الرئيسية / مقالات رأي / التباعد السياسي

التباعد السياسي

بقلم: جيلان جبر – المصري اليوم

الشرق اليوم – هذا العام الفريد يترك السؤال: هل سيمضي بسلام بكل بصماته.. أم يستمر القلق إلى العام القادم ومعه الوباء وتداعياته ولقاحاته؟ المهم أن تبقى مصر – بشموخها وقدرتها التي أثبتت أنها مركز الثقل الجيوسياسي بين الخليج والقرن الإفريق – مستقرة صامدة.

فحتى وهي على جمر من نار تواجه العديد من الضغوط والحروب المختلفة لتواكب أطماع ونفوذ تشكل من عجائب الزمان! فمنها ما يظهر ويهدد على الحدود ومنها من يطفو على السطح ويبني أمامنا السدود، ومنها الفريق الكامن الصامت الذي يستخدم عملاء وأطرافا له ليتلاعب من الداخل بالعقول.

منها: هذا البيان للبرلمان الأوروبي لحقوق الإنسان! يتسابق البعض على نقل الأنباء ويصبح من أهم الأخبار للخصوم والأعداء والبعض من الأصدقاء؟! فالحقيقة أنه من ضمن المحاولات المتنوعة لإضافة الهموم على كاهل السلطة المصرية، فلا شك أن نوعية الحروب تغيرت وملف حقوق الإنسان أصبح واقعا بين كل الفصول وعلينا الاعتراف بأهميته، فنحتاج المراجعة في كيفية التناول والرد بنفس الأسلوب والتعاون بعلاقات عامة دولية نافذة، لأن مصر في هذا العهد تسعى إلى الأفضل والانفتاح على الجميع بخطوات قوية واثقة، فربما نحتاج لمهنية واحترافية أكبر بالرد التفصيلي على كل هذه النقاط داخل البيان.. ونغلق بذلك الأبواق المختلفة التي تتجرأ بالاتهامات وإن كانت من الإدارة الجديدة في أمريكا أو من طرف دولي يهوى التطفل ليخترق الأمن والاستقرار! إذا فالمطلوب رد بالتوعية وتصحيح المعلومات وتوضيح الأسباب لكل من يطمع أو يتجرأ بالتلويح بهذا الملف، فهناك قضايا إنسانية في كل مكان من الاضطهاد لأصحاب البشرة السمراء وقضايا اللاجئين على الحدود وقضايا أخرى أساسية وإنسانية لحقوق الفلسطينيين لم يهتم بها يوما هذا البرلمان الأوروبي، ولكن التوقيت والمضمون له غاية خبيثة ونمنع بقوة الرد يتحول إلى مسمار يدق في كل حين على يد الشعب والدولة، فمحاولات الاستعراض والادعاءات المستمرة تسعى إلى التشويش والتلاعب بالحقائق والإنجازات المصرية فلا أحد يملك منا علامة الجودة أو الكمال في ملف حقوق الإنسان بالذات. فنحن كرماء في العطاء لمن يعرب عن محبتنا والتقدير لمن يعجب بقدرتنا ونملك سرعة الغضب والانتقام بالكلام والصراخ في الإعلام لكل من يستفزنا ويقترب منا.. فالغيرة والعاطفة الوطنية طبيعية ومحقة، ولكن للأسف غير كافية وليست عملة متداولة أو معترف بها في هذا الزمان.. هناك أسلوب وتكنيك وتخطيط بأوراق توضيحية تخاطب بها العالم الذي نطمح في توسيع رقعة التعامل معه بشكل احترافي لتشكيل ظهير دولي لمصر لا يتردد في دعمها، فبالإضافة إلى البرلمان أو وزارة الخارجية أو الجهات الرسمية يتوجب التحرك بتشكيل جبهة اجتماعية وإنسانية تقوم بدور دولي لحماية صورة مصر في الخارج. أصوات محترفة تخلق فريقا من الشخصيات والقدرات تحمل لغة التحاور والمجادلة والانقضاض في كل لحظة أمام الأكاذيب والاتهامات.. تملك قدرة إدارة الأزمات ضد مصر ومصالحها.. قادرة على التواصل بعلاقات مع المحافل الدولية ومنافذ الإعلام المتنوعة من خلال وجوة جديدة مع هذا العام الجديد. إذا استمر الرد النمطي أو الرافض فهو غير فعال ولا يعالج ولا يضمن الوقاية من أسلحة الفيروسات السياسية لهذا الزمان.. فوضع الكمامة وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي خطوات تضمن الإجراءات الاحترازية التي تقينا من فيروس كورونا، فالمواجهة المحترفة بمخاطبة الخارج بأسلوبه يقينا من الفيروس السياسي المعروف بملف حقوق الإنسان.

والعلاج الروتيني والتجاهل والصبر خطوات ضمن الإجراءات الوقائية التي تساهم في التباعد السياسي وتجعلنا تحت تهديد لغرفة العزلة الدولية، فلا يجب الاستهانة بجهود الدولة والإنجازات في كل الملفات؟! نحن من حافظنا على الدولة وحقوق الإنسان من الإرهاب وبطش الإخوان! فعلينا إنشاء غرفة إدارة للعلاقات الدولية لردع كل هذه الفيروسات.

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …