الرئيسية / مقالات رأي / هل يبتر بايدن ساق الحوثيين!!

هل يبتر بايدن ساق الحوثيين!!

بقلم: دعاء العبادي – صحيفة الدستور

الشرق اليوم- مع دخوله عامه السادس لا يُظهر النزاع في اليمن أي مؤشرات حقيقية على الانحسار بل لا يزال المدنيون يتحملون وطأة الأعمال القتالية العسكرية والممارسات غير القانونية للجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.

 تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أعادت النظر في قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية وأثارت التكهنات حول التحولات المحتملة في موقف إدارة بايدن من الملف اليمني لكن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن بادروا إلى التشكيك في السياسة الخارجية المُعلنة من جانب الرئيس جو بايدن للضغط من أجل السلام وإنهاء حرب اليمن.

 المزاعم بأن وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب الأمريكية من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن ليس واقعياً، فالأزمة الإنسانية تقف وراءها مليشيات الحوثي حتى قبل طرح اسمها كمنظمة إرهابية فهي لم تكتفِ بمنع دخول قوافل الإغاثة إلى المناطق التي تحتلها، بل قامت بنهبها وتوزيعها على مقاتليها.

وأمّا القول بأن هذا التصنيف قد يؤدي إلى تعقيد فرص التوصل إلى حل سياسي فتلك حجّة واهية، فمحاربة أمريكا لطالبان لم تحل دون تفاوضهما، ووضع حزب الله على قوائم الإرهاب لم يَعُق التدخل الأمريكي في الملف اللبناني.

ورغم أن حرب اليمن في عامها السادس فإنه ما زال هناك من يتجاهل نتائجها متناسين سبب الحرب أساساً، وهو انقلاب جماعة إرهابية على الحكومة الشرعية وتهديد أمن واستقرار اليمن والمنطقة بأسرها، ورفض جميع المبادرات السياسية لحل هذه الأزمة.

التحالف العربي منذ اليوم الأول لتدخله العسكري لدعم الحكومة الشرعية لاستعادة الدولة اليمنية وهو يسعى للوصول إلى الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية، بما يحقق مصلحة اليمن وشعبه ويحفظ أمنه وسيادته.

قد يقول البعض أن التحالف العربي بإمكانه الانسحاب من اليمن، ولكن بالتأكيد هناك تبعات خطيرة لهذا القرار في هذا الوقت أهمها  دخول اليمن حربا أهلية أطول وأشرس، وستتفاقم بعدها المأساة الإنسانية،  مما سيضاعف الوجود الإيراني المسلّح في اليمن، وبالتالي يتعاظم التهديد لدول الخليج والمصالح الأمريكية في المنطقة، وستعود مليشيات الحوثي للسيطرة على باب المندب وهو الممر البحري الاستراتيجي المهم للملاحة الدولية، تنظيم القاعدة سيعود للظهور مجدداً بعد أن نجحت الولايات المتحدة، بالتعاون مع السعودية والإمارات، في تحجيم دوره جنوب اليمن، الأمر الذي يعني إرسال  مزيد من القوات الدولية لقتال التنظيم الإرهابي كما يحدث في العراق وسوريا وأفغانستان.

ما يجب أن تعرفه إدارة الرئيس بايدن ولا أظنها تنكر معرفته أن انسحاب التحالف العربي من اليمن لن يوقف الحرب، ولن يقلص الخسائر البشرية، بل سيضاعف مأساة اليمنيين الإنسانية، ووقف الحرب دون تقديم حلول عملية لتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن مما يعني تركه دولة جريحة في وجه وحوشٍ ضارية.

الجميع يرغب في انتهاء الصراع في اليمن، ولكن بما يحفظ أمن اليمن واستقراره وسيادته، ولن يحدث ذلك دون دعم الجهود الدولية لكبح التمدد الإيراني في المنطقة.

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …