الرئيسية / الرئيسية / تقرير: الشكوك في الفاعلية لا تمنع اللقاح الصيني من منافسة اللقاحات الغربية

تقرير: الشكوك في الفاعلية لا تمنع اللقاح الصيني من منافسة اللقاحات الغربية

الشرق اليوم- قد تضطر بعض دول العالم إلى الاعتماد على اللقاحات التي طورتها الصين لمحاولة التغلب على تفشي المرض، في ظل هيمنة الدول الغنية على الكميات التي تنتجها الشركات الغربية.

لكن الاتجاه إلى الصين للحصول على اللقاحات يبدو أقرب إلى الضرورة بسبب المخاوف من ألا يراعي اللقاح الصيني المواصفات المطلوبة.

ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن لقاحات الصين لن تنفع، لكن البلاد التي شهدت انطلاق فايروس كورونا تعاني من تاريخ من فضائح اللقاحات، ولم يكشف صانعو الأدوية عن تفاصيل تجاربهم البشرية النهائية ونتائج أكثر من مليون لقاح قُدّم بالفعل.

وطلبت الدول الغنية حوالي 9 مليارات لقاح من أصل 12 مليارا كان جلّها من مصدر غربي.

وقد تكون الصين، التي تنوي إنتاج مليار جرعة خلال العام الجديد، هي الحل الوحيد بالنسبة إلى تلك البلدان التي لم تحصل على لقاح بعد.

ويمنح احتمال اعتماد ملايين الأشخاص في بلدان أخرى على لقاح الصين فرصة لبكين لإصلاح الضرر الذي لحق بسمعتها بسبب الوباء الذي انطلق من أراضيها، ولإظهار أنها يمكن أن تكون لاعبا علميا رئيسيا.

لكن هذه الفضائح قد هزت ثقة الصينيين أنفسهم في لقاحات بلادهم قبل غيرهم، إذ ألقت مشاكل التصنيع وسلاسل التوريد بظلال من الشك على ما إذا كان يمكن أن تكون الصين منقذة حقا.

وقالت الأستاذة جوي زانج، التي تدرّس أخلاقيات العلوم الناشئة في جامعة كنت في بريطانيا، إنه “لا تزال هناك علامة استفهام حول كيفية ضمان الصين تقديم لقاحات موثوقة”. واستشهدت “بعدم شفافية الصين بشأن البيانات العلمية والتاريخ المضطرب في توصيل اللقاح”.

وخلال الأسبوع الماضي، أصبحت البحرين ثاني دولة توافق على لقاح صيني لكوفيد – 19، وانضمت بذلك إلى الإمارات العربية المتحدة. كما يعتزم المغرب اعتماد لقاحات صينية في حملة تحصين واسعة من المقرر أن تبدأ خلال الشهر الحالي. والأمر نفسه بالنسبة إلى مصر التي تعرض إنتاج كميات من اللقاح الصيني على أراضيها.

كما تنتظر اللقاحات الصينية الموافقة في تركيا وإندونيسيا والبرازيل، بينما يستمر الاختبار في أكثر من اثنتي عشرة دولة، بما في ذلك روسيا والمكسيك.

وتنظر بعض البلدان إلى اللقاحات الصينية من زاوية الشك. فقد أثار الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الشكوك حول فعالية لقاح الشركة الصينية سينوفاك. وقال إنه لن يسمح بأن يصبح البرازيليون فئران تجارب. لكن انتقاداته لم تقتصر على اللقاح الصيني، فقد حذر الرئيس البرازيلي مواطنيه من لقاح فايزر زاعما أنه يمكن أن ينبت لحية للنساء وأن يحوّل البشر إلى تماسيح.

ووقع معهد ووهان للمنتجات البيولوجية التابع لشركة “سينوفارم”، الذي يعمل على أحد اللقاحات المرشحة لكوفيد – 19، في فضيحة سنة 2018 عندما وجد مفتشون حكوميون أن الشركة، التي يقع مقرها في المدينة التي اكتشف فايروس كورونا لأول مرة فيها، صنعت مئات الآلاف من الجرعات غير الفعالة من لقاح مركب للدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي بسبب خلل في المعدات.

وفي 2016 كشفت وسائل الإعلام الصينية أن مليوني جرعة من تخزين لقاحات مختلفة للأطفال تم بيعها بشكل غير سليم في جميع أنحاء البلاد لسنوات. وقد انخفضت معدلات التطعيم بعد تلك الفضائح.

وقال راي ييب، الذي كان مدير فرع مؤسسة غيتس في الصين، “جميع أصدقائي الصينيين من ذوي الياقات البيضاء، وهم من ميسوري الحال ولن يشتري أيّ منهم الأدوية المصنوعة في الصين”. وأكّد أنه من القلائل الذين لا يمانعون شراء أدوية صينية الصنع.

ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، فإن خبراء آخرين يثنون على قدرات اللقاح الصيني ويقللون من المخاوف تجاهه.

وقال رئيس علم المناعة والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة سيدني، جيمي تريكاس، في إشارة إلى نتائج التجارب السريرية المنشورة في المجلات العلمية “يبدو أن الدراسات أُجريت بشكل جيد. لن أقلق بشأن ذلك”.

وقال أستاذ الطب في جامعة هونغ كونغ، جين دونغ يان، إن الصين أنتجت لقاحات ناجحة على نطاق واسع للمواطنين، بما في ذلك لقاحات الحصبة والالتهاب الكبدي. وأكد أنها لا تعاني من أيّ تفشّ كبير لأيّ من هذه الأمراض، “ممّا يعني أن اللقاحات آمنة وفعالة”.

وعملت الصين مع مؤسسة غيتس وآخرين لتحسين جودة التصنيع في العقد الماضي. وسعت لمراجعة قوانينها في 2017 و2019 وتشديد إدارة تخزين اللقاحات وتكثيف عمليات التفتيش والعقوبات على اللقاحات المعيبة.

وقد نشر مطورو لقاحات كوفيد – 19 الرئيسيون في البلاد بعض النتائج العلمية في المجلاّت العلمية. لكنّ خبراء دوليين تساءلوا عن كيفية تجنيد الصين للمتطوّعين وكيفية تعقب الآثار الجانبية المحتملة. إذ لم تُصدر الشركات الصينية والمسؤولون الحكوميون التفاصيل.

الآن، بعد إصدار البيانات حول فعالية اللقاحات الغربية التي طورتها شركة “فايزر” الأميركية و”بيونتيك” الألمانية، ينتظر الخبراء رؤية النتائج الصينية. وقال المنظمون في الإمارات العربية المتحدة، أين اختُبر لقاح سينوفارم، إنه يبدو فعالا بنسبة 86 في المئة بناء على بيانات التجارب السريرية. والخميس الماضي، أعلنت الحكومة التركية أنّ لقاحات سينوفاك فعالة بنسبة 91.25 في المئة وفقا للبيانات المؤقتة.

المصدر: العرب اللندنية

شاهد أيضاً

صعود أسعار النفط عالميا

الشرق اليوم– صعدت أسعار النفط ف في ظل تجدد مخاوف الأسواق من تأثر إمدادات الخام …