الرئيسية / الرئيسية / The National Interest: إثيوبيا بدأت هيمنة مائية بالمنطقة

The National Interest: إثيوبيا بدأت هيمنة مائية بالمنطقة

BY: Michael Rubin

الشرق اليوم – بعد نفي مبدئي، بدأت إثيوبيا الصيف الماضي في ملء “سد النهضة” الإثيوبي الكبير. المشروع الإثيوبي هو بالفعل أطول أربع مرات من سد “هوفر” وسيصبح أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا. عند ملئه، سيكون خزانه أكثر من ضعف حجم بحيرة “ميد”.

الحكومة الإثيوبية تبرر المشروع في توليد الطاقة وتطوير البلاد. مع حقيقة أن السد يقع على بعد أقل من عشرة أميال من الحدود السودانية ويسد المياه التي يعتمد عليها كل من السودان ومصر في الزراعة ما يجعل بناء السد قضية دولية.

تعمل إثيوبيا على التمتع بهيمنة مائية في المنطقة ليس على مصر والسودان فقط، بل على كينيا والصومال أيضا وتتصرف بنمط واحد من السلوك بما يشبه القوة الاستعمارية، كما يصف رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بأنه “طاغية” حان الوقت لكل دول العالم معاملته وفقا لذلك.

إن الخلاف بين إثيوبيا ومصر غالبا ما يستقطب الصحافة الدولية، لكن تعامل أديس أبابا مع كينيا والصومال يظهر أن نمط التحدي الإثيوبي للمعايير الدولية يتعمق أكثر.

كما أن الحكومة الإثيوبية تصرفت بشكل أحادي في بنائها سد النهضة من أجل خلق أمر واقع، وإن تصرفها هذا أصبح هو القاعدة وليس الاستثناء مع جيرانها، إذ أصبحت إجراءاتها تهدد بشكل منهجي سبل العيش والاستقرار في مصر والسودان والصومال وكينيا.

الجدير بالذكر أن الدول الإقليمية لا تعارض حق إثيوبيا في تطوير الطاقة الكهرومائية، بل تطلب أن يكون ذلك وفقا لمبادئ القانون الدولي فقط.

وبموجب هذا القانون “العرفي”، فإن الدول التي تخطط لإنشاء سدود أو تحويلات على الأنهار التي تعبر الحدود الدولية عليها إخطار تلك الدول التي تشاركها النهر بمشاريعها المخطط لها والتشاور معها فيما يتعلق بمواصفات التصميم.

ومع ذلك، فشلت إثيوبيا بشكل متكرر في التفاوض بحسن نية، واستمرت في بناء سد لا يهدف إلى تعظيم الكفاءة ولا لمعالجة مخاوف دول المصب، حيث أن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب يمكن، على سبيل المثال، أن يؤثر على 98% من المصريين وأن ذلك قد يبدو سببا للحرب.

إن الأحادية الإثيوبية للمياه ليست جديدة، فقد أدى بناؤها السدود من جانب واحد على حوض نهر “أومو” الذي يصب في بحيرة “توركانا” شمال كينيا إلى تدمير البحيرة المدرجة في قائمة اليونسكو، وفاقمت الجوع والصراع في المناطق المحيطة.

كما اتخذت إثيوبيا، إجراءات أحادية الجانب بشأن نهري جوبا وشبيلي اللذين يرويان جنوب غرب الصومال ويعتبران من المصادر الرئيسية للمياه العذبة في الصومال. وأدت تلك الإجراءات إلى الإضرار بتلك الجارة في أمنها المائي والغذائي.

إن المسؤولين الإثيوبيين يجادلون بأنهم يستطيعون اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في حالة عدم وجود اتفاقية دولية، لكن هذا يتعارض مع المعايير الدولية، التي تتطلب التشاور المسبق مع الدول المشاطئة.

كما أن الموقف الإثيوبي مجرد هراء، لأن توليد الطاقة في إثيوبيا واحترام حقوق دول المصب لا ينبغي أن يكونا متعارضين.

يمكننا القول إن آبي أحمد، يمكنه التنقل حول العالم لتملق الذين لديهم معرفة محدودة عنه وعن إثيوبيا، لكن الناس في إثيوبيا وشرق أفريقيا يرون أنه يسعى لتعزيز شخصه والتوسع الإثيوبي، وقد حان الوقت لأن تراه الولايات المتحدة والعالم الغربي وجامعة الدول العربية والعدد المتزايد من الديمقراطيات الأفريقية بالطريقة نفسها وتعامله وفقا لذلك.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

السوداني يستقبل في واشنطن وفد إدارة بنك جي بي مورغان

الشرق اليوم– استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء أمس الأربعاء، في مقرّ …