الرئيسية / مقالات رأي / ما بعد حلّ “الكنيست” الإسرائيلي: الصراع يميني بامتياز

ما بعد حلّ “الكنيست” الإسرائيلي: الصراع يميني بامتياز

بقلم: علي أبو حبلة – الدستور

الشرق اليوم- مع انهيار الائتلاف الحكومي في إسرائيل، بحلّ “الكنيست” والتوجّه إلى انتخابات مبكرة رابعة، ينفتح الباب على تشكّل خريطة سياسية جديدة، عنوانها تراجع الوسط واليسار إلى الهامش، واحتدام المعركة داخل المعسكر اليميني ، فالمعضلة في هذه الانتخابات ستكون داخل معسكر اليمين الحاكم، الذي يرى ضرورة استبدال نتنياهو والحفاظ على الدولة اليهودية الديمقراطية.

إن الكثير من القواعد الانتخابية بمعسكري اليمين والمركز ترى في ساعر المنقذ للديمقراطية الإسرائيلية من ثقافة الفساد التي كرّسها نتنياهو، الذي يسعى للسيطرة على مفاصل النظام القضائي لتجنب محاكمته والزج به في السجن، وعليه فإن هذه القواعد الانتخابية تتجه للتصويت لساعر وعدم دعم الأحزاب الصغيرة بمعسكر اليمين التي تدور في فلك نتنياهو، علما أن الأغلبية العظمى من المجتمع اليهودي تميل إلى اليمين، ويعتقد شطيرن أن الخارطة السياسية والحزبية ستشهد في الأسابيع المقبلة المزيد من المتغيرات والتحالفات، ومن ضمنها دخول شخصيات جديدة إلى المعترك السياسي والمنافسة الانتخابية، حيث يمكن لهذا النتاج إفراز قوة داخل معسكر اليمين يتحالف مع المركز، لتكون بديلة لشخص نتنياهو، مع ضمان بقاء اليمين في الحكم، وتشكيل حكومة من دون نتنياهو، الذي سيكون في قفص الاتهام إذا خسر معركة تشكيل الحكومة المقبلة.

بدا حتمياً أن يؤول الائتلاف القائم على المصالح الشخصية لأطرافه، وفي المقدّمة حزب “الليكود” برئاسة بنيامين نتنياهو وحزب “أزرق أبيض” برئاسة بني غانتس، إلى السقوط، لكن السؤال كان حول موعد هذا السقوط. تسعة أشهر ثَبت أنها أكثر من كافية لإنهاء الائتلاف، خاصة مع اقتراب موعد التناوب على رئاسة الحكومة، التي لم يكن نتنياهو ليُفرّط بها ويتنازل عنها لغريمه غانتس. وفقاً للقانون، انحلّ “الكنيست” نتيجة الخلاف على إقرار موازنة الدولة، بين واحدة يريدها نتنياهو وتكْفل له إمكانية البقاء رئيساً للحكومة في المرحلة الانتقالية، وبين اثنتين للعامين الحالي والمقبل وفق ما تقتضيه مصلحة غانتس، الذي سيتولّى عندها رئاسة الحكومة. والخلاف هنا لا يتعلّق بطبيعة الحال بالموازنة نفسها، بل بكرسيّ رئاسة الحكومة، التي تنصّل نتنياهو من التزاماته في شأنها بموجب اتفاق التناوب مع غانتس، ودفع إلى حلّ “الكنيست” كي يبقى هو رئيساً للحكومة إلى حين إجراء الانتخابات.

ينصب التركيز حتى آذار/ مارس المقبل، موعد إجراء الانتخابات، على الحملات الانتخابية، وتحديداً داخل المعسكر اليميني، حيث تجاذُب الشرائح الناخبة بدأ يحتدم من الآن، بل يمكن القول إن المعركة تكاد تكون محصورة عملياً بين اليمين واليمين، فيما معسكر الوسط واليسار يتّجه نحو التمركز على هامش اللعبة السياسية. وتختلف الانتخابات الرابعة عمّا سبقها من استحقاقات، وتحديداً في ما يتعلّق بالمعسكر اليميني، بعد أن عمّق انقساماته، القطب “الليكودي” المنشقّ عن حزبه جدعون ساعر، الذي أنشأ حزباً جديداً ينافس “الليكود” ونتنياهو على موقعيهما. احتلّ ساعر، فور انشقاقه، مكانة وازنة في الاستقطاب الحادّ داخل اليمين، ومن المُقدّر أن يجذب شريحة كبيرة من ناخبي الوسط إليه، إضافة إلى شرائح من مؤيديه من اليمين، الأمر الذي يجعل المعركة الانتخابية المقبلة يمينية بامتياز.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …