبة نيوز” السودانية

الشرق اليوم – الجبهة الإثيوبية الملتهبة منذ زمن ليس قصير قد جعلت شرقنا الحبيب يغلي على فوهة بركان وكل عشاق السيادة الوطنية بادروا عدة مبادرات لمناصرة القوات المسلحة السودانية، ودعموا مسيرتها المقدسة في حماية أرضنا مستصحبين معنا عمق العلاقات السودانية – الإثيوبية ومحافظين على حق الجوار، بل ومازال بين ظهرانينا المواطنين الإثيوبيين يجدون عندنا المأوي والمعاملة الرفيعة التي لا تعتبرهم أعداء ولا تحاسبهم بما قامت به حكومتهم من اعتداء وسيبقون بيننا وتحت جناح هذا البلد الرحيم الذي لا يهزم قضية الإنسان من حيث هو إنسان، وقواتنا المسلحة وهي تواجه ما فرض عليها من مواجهة مع دولة إثيوبيا فلنقرأ ما قاله الفريق أول شمس الدين الكباشي في قناة العربية (بأن القوات السودانية لم تتراجع عن شبر من الأراضي التي استعادتها من الجانب الإثيوبي وأكد أن السودان استعاد نسبة كبيرة من أراضيه بلغت 90%، وأشار إلى أنه تبقت فقط حوالي ثلاثة نقاط وزاد (أنه يأمل أن تحل بالتفاوض وأن لا يضطر الجيش السوداني لنزعها بالحرب في سبيل استعادة أراضيه).

إن هذا النذير بالإصرار على استعادة المتبقي من الأراضي السودانية هو في الحقيقية مؤشر جيد لاستعادة بقية الأراضي السودانية المسلوبة في مناطق أخرى، وإن الفريق كباشي عندما يتحدث بمنطق التفاوض وعدم التنازل عن الأرض ويقرر بشكل قاطع بالقول: “إن ما ينقص إثيوبيا هو الشجاعة فقط لإعلان الحرب في ظل استمرار اعتداءاتها وحشد قواتها على الحدود”.

إن إعلان الحرب أمر غير محمود وغير مطلوب ولا نعتقد أن سيادة الفريق يهدد مجرد تهديد ذلك لأن الحكومة والجيش السوداني قد قدم لقيادة هذه المعركة رجل يعتبر من فلذة أكباده إلا وهو اللواء حيدر علي الطريفي، قائد الفرقة الثانية مشاة وهو من خصائصه إن قال فعل، وإن فعل أجاد وإن سلبت منه قطعة أرض فهو كبير الاستعداد والاعداد لاستعادتها، وقواتنا المسلحة تملك بشكل كامل الصمامة نحو تحقيق الأهداف ولا تنقصها الإرادة القتالية والمبادرات الشعبية التي انطلقت باسم مبادرة القطاع الخاص لدعم القوات المسلحة والتي ابتكرتها مجموعة من رجال الأعمال والفنانين والإعلاميين فكل هؤلاء وغيرهم لم تكن غايتهم الحرب بقدر ماهي قداسة تراب هذا البلد الذي ادعت إثيوبيا أن الفشقة السودانية أثيوبية وعندنا أنها سوف لن تكون مستوطنة قطران مهما تم فيها من تشييد مباني وطرق ومصانع فإن أخلت إثيوبيا المنطقة فان هذا هو المطلوب، أما إذا ظلت تدعي أنها تتبع لها فان الكباشي قد وصف الأمر بأنه استيطان يشبه الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين ولن نسمح به ولا بأي استيطان أخر داخل الفشقة أو أي منطقة أخرى.

بهذا المنطق يبقى أمام أهل السودان جميعا الطريق مفتوحا نحو مساندة القوات المسلحة في معركتها المقدسة والدعم الشعبي للجيش السوداني من المفترض أن يكون صاحب الأولوية القصوى لأهل الإعلام والأقلام فإن الدفاع عن الأرض يعني الدفاع عن العرض وعن التراب السوداني المقدس فهل نحن مستعدون لهذا الدعم؟ بالتأكيد نعم. وسلام يا وطن.

الهبوط الناعم كفكرة وكممارسة نزل إلى أرض الناس وها هو الجوع والفقر والمسغبة وكل شيئ في غير مكانه، والأذان في غير أوانه، إنه زمن القدرات المتواضعة والبلد يحتاج الولد ولقد انتظرنا الولد ولكن حواء لم تلد.. وسلام يا.

شاهد أيضاً

روسيا التي لا تساند أحداً… علاقة غير عادلة مع إيران

بقلم: يوسف بدر – النهار العربي الشرق اليوم– في مقالته في صحيفة “وول ستريت جورنال” …