الرئيسية / مقالات رأي / لا علاقة لـ “حماس” بجولة “عباس”

لا علاقة لـ “حماس” بجولة “عباس”

بقلم: صالح القلاب – صحيفة إيلاف

الشرق اليوم- لا أعتقد إطلاقاً وعلى نحو قاطع ومانع أنّ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” الأخيرة إلى الأردن ومصر كانت للإستعانة بهما لإقناع حركة المقاومة الإسلامية بالإنضمام إلى “فتح” والسلطة الوطنية ومنظمة التحرير لخوض معركة الحل المنشود مع إسرائيل؛ أي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهذه مسألة في وادٍ و”حماس” في وادٍ آخر، والمعروف أنّ إسماعيل هنية قد تخلّى عن مرونته “الإستعراضية” وأدار ظهره لرام الله وأعتقد أنّ هذا القرار ليس قراره ولا قرار خالد مشعل بل قرار التنظيم العالمي لـ “الإخوان المسلمين” الذين أصبح مرشدهم الأعلى رجب طيب أردوغان الذي بات بالنسبة إليه همُّ شرقي البحر الأبيض المتوسط والجزء التركي من جزيرة قبرص أهم أكثر كثيراً من همِّ تحرير فلسطين “من البحر إلى النهر”!!.

ولذلك فإنّ المؤكد أنّ (أبو مازن) لا “يمرُّ” بالأردن ويلتقي بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مدينة العقبة من أجل “تطرية” الأمور مع “الإخوان” الإردنيين الذين يعرف الرئيس الفلسطيني أكثر من غيره أنّ هؤلاء قد بقوا على ما كانوا عليه سياسياًّ وأنهم لم يخرجوا من الباب الأردني حتى يدخلوا من الطاقة وأنّ كل ما في الأمر وحتى لا يحرجوا هذا البلد الذي إحتضنهم عندما “إصطكّت” المعادلات العربية وغير العربية فأنه قد وضع فوق رؤوسهم “طاقية”: جبهة العمل الإسلامي أو الإسلامية لا فرق!!.

ثمّ وإنّ المؤكد أيضاً أنّ “أبو مازن” الذي هو “أبو العارفين” والذي يعرف مصر، مثله مثل “أبو عمار” و”أبو إياد” رحمهما الله ومثل فاروق القدومي (أبو اللطف) أطال الله عمره، يعرف أنّ “حماس” ليست مقبولة في أرض الكنانة على إعتبار أنها تنظيمٌ “إخوانيٌ” وأنها بالأساس قد إنطلقت من قطاع غزة وتابعة لـ “إخوان” مصر الذين ما عادوا مقبولين في هذا البلد الذي كان قد إحتضنهم في بدايات إنطلاقهم وبعد ذلك، لأنهم عندما سيطروا عليه وأصبح رئيسه محمد مرسي قد بادروا وعلى الفور إلى تسديد حسابات قديمة أيّ في عهد الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات وأيضاً الرئيس حسني مبارك.

إذاً.. لماذا قام (أبو مازن) بهذه الجولة التي إقتصرت على الأردن ومصر..؟.

إنّ المؤكد أن محمود عباس، الذي كان أحد مؤسسي حركة “فتح” وأحد من أطلقوا الثورة الفلسطينية في عام 1965، والذي يعرف حركة “حماس” أكثر كثيراً من بعض قادتها “الطارئين”، لا يمكن أن يقوم بزيارته الأخيرة إلى “العقبة” وإلى القاهرة من أجل ما تم تداوله في الأوساط الفلسطينية وبعض الأوساط الأردنية والمصرية؛ وهنا فإنّ المؤكد أنّ الإخوان المسلمين الأردنيين والإخوان المسلمين المصريين هم من روجوا هذه الحكاية ومن أجل إظهار “حركتهم” حركة المقاومة الإسلامية، على أنها الرقم الرئيسي في معادلة فلسطين وأنّ حتى مصر والأردن لا يقدمان على أي أمر للفلسطينيين ما لم تكن هذه “الحركة” رقماً أساسياًّ فيه.

وهكذا فإنّ الصحيح أن (أبو مازن) لم يقم بهذه الزيارة إلى الأردن ومصر ويلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلاّ من أجل إستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين ومن أجل إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنّ “ما فات مات” وأنه لا حلًّ ولا عملية سلام فعلية وحقيقية بدون طيّ صفحة الماضي والإنطلاق على أساس قيام الدولة الفلسطينية المنشودة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإلى جانب الدولة الإسرائيلية التي أنشئت في عام 1948، ويقيناً أنّ كل “المؤشرات” تدلُّ على أنّ هناك قبولاً إسرائيلياً بهذا الحل ولكن مع بعض “الرتوش” الجانبية، والدليل هو أنّ الإسرائيليين على وشك الإقدام على متغيرات رئيسية وكثيرة.

شاهد أيضاً

هل تنجح طهران خارج محور المقاومة؟

بقلم: عادل بن حمزة- النهار العربيالشرق اليوم– دخلت منطقة الشرق الأوسط فصلاً جديداً من التصعيد …