الرئيسية / مقالات رأي / Bloomberg: هل يكون حزب الليكود “كعب أخيل” نتنياهو؟

Bloomberg: هل يكون حزب الليكود “كعب أخيل” نتنياهو؟

الشرق اليوم- إن الانتخابات القادمة في آذار/ مارس المقبل، وهي الرابعة خلال عامين، ستكون استفتاء على سؤال واحد: هل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، المتهم بتهم الاحتيال والفساد وخيانة الأمانة، مناسب لقيادة البلاد؟

ورجّح “بلومبيرغ” فشل حزب أزرق-أبيض بقيادة بيني غانس في الانتخابات المقبلة، بسبب الضعف الذي أظهره في شراكته برئاسة الحكومة مع نتنياهو.

من ناحية أخرى، يواجه نتنياهو تمردا في حزبه الليكود لأول مرة. خمسة من أعضاء الكنيست أعلنوا بالفعل أنهم سيقفزون من السفينة، ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد. وأنشأ المنشقون حزبا خاصا بهم، “أمل جديد”، بقيادة السياسي المخضرم من الليكود جدعون سار. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الأمل الجديد يكاد يتساوى مع الليكود.

واختارت “Bloomberg” عبارة “كعب أخيل” التي تشير إلى نقطة ضعف في منطقة معينة، مشيرة إلى أن هذه الجملة تنطبق على حال الليكود بالنسبة لنتنياهو الآن.

ويطرح زئيف إلكين، الوزير في الحكومة و المقرب من نتنياهو منذ فترة طويلة القضية بصراحة خلال المقابلات: “نتنياهو أصبح خطيرا، من خلال وضع مصالحه الشخصية فوق مصلحة البلاد”. ورد أنصار نتنياهو كما كان متوقعا باتهام سار وإلكين وغيرهما من المنشقين بالغيرة. وقد طرحوا قائمة كبيرة من مواضيع النقاش نيابة عنه.

وتشمل القائمة خطة ترامب للضفة الغربية، التي تم وضعها وفقا لمواصفات نتنياهو: كيان وطني فلسطيني صغير منزوع السلاح على 70% من الضفة الغربية.

الفكرة تتبناها الغالبية العظمى من الناخبين الإسرائيليين. ورفض القيادة الفلسطينية مناقشة الخطة يرفعها عن جدول أعمال الانتخابات. حتى لو كانت إدارة بايدن تعتزم إجراء تعديلات، فمن المحتمل ألا تأتي قبل انتخابات آذار/ مارس.

وموضوع النقاش الآخر لليكود هو التطبيع هذا العام لعلاقات إسرائيل مع أربع دول عربية حيث تباهى نتنياهو الأسبوع الماضي قائلا: “سيكون هناك الكثير والكثير في المستقبل”.

هذا التصريح كان بعد أسابيع فقط من اجتماعه السري للغاية والمُسرب بقوة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. إن حدوث ذلك في المملكة العربية السعودية هو مؤشر على مدى التقدم الدبلوماسي الذي حدث.

إيران هي موضوع آخر للحديث داخل الليكود. فلأشهر، يقوم شخص ما بتخريب الأبحاث النووية ومواقع الإنتاج هناك.

وقبل أسابيع قليلة اغتيل رئيس البرنامج النووي الإيراني، محسن فخري زاده. ظل نتنياهو صامتا، وهو شكل من أشكال الإنكار المعقول الذي يفهمه جميع الإسرائيليين. الرسالة، التي عززتها الدبلوماسية الحالية للزوارق الحربية في الخليج العربي والهجمات الجوية المستمرة على القوات الإيرانية في سوريا، واضحة: هل تخافون إيران؟ اذا صوتوا لنتنياهو.

كان من الممكن أن يكون الوباء هو سبب فشل نتنياهو. عندما تفشى في آذار/ مارس، تولى القيادة منفردا ووضع البلاد في حالة إغلاق يبدو أنها نجحت. نسب نتنياهو الفضل كاملا لنفسه في ذلك الوقت ودعا الجمهور بشدة للخروج وتناول البيرة.

وعندما اندلعت الموجة الثانية، أصبح نتنياهو محل غضب الرأي العام. ورد بالتنصل من اتخاذ القرار وحمل المسؤولية للوزراء المترددين والبيروقراطيين التعساء. في الوقت نفسه، استخدم اتصالاته الدولية، ومحفظة مفتوحة، لإبرام الصفقات من جانب واحد مع شركتي فايزر وموديرنا ومصنعي اللقاحات الآخرين.

وقد آتى هذا التكتيك ثماره، حيث بدأت اللقاحات في الوصول إلى الاحتلال قبل أسبوعين في جسر جوي حظي بتغطية إعلامية كبيرة. استقبل نتنياهو تلك الرحلات الجوية، وكشف عن ذراعه على شاشة تلفزيون وقت الذروة وأخذ الجرعة الأولى. وأعاد صياغة جملة نيل أرمسترونغ على سطح القمر بإعلانه: “حقنة صغيرة لرجل، خطوة كبيرة لنا جميعا”.

إلا أن “Bloomberg” قالت: إنه “لا شيء من هذا يعني أن نتنياهو خرج من دائرة الخطر. فمن المقرر أيضا أن تبدأ المرحلة العلنية من محاكمته الجنائية في شباط/ فبراير. وسيظهر الجانب المظلم من رئيس الوزراء. ربما لن يكون هناك قرار في قاعة المحكمة قبل 23 آذار/ مارس، لكن القرار الحاسم سيأتي في محكمة الرأي العام وفي صندوق الاقتراع”.

يشار إلى أنه طيلة الستة أشهر الماضية، نظمت القوى المعادية لنتنياهو من اليسار مظاهرات ضد “وزير الجريمة”، متهمة إياه بمحاولة تخريب نظام العدالة للإفلات من العقاب. هذه الهجمات، على الرغم من صحتها إلى حد كبير، تم رفضها بسهولة باعتبارها حزبية. ولكن مع تأكيد أعضاء الليكود السابقين على الاتهامات، فسيتم التعامل معها بجدية أكبر.

شاهد أيضاً

الأردن: معركة محور التّطرف!

بقلم: محمد صلاح – النهار العربي الشرق اليوم- ليس سراً أن مصر والأردن خسرا كثيراً …