الرئيسية / مقالات رأي / صحيفة فرنسية: هجمات سيبرانية وإرهاب وسرقة وتزوير.. هذا ما يهدد لقاحات “كورونا”

صحيفة فرنسية: هجمات سيبرانية وإرهاب وسرقة وتزوير.. هذا ما يهدد لقاحات “كورونا”

الشرق اليوم – قالت صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية إن فرنسا طبقت بروتوكولا أمنيا صارما للغاية لنقل وتخزين لقاحات “كوفيد-19″، وذلك في وقت توقعت فيه “منظمة الشرطة الجنائية الدولية” (الإنتربول) زيادة كبيرة في الجرائم، بما فيها السرقات وأعمال الإرهاب والهجمات الإلكترونية وعمليات الاحتيال والتزوير تجاه هذا الترياق، الذي يرجى أن يضع حدا لما يقارب عاما من الوباء.

وجاء في مقال الصحيفة أنه وفي الوقت الذي تستعد فيه العديد من الدول حول العالم لإطلاق حملات تطعيم ضخمة من أجل القضاء على وباء فيروس “كورونا”، أشار رئيس الإنتربول، يورغن ستوك، إلى احتمال ارتفاع حالات السرقة والاحتيال، وعلل ذلك بأن الحصول على الأمصال الجديدة، بما فيها لقاح مختبرات “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech)، الذي حصل على ترخيص للتسويق داخل الاتحاد الأوروبي، يجذب كثيرا من الحسد.

وقالت الصحيفة إن خطر الهجمات الإلكتروني مرتفع في عالم يعتمد بصور كبيرة على الحواسيب، مشيرة إلى ارتكاب العديد من الأعمال الخبيثة بالفعل، استنادا إلى وكالة الأدوية الأوروبية، التي قالت إنها تعرضت لهجوم إلكتروني، وإن كان من الصعب تحديد ما يبحث عنه القراصنة.

إلا أن أروى بيري، الخبيرة في الأمن السيبراني من معهد “مينز تيليكوم” (Mines-Télécom)، ترى أن الأهداف المحتملة للقراصنة قد تكون “آليات عمل اللقاح وسلسلة توزيعه وفعاليته ومخاطره وآثاره الجانبية وإرشاداته”.

ويعتقد خبير أمن الحاسوب، سيباستيان جيست، “أن الهدف كان محاولة سرقة المعلومات للمضي قدما بشكل أسرع في تطوير لقاح آخر، مع أنه من الصعب تصور هجوم منسق من دولة بعينها؛ لأن “كوفيد-19″ يشمل جميع دول العالم”.

ومما يثير القلق -حسب الصحيفة- أن القراصنة يمكن أن يهاجموا الجانب اللوجستي لسلسلة التلقيح، يقول رئيس شركة “فيكترا” (Vectra) جنوب أوروبا، كريستوف جولي، إن “المجموعات الصيدلانية مجهزة بأمن معلومات جيد؛ لكن المهاجمين أذكياء جدا، كما أن الخدمات اللوجستية تتعلق عادة بمنظمات في الغالب هشة”.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى تعرض مجموعة “فاريفا” (Fareva) الفرنسية، التي كان من المفترض أن تنتج اللقاح المستقبلي لشركة “كيورفاك” (CureVac) الألمانية، لهجوم إلكتروني عندما أصاب فيروس مركز بياناتها، وأغلق جميع مصانعها تقريبا، خاصة أنه “لا يوجد أمان بنسبة 100%”، كما يقول سيباستيان جيست، موضحا أن الهجوم قد لا يأتي من الخارج؛ بل “قد يكون هناك مندس بين الموظفين”.

وحذر رئيس الإنتربول من “ارتفاع الجريمة بشكل كبير مع تسليم اللقاحات”، وتوقع “هجمات أثناء النقل”، مع بدء الشاحنات بمغادرة مستودع “فايزر” (Pfizer) في بورس ببلجيكا، لتوصيل الترياق إلى ما يقرب من 7200 دار رعاية فرنسية ستبدأ فيها حملات التطعيم، وهي عملية تتم في جميع أنحاء أوروبا؛ مما يعني أن التهديد على الطرق كبير جدا.

وفي رسالة موجهة إلى المحافظين ووكالات الصحة الإقليمية، بدا أن الحكومة الفرنسية تشعر بالقلق من “أعمال سيئة، بما فيها التطفل على أماكن التخزين”، واحتمال السرقة لأغراض مالية بحتة إضافة إلى شبح الأعمال الإرهابية، الذي يخيم على نقل هذه اللقاحات.

ومن أجل ضمان أقصى درجات الأمان أثناء نقل جرعات اللقاح إلى المستشفيات والصيدليات ومكاتب الأطباء العامين في جميع أنحاء فرنسا، خططت باريس لكل شيء، حيث حشدت وزارة الصحة ترسانة -كما توضح- تشمل تحليق طائرات بدون طيار فوق الشاحنات ذات الشحنات السرية، وإعداد نقاط للتوقف بعيدا عن أماكن الازدحام، فضلا عن السرية التامة لأماكن التخزين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإنتربول حذر من “عمليات سطو على المستودعات”، خاصة أن ملايين الجرعات من اللقاحات سيتم نقلها وتخزينها في جميع أنحاء البلاد؛ لذلك سيتم نقل الجرعات في ظل إجراءات أمنية مشددة، وستكون المستودعات مزودة بأجهزة منع التطفل، ومراقبة بالفيديو، وتتحكم بشكل صارم في تحركات موظفيها.

ونبهت الصحيفة إلى أن الرغبة في جني المال من وراء هذه اللقاحات قد يولد أفكارا سيئة لدى البعض؛ لذلك فإن السلطات الصحية ستراقب عن كثب احتمال ظهور أي أمصال زائفة في السوق، تكون كارثية على المرضى وعملية المناعة الجماعية.

ولذلك -تقول الصحيفة- أعرب الإنتربول في بداية هذا الشهر عن قلقه، وحذر من “نشاط إجرامي محتمل مرتبط بالتزوير والسرقة والترويج غير القانوني للقاحات ضد “كوفيد-19” والإنفلونزا”، وقال إنه أبلغ عن أعمال “ترويج وبيع وإدارة لقاحات مزيفة”؛ مما يمثل “خطرا كبيرا على الصحة، وحتى الحياة”.

وأعلن الإنتربول أن وحدته الخاصة بالجرائم الإلكترونية قد حددت بالفعل ما يقرب من 3 آلاف موقع صيدلي يشتبه ببيعه عقاقير ومعدات طبية مزيفة وغير قانونية.

وختمت الصحيفة بما عبرت عنه الرئيسة السابقة لوحدة مكافحة جرائم الأدوية، آلين بلانسون، من أن هناك وسطاء غير مستقيمين قد يشترون هذه اللقاحات بشكل غير قانوني؛ من أجل بيعها لمن يدفع أكثر، غير عابئين بضرورات التخزين أو أي احتياطات صحية أخرى.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …