الرئيسية / مقالات رأي / صراع الكبار على الفضاء

صراع الكبار على الفضاء

بقلم: راميش جورا – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- بعد مرور خمسة وأربعين عاماً، تمتلك ثلاث من القوى النووية الخمس في العالم: الولايات المتحدة وروسيا والصين، مهماتها الفضائية وأسلحة الفضاء والأسلحة المضادة، على الرغم من أن معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 تحظر نشر أسلحة الدمار الشامل في الفضاء الخارجي، وتحظر الأنشطة العسكرية على الأجرام السماوية، وتفصل القواعد الملزمة قانوناً التي تحكم الاستكشاف والاستخدام السلميين للفضاء.

دخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1967، وتضم 110 دول أعضاء، إضافة إلى 89 دولة أخرى موقعة على المعاهدة ولم تستكمل التصديق عليها بعد. وتحظر المعاهدة على الدول نشر أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل في الفضاء الخارجي.

وتؤكد المعاهدة أنه يجب استخدام الفضاء للأغراض السلمية، ما دفع بعض المحللين إلى الاستنتاج أنه يمكن تفسير المعاهدة بأنها تحظر جميع أنواع أنظمة التسلح، وليس فقط أسلحة الدمار الشامل، في الفضاء الخارجي.

ومع ذلك، يرى الميجر جنرال تيم لوسون، أن البنتاجون يعتبر الفضاء مجالًا قتالياً على قدم المساواة مع الأرض والجو والبحر. وقال في تصريحاته في منتدى صناعة حرب الفضاء التابع لجمعية الدفاع الوطني الأمريكية: «لقد اختبرت الصين صواريخ مضادة للأقمار الصناعية، بينما نشرت روسيا أنظمة في المدار يمكن أن تهدد الولايات المتحدة».

وأضاف لوسون أن هيئة «سبيسكوم» العسكرية الأمريكية للفضاء، يجب أن تكون مستعدة للقتال فوراً، لكنه أضاف أن الأمر سيستغرق عدة سنوات قبل أن تحقق القيادة العسكرية القدرة التشغيلية الكاملة. ومع ذلك، فقد ورد أن قيادة الفضاء الأمريكية طورت في الوقت نفسه، قدرات جديدة لمواجهة الصين وروسيا. 

وأكد لوسون أن أنشطة كثيرة من برامج الفضاء التي ينفذها الجيش الأمريكي تعتبر جزءاً من «الميزانية السوداء» السرية، ما يجعل من الصعب على المراقبين الأجانب معرفة ما يحدث.

بالمقابل تعتبر قيادة الفضاء الروسية جزءاً من قوات الدفاع الجوي الروسية المسؤولة عن الأنشطة العسكرية المتعلقة بالفضاء. وقد تشكلت في 1 ديسمبر 2011 عندما تم دمج قوات الدفاع الجوي الروسية مع قوات الفضاء وجزء من سلاح الجو الروسي. وشملت مسؤوليات القيادة، التحذير من الهجوم الصاروخي والمراقبة الفضائية والسيطرة على الأقمار الصناعية العسكرية.

أما الصين فقد أعادت تنظيم برنامج الفضاء الذي لم يكن يتبع قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني، في إطار عملية إعادة تنظيم عامة للصناعات الدفاعية، بحيث تبدو مشابهة للصناعات الدفاعية الغربية.

وإضافة إلى كونه مسرحاً للتنافس من أجل التفوق، فإن الفضاء مليء بالأقمار الصناعية العسكرية أو ذات الاستخدام المزدوج التي بلغ عددها 320 قمراً في ديسمبر/كانون الأول 2018، نصفها مملوك للولايات المتحدة، تليها روسيا، فالصين، ثم الهند.

وعلى الرغم من أن بعضاً من تلك الأنشطة يخضع للمراقبة والتجسس بين المتنافسين، فإن التوترات المتصاعدة في العلاقات السياسية على الأرض تزيد من مخاوف استغلال الفضاء الخارجي منصة لحسم النزاعات على الأرض في مستقبل قد لا يكون بعيداً.

شاهد أيضاً

أميركا إذ تتنكّر لتاريخها كرمى لعينيّ نتنياهو

بقلم: راغب جابر- النهار العربيالشرق اليوم– فيما تحارب إسرائيل على أكثر من جبهة، تزداد يوماً …