الرئيسية / مقالات رأي / The Washington Post: عام 2020 لن نفتقدك

The Washington Post: عام 2020 لن نفتقدك

BY: Eugene Robinson

الشرق اليوم – هناك ذعر ينتشر بشكل سريع في أوروبا الآن، بسبب سلالة جديدة شديدة العدوى من فيروس كورونا في بريطانيا، وأعتقد أنني سأكون متحدثًا باسم الجنس البشري مع استثناءات قليلة، عندما أقول إننا سنشعر بسعادة غامرة لرؤية نهاية هذا العام المروع.

فلا يبدو الأمر كما لو أنه لم تحدث أشياء جيدة على الإطلاق في عام 2020، فقد تم انتخاب جو بايدن رئيسًا، وبحلول تاريخ 20 يناير 2021، فإنه سيتم إنهاء رئاسة دونالد ترامب الفاسدة، كما طوّر العلماء لقاحات ضد “كوفيدر- 19” في وقت قياسي، إيذانًا ببداية نهاية هذا الوباء المميت والمدمّر الذي أنهى حياة مليون و700 ألف شخص حول العالم.

وبالنسبة للكثيرين في جميع أنحاء البلاد والعالم، فقد كانت هناك بالطبع أحداث وانتصارات شخصية، فقد رُزقت بحفيدي الأول ورؤية الفرحة في وجوه أصدقائي بهذا الحدث السعيد، عبر تطبيق زووم، ما أثلج صدري.

ولكن بشكل عام، فإننا قد مررنا بـ12 شهرًا فظيعًا ومروعًا وسيئًا للغاية، وسيستغرق الأمر بعض الوقت لتصنيف جميع الأضرار التي أحدثها عام 2020، ناهيك عن البدء في التعافي منه.. وكقاعدة عامة، فإنني كنت أعتقد دائمًا أن نهاية السنة هي تاريخ غير منطقى لطي صفحة العام السابق، ولكن، مع ذلك، فإننى آمل بشدة أن يثبت هذا العام أنه مجرد خط بين ما كان وما سيكون.

وأسوأ شيء حدث هذا العام حتى الآن هو جائحة “كوفيد – 19″، فلنتذكر فقط كيف كانت الحياة قبل عام واحد من اليوم، ونقارن ذلك بما تبدو عليه الحياة الآن.

فقد فقدنا أكثر من 318 ألف أمريكي من أفراد أسرنا وأصدقائنا وجيراننا، كما أن هناك ملايين العمال عاطلين عن العمل منذ الربيع الماضي، ونفدت المساعدات التي تلقوها من الحكومة الفيدرالية منذ فترة طويلة، وطوابير بنوك الطعام الخيرية تصل لأميال طويلة، والآلاف من الشركات الصغيرة، وخاصةً المطاعم، أغلقت أبوابها، ومعظمنا نرتدي أقنعة على أنوفنا وأفواهنا عندما نغادر المنزل، لدرجة أننا قد أصبحنا لا نخرج على الإطلاق، وتم استبدال المصافحة والعناق بالسلام بالكوع، والتي تعد بصراحة بديلًا سيئًا.

والآن وبعد توزيع ما يبدو أنها لقاحات عالية الفاعلية، يمكننا أن نبدأ في تصور الوقت عندما تبدأ الحياة في العودة إلى طبيعتها في النصف الثاني من عام 2021، لكننا الآن فى أسوأ لحظات الوباء، بمتوسط أكثر من 2500 حالة وفاة في اليوم في الولايات المتحدة، مما يجعل “كوفيد – 19” السبب الرئيسي للوفاة في البلاد.

وقد ضرب الوباء الولايات المتحدة بشكل أقوى بكثير من معظم الدول الأخرى بسبب ترامب، وبذل المسؤولون في أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان وفيتنام وأماكن أخرى، وحتى الصين، حيث نشأ الفيروس، قصارى جهدهم لاحتواء انتشار “كوفيد – 19” في البداية، مما أدى إلى التضييق على الوباء بشكل فعّال في مهده، في ووهان، حيث شوهدت الحالات الأولى، فقد عادت الحياة اليومية إلى حد كبير إلى طبيعتها.

وقد قيل لترامب في يناير الماضي إن “كوفيد – 19” سيكون “أكبر تهديد للأمن القومي” لرئاسته، وذلك وفقًا للكاتب بوب وودوارد، لكن الرئيس اختار الاستماع إلى الدجالين الذين أخبروه بخلاف ذلك، وهو ما أراد سماعه، فباستثناء تطوير اللقاح الذي شجعه بالفعل، فعل ترامب كل شىء يجعل الوباء أسوأ، لقد حوّل ارتداء الأقنعة وإغلاق الشركات إلى قضايا سياسية متوترة بدلًا من فرض إجراءات الصحة العامة الضرورية، مما تسبب في وفاة الأمريكيين.

كان ترامب نفسه ثاني أكبر كارثة في 2020، وما يمكن أن يكون أسوأ من سوء تعامله مع فيروس كورونا هو محاولته المستمرة لنزع الشرعية عن الشيء الوحيد الذي يربط هذه الأمة المتنوعة والمنقسمة معًا: ديمقراطيتنا.

وقد ثبت أن مزاعمه الجامحة بتزوير الانتخابات لا أساس لها من الصحة، وسواء أكان متوهمًا بما يكفي لتصديق هرائه أم لا، فهو يواصل تسميم سياساتنا، وسيستمر الضرر، وسيظل الملايين من أتباعه يصدقون أكاذيبه.

ولكن في عام 2021، ستنهي اللقاحات الوباء، وسيكون بايدن في البيت الأبيض، وسنكون قادرين على التخلص من الضرر، وسنبدأ في الإصلاح. وأقول ذلك مبكرًا ببضعة أيام، لكن أتمنى لكم عامًا سعيدًا، فنحن جميعًا نستحق ذلك.

ترجمة: المصري اليوم

شاهد أيضاً

روسيا التي لا تساند أحداً… علاقة غير عادلة مع إيران

بقلم: يوسف بدر – النهار العربي الشرق اليوم– في مقالته في صحيفة “وول ستريت جورنال” …