الرئيسية / مقالات رأي / بايدن وأفغانستان

بايدن وأفغانستان

بقلم: دانيال ر.ديبتريس – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – مع اقتراب الجدول الزمني للانسحاب من أفغانستان في الأول من مايو / أيار، أصبح القرار بشأن ما يجب فعله مع القوات الأمريكية المتبقية البالغ عددها 2500 جندي أكثر إلحاحاً لإدارة الرئيس جو بايدن، الذي كان المتحفظ الرئيسي لزيادة القوات في أفغانستان في إدارة أوباما 2010-2011، فهو الآن يقف على مفترق طرق.
فهل سيلتزم بجدول الانسحاب كما هو مذكور في اتفاقية فبراير / شباط 2020 بين الولايات المتحدة و”طالبان”، أم أنه سيقبل مشورة مؤسسة الأمن القومي الأمريكية ويمدد وجود القوات الأمريكية إلى ما بعد الربيع؟
في حديثه إلى معهد أسبن في 29 يناير / كانون الثاني، أوضح الرئيس أشرف غني، توقعاته من الولايات المتحدة، وأثنى على إدارة بايدن لإصدارها تصريحات شديدة اللهجة ضد “طالبان” لاستمرار عنفها.
وإلى جانب التذمر من مصادر الناتو بأن القوات الأجنبية ستبقى على الأرض بعد الأول من مايو، والشكوك الكبيرة في البنتاجون من أن “طالبان” تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق، يواجه الرئيس بايدن من نواح كثيرة ما واجهه رئيسه السابق، الرئيس أوباما، منذ أكثر من عقد من الزمان: مقاومة هائلة من الولايات المتحدة، لخفض خسائرها في الدولة التي مزقتها الحرب.
والسؤال الأساسي الذي يتعين على بايدن وفريق الأمن القومي طرحه على أنفسهم هو: هل يساعد تمديد وجود القوات الأمريكية في أفغانستان على تسهيل مفاوضات السلام بين الأفغان، أو إحداث أي تأثير في ميزان القوى، أو الأهم من ذلك القيام بأي شيء على الإطلاق لتعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة؟ الإجابة عن الأسئلة الثلاثة هي “لا”.
في الواقع، من المرجح جداً أن يؤدي إبقاء القوات الأمريكية إلى ما بعد موعد الانسحاب في الأول من مايو إلى جعل الوضع في أفغانستان بأكمله أسوأ حيث تنسحب “طالبان” من المحادثات تماماً، وتوجه أسلحتها نحو القوات الأمريكية.
لقد استغرق الأمر حوالي سبعة أشهر من المشاحنات والتأخيرات المتعددة في تبادل الأسرى قبل أن يبدأ الطرفان المحادثات في البداية.
استمرت المناقشات حول البنود التي ستكون على جدول الأعمال منذ ديسمبر. ووفقاً للمفتش الأمريكي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، فإن “محادثات السلام … لم تسفر حتى الآن عن نتائج جوهرية تذكر”.
ويتساءل البعض كيف سيكون لتمديد إقامة القوات الأمريكية في أفغانستان – حتى لمدة ستة أشهر كما أوصى البعض – أي تأثير إيجابي في المحادثات؟ وكم من الوقت يفترض أن تنتظر واشنطن؟
المحصلة النهائية واضحة لأي شخص لديه الحس السليم لرؤيتها: فلن يتم تحديد الحرب الأهلية في أفغانستان من خلال عدد القوات الأمريكية الموجودة على الأراضي الأفغانية في أي وقت.
إن الولايات المتحدة تقاتل في أفغانستان منذ فترة طويلة من الزمن لدرجة أن البعض لم يعد يفهم سبب تدخل واشنطن في المقام الأول: القضاء على “القاعدة” ومعاقبة “طالبان” لإيوائهم الجماعة الإرهابية.
لقد انحرفت هذه المهمة الضيقة لمكافحة الإرهاب عن هدفها الأصلي، في اللحظة التي التزم فيها صناع السياسة الأمريكيون ببناء ورعاية وتمويل وحماية النخبة السياسية الأفغانية التي أظهرت أنها مهتمة بإثراء نفسها بنفس القدر الذي تهتم به في تلبية احتياجات مواطنيها.
لقد أعربت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بما في ذلك إدارة بايدن، عن رغبتها في إغلاق الفصل الخاص بالمغامرة الأمريكية السيئة في أفغانستان في شهر مايو القادم، ولدى الرئيس بايدن فرصة ممتازة للتصرف بناءً على أقواله.

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …