الرئيسية / الرئيسية / أبعاد الإعلان الأردني عن افتتاح قنصلية في العيون

أبعاد الإعلان الأردني عن افتتاح قنصلية في العيون

الشرق اليوم- أعلنت المملكة الأردنية الهاشمية، عزمها فتح قنصلية عامة في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية المتنازع عليها، في خطوة تعكس تأييدا سياسيا ودبلوماسيا متزايد للرباط.

وقال الديوان الملكي الأردني في بيان إنّ الملك عبد الله الثاني عبّر في اتصال هاتفي مع الملك محمد السادس عن “رغبة المملكة الأردنية الهاشمية في فتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون المغربية”.

ورغم تزامن خطوة عمّان مع التوتر الذي تشهده المنطقة بسبب أزمة الكركرات، إلا أن المحلل السياسي الأردني، مالك العثامنة، يرى في حديث لموقع قناة الحرة أن الأردن حسم “رسميا” موقفه منذ فترة في الانحيازات الإقليمية الناشئة، وقراره الأخير بفتح قنصلية أردنية في العيون ليس خارج سياق تلك السياسة المتوافقة مع حلف يتسع ضد “تركيا وقطر وحواضن الإسلام السياسي”.

أما الكاتب والإعلامي المغربي، عبد الرحيم التوراني، فيرى في حديثه لموقع قناة الحرة أن الإعلان عن فتح قنصلية للأردن بمدينة العيون في الصحراء الغربية ليس مفاجئا ويرتبط بقرار سيادي لعمّان وموقفها من النزاع في المنطقة.

ويقول التوراني إنه بعد مجموعة من الدول الأفريقية شرعت دول عربية في فتح تمثيليات قنصلية لها بالعيون، منها الإمارات و الآن الأردن، وقد تتبعها دول الخليج التي عبرت مؤخرا عن مساندتها للخطوة المغربية التي أقدم عليها في فتح معبر “الكركرات”.

وستكون هذه ثاني ممثلية دبلوماسية عربية في الصحراء الغربية بعد افتتاح الإمارات قنصلية في العيون مطلع نوفمبر.

وأضاف العثامنة لموقع قناة الحرة أن موقف الأردن مع المملكة المغربية متوافق حتى في القضية الصحراوية، والتعاون الأمني تحت الطاولة في هذا الموضوع كان دوما موجودا بين الأردن والمغرب، منذ أيام الملكين الراحلين الحسن الثاني والحسين بن طلال.

وأشار إلى أن الجديد الآن أن الموقف الأردني أصبح معلنا وافتتاح قنصلية هو انزياح علني واضح بلا التباسات.

ويأتي هذه الإعلان في سياق توتّر حاد تشهده المنطقة بعد ثلاثين عاماً من وقف إطلاق النار إذ أعلنت جبهة بوليساريو منذ أسبوع “حالة الحرب” ردّاً على عملية عسكرية مغربية في المعبر الحدودي.

وأجرى المغرب أشغالا لإنشاء ساتر ترابي في منطقة الكركرات العازلة على الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا، بعد أسابيع من قطعه من قبل عناصر من الجبهة المطالبة باستقلال الصحراء الغربية.

وهذا الطريق أساسي في التجارة مع إفريقيا الغربية، لا سيما لنقل الخضر والغلال المغربية.

واعتبرت جبهة بوليساريو أن العملية المغربية أنهت وقف إطلاق النار الموقّع عام 1991 برعاية الأمم المتحدة بعد 15 عاما من القتال.

سر توقيت خطوة عمان ربطه العثامنة بالتحركات المغربية الأخيرة في الكركرات، وفتح المعبر بعد سيطرة الجيش المغربي عليه، مستبعدا وجود كلف سياسية سيتحملها الأردن من موقفه الأخير تجاه القضية الصحراوية.

ويعتبر المغرب افتتاح هذه الممثليات الدبلوماسية الأجنبية في الصحراء الغربية تأكيداً لسيادته عليها، بينما سبق لجبهة البوليساريو والجزائر، التي تدعمها، أن أدانتا ذلك.

ويشير العثامنة  إلى أن اللافت سياسيا أن الإعلان عن الموقف الأردني جاء بداية من الديوان الملكي المغربي، وهو ما يوحي باحتفالية مغربية بتحشيد الحلفاء، وما يعكس معركة دبلوماسية قادمة وشيكة يتم التحضير لها مسبقا هذه الأيام.

بدوره اعتبر التوراني في حديثه للحرة أن الأمر يعد نصرا دبلوماسيا يسجله المغرب في “مرمى الانفصاليين والجزائر” التي تدعمهم، بحسب تعبيره.

ويرى التوراني أن هذه الخطوات هي تسجيل واضح لتغيير في الموقف العربي، بعد صمت وإحراج طال، وبعد عجز الجامعة العربية عن احتواء النزاع داخل أروقتها ولجانها.

وأعلن الديوان الملكي المغربي في بيان، الخميس، أن وزارتا الخارجية المغربية والأردنية ستقومان بالتنسيق لوضع الترتيبات الضرورية لفتح القنصلية.

وتحتضن المنطقة منذ أواخر العام الماضي 15 قنصلية أجنبية أخرى لدول من أفريقيا جنوب الصحراء، في مدينتي العيون والداخلة على المحيط الأطلسي جنوبا.

وترعى الأمم المتحدة منذ عقود جهودا لإيجاد حل سياسي ينهي النزاع حول الصحراء الغربية. لكن المفاوضات التي تشارك فيها أيضا الجزائر وموريتانيا توقفت منذ 2019 بعد استئنافها في 2018.

والصحراء الغربية هي مستعمرة إسبانية سابقة، يسيطر المغرب على ثمانين بالمئة منها، ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، باستقلالها.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

كيف انكسر “مخلب النسر” الأمريكي في إيران؟

الشرق اليوم- رافق سوء الحظ خطة “مخلب النسر” الأمريكية لتحرير الرهائن في إيران في أبريل …