الرئيسية / مقالات رأي / انتخابات حاسمة عالمياً عام 2021

انتخابات حاسمة عالمياً عام 2021

بقلم : أندرو هاموند – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – لا تزال أعين معظم العالم على تداعيات الانتخابات الرئاسية والكونجرس في الولايات المتحدة الشهر الماضي، لكن الانتخابات اللافتة للنظر في الأشهر الاثني عشر المقبلة لن ترسم السياسة والاقتصاد على المستوى الداخلي في البلدان التي تجري فيها فحسب، بل سوف تؤثر أيضًا على العلاقات الدولية في عشرينات القرن الحالي.

في ألمانيا، الدولة الأوروبية الأكثر نفوذاً، ستنهي انتخابات أيلول / سبتمبر، فترة حكم المستشارة أنجيلا ميركل، التي استمرت 16 عاماً. ولن تتزعم ميركل مجدداً حزب يمين الوسط للاتحاد الديمقراطي المسيحي، بل سينتخب الحزب، الذي يحقق النجاح مع شريكه في الائتلاف، حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، زعيمًا جديدًا في كانون الثاني / يناير. والزعيم الجديد الذي يتم انتخابه هو من سيتولى منصب المستشار القادم.

وهناك ثلاثة مرشحين حتى الآن هم أرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا، ومحامي الشركات فريدريش ميرز، وخبير الشؤون الخارجية، نوربرت روتجن. وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت لأعضاء في الحزب إلى أن المرشح القوي هو رئيس وزراء ولاية بافاريا، ماركوس سودير، الذي أثار إعجاب الكثيرين باستجابته المتميزة لأزمة فيروس “كورونا”.

وبغض النظر عمن يحل محل ميركل، الشخصية المهيمنة في السياسة الأوروبية لأكثر من عقد ونصف، فإن المستشارة سوف تترك فراغاً سياسياً كبيراً يصعب ملؤه. فقد تعاملت بنجاح منقطع النظير مع أربعة رؤساء للولايات المتحدة هم جورج بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب، وجو بايدن، وأربعة رؤساء فرنسيين هم جاك شيراك، ونيكولاس ساركوزي، وفرانسوا هولاند، وإيمانويل ماكرون، وخمسة رؤساء وزراء بريطانيين هم توني بلير، وجوردون براون، وديفيد كاميرون، وتيريزا ماي، وبوريس جونسون.

وفي اليابان يشكل الإرث السياسي للزعيم المخضرم، شينزو آبي، مفتاحاً للانتخابات العامة اليابانية العام المقبل. وقد استقال آبي في سبتمبر الماضي بعد أن أمضى أطول فترة في منصب رئيس الوزراء في تاريخ اليابان. وقد حصل خليفته، يوشيهيدي سوجا، على معدلات تصويت عالية قد تساعد في أن يحصل حزبه على مقاعد أكثر في الانتخابات الموعودة.

وتصاعدت وتيرة السباق في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة في يونيو / حزيران المقبل بعد أن أعلن وزير الدفاع السابق العميد حسين دهقان، عزمه على الترشح. ومع اقتراب الرئيس الحالي حسن روحاني، من نهاية فترتي ولايته، يُعتقد أن دهقان، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يخضع لعقوبات أمريكية منذ نوفمبر / تشرين الثاني، يحظى بدعم خامنئي والحرس الثوري والجماعات المحافظة الرئيسية الأخرى.

ولعل أبرز الأسباب التي ترجح فوز دهقان أن الرياح السياسية تبدو كأنها تهب لصالح المحافظين في إيران بعد أن اجتاحوا الانتخابات البرلمانية هذا العام بأغلبية كبيرة. 

وهناك أيضًا انتخابات برلمانية مهمة في اسكتلندا في مايو / أيار قد تبشر باستفتاء ثان على الاستقلال خلال عقد من الزمان. وقد خسر الحزب الوطني الاسكتلندي الذي لا يؤيد الانفصال عن بريطانيا، الانتخابات السابقة التي جرت عام 2014 بفارق 10% من الأصوات، لكن شعبيته تحسنت كثيراً منذ ذلك الوقت. وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 50 في المائة من الناخبين يفضلون الاستقلال الآن. وقد يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أحد العوامل المحتملة لتغيير قواعد اللعبة، حيث صوت ضد “بريكست” 68 بالمائة من الناخبين الاسكتلنديين في عام 2016.

وتبقى عيون العالم على انتخابات ولاية جورجيا الأمريكية يوم 5 يناير / كانون الثاني حيث يسعى الديمقراطيون، الذين يمسكون بأغلبية مجلس النواب، للفوز في انتخابات الإعادة في مجلس الشيوخ في جورجيا للسيطرة على المجلس أيضاً. ومن شأن ذلك أن يغير العامين الأولين من رئاسة بايدن، ما يجعل الموافقة على أجندته التشريعية المحلية أكثر احتمالاً.

وقد يكون من سوء حظ الرئيس الأمريكي المنتخب أن يفتقد خبرة ميركل الدولية العميقة، في حين أن انتهاء ولاية روحاني قد يؤدي إلى مشهد أكثر تعقيدًا بكثير لأي مبادرات أمريكية مع طهران.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …