الرئيسية / مقالات رأي / تركيا تريد من أوروبا وأمريكا منحها استعمار “ليبيا”!

تركيا تريد من أوروبا وأمريكا منحها استعمار “ليبيا”!

بقلم: عبد المنعم إبراهيم – أخبار الخليج البحرينية

الشرق اليوم- بعد قرار «الاتحاد الأوروبي» وكذلك قرار «الإدارة الأمريكية» بفرض عقوبات اقتصادية ضد تركيا لوقف استفزازاتها العسكرية في حوض البحر المتوسط، واعتداءاتها على السيادة اليونانية والقبرصية في التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية لهذه الدول، بدأت تركيا مؤخرا تتجه إلى تغيير لهجتها السياسية، وقال الرئيس التركي (أردوجان) في حوار عن بُعد مع المستشارة الألمانية (ميركل) إنه «يريد أن يفتح صفحة جديدة في الحوار مع أوروبا»! كما صدرت تصريحات مشابهة من (أردوجان) حول رغبة (أنقرة) في إقامة علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة المرشح المنتخب (بايدن).. ومن جهة أخرى أبدى (أردوجان) رغبته في تحسين العلاقات التركية مع إسرائيل بعد أن شابتها التوترات في السنوات الأخيرة نظرا إلى دعم «أنقرة» حركة حماس في قطاع غزة.

إذن تركيا برئاسة (أردوجان) صارت ترسل رسائل طمأنة إلى «أوروبا» و«أمريكا» و«إسرائيل» لترميم ما أفسدته سياسة (أردوجان) الخارجية خلال السنوات الأخيرة.. ولكن هل يمكن أن نلمس هذا التوجه التركي بالمرونة أن يحدث تجاه السياسة التركية وتدخلاتها العسكرية في ليبيا؟

طبعا لا.. فمنذ أيام قليلة دفع (أردوجان) عبر ممثلي «حزب العدالة والتنمية» الحاكم وحليفه في البرلمان التركي لتمديد وجود القوات التركية العسكرية في ليبيا مدة 18 شهرا إضافيا! كما قام وزير الدفاع التركي (خلوصي أكار) بزيارة ليبيا مؤخرا لتفقد وحدات عسكرية تركية تتواجد هناك.. كما كشفت مصادر في الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر بأنها رصدت تحركات تركية وآليات للمليشيات والمرتزقة الموالية لتركيا تجاه مدينة (سرت) للاستيلاء على آبار النفط الليبي.

إذن تركيا التي تريد (فتح صفحة جديدة) مع الاتحاد الأوروبي، وأيضا مع «واشنطن» برئاسة بايدن القادمة.. هي في الوقت نفسه تريد من الطرفين أن يقدما لها (ليبيا) ثمنا مقابل تراجعها عن الاستفزازات العسكرية في حوض المتوسط، وتراجعها عن استخدام «الصواريخ الروسية» المثيرة للجدل.

باختصار، تركيا تريد أن تحتل ليبيا وتستولي على آبار النفط والغاز الليبي، وأن تقيم قواعد وموانئ عسكرية لها في ليبيا من منطلق حلم (أردوجان) في عودة إمبراطورية الخلافة العثمانية القديمة في كل الدول العربية التي كانت تحت الهيمنة العثمانية، وخصوصا في مصر وشمال إفريقيا.. هذا هو حلم (أردوجان) الحقيقي.

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …