الرئيسية / مقالات رأي / The Times: “بتكوين” مشروع سياسي بامتياز.. هل يفشل يوما ما؟

The Times: “بتكوين” مشروع سياسي بامتياز.. هل يفشل يوما ما؟

BY: Hugo Rifkind

الشرق اليوم – إن قيمة عملة “البتكوين” المشفرة كانت قبل سنوات تعادل حوالي 40 جنيها إسترلينيا، لكنها تضاعفت كثيرا لتصل إلى 27 ألف جنيه إسترليني حاليا (نحو 37 ألف دولار).

وفي عام 2010 اشتهر أميركي من رواد البتكوين باستخدام 10 آلاف عملة بتكوين لشراء البيتزا، أما قيمة هذه العملات حاليا فتساوي اليوم أكثر من ثلث مليار دولار.

وفي ذلك الوقت توقع الخبراء أن العملة المشفرة -التي لا يدعمها أي شيء على الإطلاق- ستنهار، لكن من الواضح أنهم كانوا مخطئين.

إن عملة بتكوين قد تكون خدعة أو مخططا هرميا أو مجرد فقاعة، لكن من المؤكد أنها مشروع سياسي بامتياز.

ولا يمكن أن نعرف على وجه اليقين الهدف من إنشاء بتكوين، لأننا ببساطة لا نعرف من اخترعها، لكن توجد نظريتان رئيسيتان: تهدف الأولى إلى تحديد السلم الزمني لظهور عملة بتكوين لمعرفة متى أطلقت، في حين تشير النظرية الثانية إلى أن بتكوين بمثابة رسالة منظمة.

فلم يتم إنشاء بتكوين خلال الانهيار المالي فقط، بل بسببه، في محاولة للحد من سيطرة الحكومات على الأموال في ظل انعدام الثقة.

إن عملة بتكوين لا تعمل كسائر العملات التقليدية، وإنما يحكمها التشفير والخوارزميات، وهذا يعني أنه لا يمكن لأحد أن يقلل من قيمتها أو يزيحها أو يفرض ضرائب عليها.

ربما أنشئت هذه العملة الرقمية بناء على سياسة تحررية وفوضوية بشكل إيجابي، وهو ما يجعلها تعمل بشكل جيد رغم خطورتها على صعيد تجارة المخدرات والجريمة المنظمة.

إن قيمة بتكوين من المحتمل أن تهبط مرة أخرى ثم ترتفع مجددا مثلما حدث طوال السنوات العشر الماضية، حتى لو كان هذا الهبوط سيكون الأخطر.

ورغم كل شيء لا تزال بتكوين موجودة، وأصبحت تمثل فرصة استثمارية بدلا من اعتبارها “أداة ثورية”، وقد ساهم اعتمادها من قبل رواد الأعمال مثل التوأم وينكلفوس في جعلهم يجنون أكثر من مليار دولار الآن إن لم يكن أكثر.

كما أن تداول بتكوين لم يعد يقتصر على الأشخاص العاديين، بل أصبحت شركات إدارة الأصول وصناديق التحوط وحتى شركات التأمين تشارك فيه، حيث باتت المعاملات ضخمة وبعشرات الملايين من الدولارات.

يمكننا القول ألم يكن الهدف من هذا المشروع هو إضعاف أصحاب النفوذ؟ ألم يكن ذلك سبب إعجاب دعاة الحرية منذ البداية؟ ألم تكن الغاية المراد تحقيقها هي التعامل مباشرة مع بتكوين دون وسطاء؟ ألم يكن الهدف الرئيسي من إنشاء بتكوين هو منع الحكومات من استخدام مدخراتك لإنقاذ رجال الأعمال؟

لكن بدلا من ذلك أصبحت بتكوين طريقة يستخدمها نفس الأشخاص لجعلك تستنزف جميع مدخراتك بنفسك، ما الفرق إذًا؟ يا لها من مأساة! يا له من فشل!

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

إسرائيل تختار الصفقة بدلاً من الرد الاستعراضي

بقلم: علي حمادة – صحيفة النهار العربي الشرق اليوم– تجنبت ايران رداً إسرائيلياً استعراضياً يفرغ …