الرئيسية / مقالات رأي / WP: تحديات المحاكمة الثانية أكبر من ترامب

WP: تحديات المحاكمة الثانية أكبر من ترامب

بقلم: ميكائيل جيرسون

الشرق اليوم- إن الإشكالية الحقيقية التي يواجهها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال محاكمته الثانية ليست عدم كفاءة فريق الدفاع، وإنما حقيقة أن قضيته هذه المرة تحوي قرائن تدين تلقائيا أي شخص.

وذكرت الصحيفة “The Washington Post” أن حجج إدانة ترامب بالتحريض على أحداث الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي كثيرة ودامغة، مما جعل كل أوراق التوت التي تمسّك بها رفاقه الجمهوريون تتساقط الواحدة تلو الأخرى.

لكن على الرغم من ذلك، فإن كثيرا من هؤلاء الجمهوريين لا يزالون يتشبتون بحجة إجرائية “ضعيفة” مفادها أن الرؤساء السابقين لا يقعون تحت طائلة العدالة بعد مغادرتهم مناصبهم، بيد أن التاريخ يعلمنا أن الأمور لا تسير هكذا خاصة، وأن تصويتا على دستورية المحاكمة قد تم بالفعل.

وتساءلت الصحيفة ماذا يعني إذن تصلب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في مواجهة الأدلة الدامغة؟ ورأت أن لدى النواب الجمهوريين الآن فرصة لمنع ترامب من تولي أي منصب مستقبلا، ولا يمكن في هذه الظروف فهم تخلفهم عن واجبهم سوى أنه “جُبن أخلاقي” في لحظة اختبار وطني فارقة.

وأضافت أنه لا يمكن توقع بطولات روتينية من المسؤولين الحكوميين، لكن هذه المرة اتخاذ موقف البطولة هو الرد الوحيد المشرف.

واعتبرت أن محاكمة ترامب الثانية ليست ممارسة عديمة الجدوى لسبب بسيط هو أن ترامب يظل أكبر تهديد يشكله شخص ما على صحة الديمقراطية الأميركية. فخلال الأشهر الأخيرة له في منصبه، كان ترامب ينتقي بعناية أصدقاء مقربين له ويعينهم في مناصب إستراتيجية في وزارتي العدل والدفاع، كما حاول استخدام موقعه لاستهداف الخصوم وحشدَ قاعدته مع المتطرفين المسلحين، وأظهر قدرة على تحويل تعصب أنصاره إلى أداة للترهيب السياسي والجسدي، وأبان عن عنف وتظلم لا حدود لهما.

وتؤكد واشنطن بوست أن هناك مرحلة من الانحدار الديمقراطي تلتصق فيها الحركات السياسية بالعصابات والمليشيات، وتبدأ التهديدات الجسدية تحل محل الخطاب المدني، مشيرة إلى أن ترامب أوصل فعلا السياسة الأمريكية إلى هذه النقطة.

فقد رأينا الرئيس السابق -تضيف الصحيفة- يدعو إلى العنف ضد المتظاهرين في مسيراته، حين خاطب أنصاره يوما قائلا “فقط أطردوهم إلى الجحيم.. أعدكم سأدفع الرسوم القانونية المترتبة عن ذلك”، كما فشل في إدانة العنف الممارس من قبل أنصاره، وشكل هجوم السادس من يناير/كانون الثاني الماضي على الكابيتول “تتويجا لوحشيته الإستراتيجية”.

النأي بالنفس

وإزاء هذا النهج اختار بعض الجمهوريين المنتخبين سياسة النأي بالنفس على أمل أن تمر عاصفة ترامب، لكن خطاباته ورسائله زادت في كل مرة عنفوانا وقوة تدميرية.

وتختم الصحيفة بأن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين سيرفضون محاسبة ترامب، سيكونون متواطئين في زيادة منسوب العنف السياسي، وإذا ضعفوا أمام وعود ترامب المستمرة بالانتقام فسيكونون “حماةً يرثى لهم” للقيم الأميركية.

وبالعكس من ذلك تماما، يمكن لموقف “سياسي شجاع” في الوقت المناسب من قبلهم أن يتحول للحظة الأكثر رمزية وقيمة خلال حياتهم السياسية، وفي هذه الحالة سيؤدون حق القسَم الذي أدَّوه ويلهمون غيرهم ويدفعون بسياسة أميركا نحو السلم والعقلانية، وهذا الأمر للأسف غير مرجح، لكنه ضروري تماما.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

روسيا التي لا تساند أحداً… علاقة غير عادلة مع إيران

بقلم: يوسف بدر – النهار العربي الشرق اليوم– في مقالته في صحيفة “وول ستريت جورنال” …