الرئيسية / مقالات رأي / The Financial Times: أصدقاء أردوغان المتطرفون القوميّون يؤجّجون توترات الحزب الحاكم

The Financial Times: أصدقاء أردوغان المتطرفون القوميّون يؤجّجون توترات الحزب الحاكم

حزب الحركة القومية اليمينيّ يضع حدّاً لمناورات الرئيس التركي

الشرق اليوم- دافع زعيم المافيا -المؤيد المُحرِج- علانيةً عن رجب طيب أردوغان عندما سخرت المعارضة التركية منه بسبب طرح فكرة إصلاح النظام القضائي.

حذّر علاء الدين كاكيتشي وهو رجلٌ مدانٌ بتهمة القتل والتّورط في الجريمة المنظّمة كمال قلجدار أوغلي زعيم المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: “انتبه لخطواتك”، بعد أن شكّك هذا السياسي بإخلاص الرئيس.

يُعتبر السيد كاكيتشي الذي يبلغ من العمر 67 عاماً والذي حُكم عليه بالسجن لمدة 19 عاماً في 2006 لأنّه أمر بقتل زوجته السابقة، شخصيةً مهمةً بالنسبة لمتطرفي اليمين الذين يدعمون حكومة السيد أردوغان.

نجح حزب الحركة القومية بكسب التأييد لإطلاق سراح المُدان في بداية هذا العام ضمن العفو الذي صدر بسبب انتشار فيروس كورونا، كما أثنى دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القوميّة على زعيم العصابة هذا بعد تهديده للسيد قلجدار أوغلي ووصفه “بالرفيق” و “المناضل الوطنيّ”.

لا يحظى حزب الحركة القوميّة بالتقدير الكافي خارج تركيا فالسيد أردوغان هو من يتصدّر أنباء الصحف، إلّا أنّ الرئيس الذي استأثر بالسلطة على مدار الثمانية عشر عاماَ الماضية دائماً ما كان يعتمد في حكمه على التحالفات غير الرسميّة. 

في الماضي كان حلفاؤه هم الليبراليون والأكراد وجماعة كولن وهي شبكة أتباعٍ غامضة من رجال الدين المنفيين الذين ساعدوا السيد أردوغان للسيطرة على البلاد. أمّا اليوم فشريكه الرئيسيّ هو حزب الحركة القوميّة المتشدّد في المسائل المتعلقة بالأمن القوميّ الذي يؤيّد عقوبة الإعدام والذي واجه ادّعاءات تتعلق بارتباطه بأحداث العنف في الشوارع.

كان السيد أردوغان يحتقر مبادئ هذا الحزب إلّا أنّ أعضاءه أدلوا بأصواتهم لصالحه، كما أنّهم ملؤا الفراغ الذي خلّفه انهيار علاقته مع جماعة كولن، والذي بلغ ذروته في محاولة الانقلاب العنيف في العام 2006 (على الرغم من أن زعيم المجموعة ينكر أنّه أمر بالانقلاب).

قالت أسلي أيدينتاسباس وهي زميلةٌ سياسيّةٌ أقدم في المجلس الأوروبيّ للعلاقات الخارجيّة: ” إنّ سلطتهم في النظام أكبر من الدعم الانتخابيّ الذي يقدّموه بكثير، فهم يُؤمّنون الموارد البشرية ضمن الخدمات الأمنية والأقسام الأخرى من الدواوين الحكومية التي يحتاجها أردوغان”

تابعت قائلةً: ولذلك فإن تفكيك التحالف سيكون صعباً. إّلا أنّ التحالف يسبب الإزعاج لبعض فئات حزب التنمية والعدالة التي تعتبره عاملاً في تراجع الدعم الشعبي لحزبهم.

وها قد ظهرت التوترات للعيان، ففي مداخلةٍ صادمةٍ الأسبوع الماضي طالب المخضرم بولنت أرينك بإطلاق سراح السجينين السياسيين التركيين المعروفين وهما الناشط في المجال الخيري عثمان كافالا والسياسيّ الكردي صلاح الدين دميرطاش. إلّا أن حزب الحركة القومية ردّ على ذلك، وأوضح السيد أردوغان أنه لا ينوي إطلاق سراح أيّ من المحتجزين، ما أدى إلى استقالة السيد أرينك من إحدى لجان الرئيس الاستشارية يوم الثلاثاء.

يسلّط هذا الحدث الضوء على المعضلة بالنسبة للرئيس التركي الذي حتى وإن كان صادقاً في دعوته للإصلاح الديمقراطيّ والقضائيّ –وهي فرضيّةٌ  ينظر إليها الكثيرون بارتيابٍ عميقٍ- فإنّ  حزب الحركة القوميّة يمكن أن ينقض كل ما قد يخترق الخطوط الحمراء الخاصة به.

قد يواجه السيد أردوغان المشكلة ذاتها أثناء أيّ محاولةٍ لإعادة العلاقات مع أوروبا وخصوصاً إذا تطلّب الأمر تقديم أيّ تنازلات في النّزاع المستمر مع قبرص، هذا القضية بالغة الأهميّة بالنسبة لحزب الحركة القوميّة الذي  أمر ببناء بركة سباحةٍ على شكل جزيرة قبرص في أوّل مقرٍّ رسميّ له.

قالت يابراك جورسوي وهي محاضرٌ أوّل في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة أستون في المملكة المتحدة “يبدو أنه عالقٌ بين مطرقة الحفاظ على تماسك حزب العدالة والتنمية وسندان ضمان حصوله على 50% من الأصوات على الأقل، كيف يمكنه التوفيق بين مصالح هاتين المجموعتين؟”.

تؤمن السيدة أيدينتاسباس أنّ الرئيس التركي البراغماتي يختبر الوضع لتغيير شريك التحالف، ولكن بعد أن أقصى معظم الأحزاب الأخرى فمن غير الواضح من يمكن أن يحلّ محل حزب الحركة القومية.

الآن يحافظ السيد أردوغان على جبهة موحّدة، وقد انفجر غاضباّ يوم الأحد على أولئك الذين يحرضون على “الفتنة” في التحالف الحاكم وقدّم الشكر للمتطرفين القوميين لأنهم” يقفون في صفنا في كل ما يصبّ في مصلحة بلدنا وأمتنا”.

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …