الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
الشرق اليوم- النظام الدولي متهالك، والأمر الذي من شأنه أن يولد الشكوك بشأن من سيتدخل لحل النزاعات المستمرة، ومن سيمول الاستجابات الإنسانية للكوارث الطبيعية وتلك من صنع الإنسان. ومن ناحية أخرى، تشكل الأزمات الناشئة والبقاع الساخنة المتعددة مخاطر جديدة، حتى مع تطور طبيعة الإرهاب العابر للحدود.
ومع استمرار النزاعات والأزمات في جميع أنحاء العالم، هناك شكوك متزايدة حول كيفية حلها أو إذا سيتم حلها. فالنظام الدولي متهالك، والأمر الذي من شأنه أن يولد الشكوك بشأن من سيتدخل وكيف قد يتم تمويل هذه التدخلات.
هناك صراعات لا نهاية لها، مثل الأوضاع في سوريا واليمن وأفغانستان، والتي أسفرت عن سنوات من العنف، وآلاف لا تُحصى من القتلى، بل وحتى المزيد من اللاجئين. ثم هناك النقاط الساخنة الناشئة، بما في ذلك شمال موزمبيق والحدود الصينية الهندية، وأي عدد من نقاط التوتر المحتملة، مثل شرق البحر الأبيض المتوسط. وحتى في الحالات التي تتسم بقدر ضئيل من الأمل في المصالحة وتسوية الخلافات، هناك أيضاً حالة من عدم اليقين والشكوك بحدوث ذلك – مثل السودان، حيث رفضت جماعة متمردة رئيسية التوقيع على اتفاق سلام أبرمته الحكومة الانتقالية هذا العام مع جماعات مسلحة أخرى من منطقة دارفور.
وفي الوقت نفسه، تتغير طبيعة الإرهاب أيضا. وبعد فترة من إعادة المعايرة في أعقاب خسارة الخلافة الإسلامية في غرب العراق وسوريا، ومؤخراً وفاة زعيمها “أبو بكر البغدادي”، عاد تنظيم الدولة الإسلامية إلى العمل بنشاط أكبر في البلدين، وحتى مع تحويل انتباهها إلى مسارح عمليات جديدة، مثل منطقة الساحل وجنوب شرق آسيا. وبذلك، تستفيد المجموعة والتابعين لها من تضاؤل الاهتمام الدولي في شنّ أنواع حملات مكافحة التمرد اللازمة لمواجهة هذه التحديات الجديدة. وتظهر الموجة الأخيرة من الهجمات التي بدت منفردة في أوروبا أن التهديد الذي يشكله الإرهاب هناك قد تلاشى، لكنه لم يختف.
تأتي هذه التطورات في وقت أظهرت فيه القوى الغربية اهتمامًا ضعيفًا بالتدخل في الصراع على نطاق أوسع. إن تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل، وهي المنطقة التي تعرضت لهجمات الجماعات الإسلامية والقتال بين الميليشيات المحلية، يشكل واحدة من الصراعات القليلة التي أدت إلى إثارة الجهود الأوروبية الرامية لاستعادة الاستقرار– ومنع حدوث موجة محتملة من المهاجرين. ولكن حتى هناك، لم يدعم القادة الأوروبيون هذا النوع من المشاركة العسكرية الواسعة النطاق المطلوبة لرد الجماعات المسلحة.
تحتاج عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي ربما لعبت دورًا تقليديًا في التخفيف من حدة هذه الصراعات، إلى إصلاحات مهمة. أدت فضائح الاعتداء الجنسي والسمعة المتزايدة للتورط في مهام صعبة وصعبة في أماكن مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان إلى كبح الشهية العالمية لقوات حفظ السلام. والآن فإن قيود التمويل الناجمة عن التداعيات الاقتصادية لوباء فيروس كورونا قد تزيد من تهديد قدرات الأمم المتحدة في مجال حفظ السلام. وقد أتاح الفراغ الناجم عن ذلك فرصا أمام المنظمات الإقليمية، بما فيها الاتحاد الأفريقي، لسد الثغرات، سواء من حيث وقف الصراع أو الاستجابة للكوارث. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانوا سيفعلون ذلك.
كل هذا يحدث في ظل خلفية من انتشار حالات الطوارئ الإنسانية بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية. وقد أعاق استمرار القتال في شرق الكونغو الاستجابة لفاشية الإيبولا في المنطقة، ولا يزال يبطئ الجهود الإنسانية. ومن ناحية أخرى، يعيش اليمن في العام الرابع من تفشي مرض الكوليرا الذي أسفر بالفعل عن مقتل ما يقرب من أربعة آلاف شخص. فأعداد اللاجئين تتضخم، حتى في الوقت الذي يتسبب فيه تغير المناخ ووباء فيروس كورونا في حدوث أزمات جديدة، مع زيادة الضغط على الموارد الشحيحة المتاحة لمعالجة الأزمات الحالية
قد قامت “وورلد بوليتكس رفيوز” بتغطية النزاعات والأزمات في العالم بالتفصيل وتواصل دراسة الأسئلة الرئيسية حول كيفية تطورها. كيف سيتم حل النزاع في سوريا، وهل يمكن تفادي المزيد من الأزمات الإنسانية في الوقت الذي يستمر فيه القتال؟ ومن سيتدخل لمنع النزاعات الناشئة؟ ومع تسارع آثار تغير المناخ، هل سيتصدى العالم للأزمات الإنسانية التي يسببها؟ فيما يلي بعض النقاط البارزة في تغطية “وورلد بوليتكس رفيوز”.
آخر تغطية.. الرئيس الأمريكي القادم سيواجه خيارات صعبة في أفغانستان بعد أكثر من شهر من المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية، لا يزال التقدم نحو التوصل إلى اتفاق سلام بطيئاً. هل لدى الولايات المتحدة شهية للبقاء منخرطة في العملية الطويلة للإشراف على عملية السلام التي يجب أن توفق بين وجهتي نظر متباينتين حول مستقبل أفغانستان؟
استمرار النزاعات والأزمات وفي جميع أنحاء العالم، هناك عدد قليل من النزاعات التي دامت لـ سنوات والتي لا تظهر أي علامات على اقتراب نهايتها. وفي بعض الحالات، مثل سوريا وليبيا واليمن، فإن ذلك يرجع إلى أن القتال على المستوى المحلي هو بمثابة بديل للمعارك بين بلدان أخرى. كانت أماكن مثل جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، إلى أن تم ترسيخ اتفاقيات السلام الهشة الأخيرة، تمزقها المنافسات بين الجهات الفاعلة المحلية الرئيسية وسط عدم الاهتمام العالمي. ثم هناك أفغانستان، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تخليص نفسها من “حربها الأبدية”. لماذا يعتبر وقف إطلاق النار الأخير في ليبيا هشًا بطبيعته، في هل يمكن لهدنة أخرى هشة في ليبيا أن تصمد بالفعل؟ لماذا يستمر العنف حتى بعد التوصل إلى اتفاق سلام في جنوب السودان، في حكومة الوحدة في جنوب السودان تناضل وتكافح لإسكات صوت البنادق والمدافع لماذا يتحول الصراع الليبي إلى سيناريو كابوس لحلف الناتو، في حرب بديلة على نطاق واسع في ليبيا قد يكون الاختبار النهائي لصمود حلف الناتو ما هي التوقعات لإنهاء الحرب في أفغانستان، في هل يمكن لطالبان أن تكون جزءا من سلام دائم في أفغانستان؟
النزاعات الناشئة والى جانب النزاعات المستمرة، تظهر بقاع ساخنة جديدة سواء على الحدود الهندية الصينية حيث أسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الجنود خلال الصيف او في وقت قريب في منطقة ناغورني كاراباخ الانفصالية حيث تخوض اذربيجان وارمينيا اسوأ جولة من المعارك منذ انتهاء الحرب في 1994. ومع تراجع الولايات المتحدة عن دورها كـ “شرطي عالمي”، أدى الفراغ الذي خلفته وراءها إلى جانب الساحة الجيوسياسية التنافسية المتزايدة إلى زيادة احتمالات اندلاع التوترات في هذه البقاع الساخنة إلى الصراع. كيف يمكن لروسيا أن تستخدم القتال في ناغورني كاراباخ لتعزيز أهدافها الإقليمية القديمة، في هل يمكن لروسيا توجيه المرحلة النهائية في ناغورنو – كاراباخ لمصلحتها؟ ما يؤجج التمرد الغامض في شمال موزامبيق، في القمع في موزمبيق هو تأجيج تمرد إسلامي، ويخاطر باندلاع اضطرابات أوسع نطاقاً لماذا كانت ردود الحكومة على التطرف العنيف في منطقة الساحل تأتي بنتائج عكسية، في كيف تغذي حملات مكافحة التمرد انتهاكات حقوق الإنسان في الساحل لماذا لن ينجح النهج العسكري لإنهاء عنف المزارعين والرعاة في منطقة الساحل، في كيف يقود انتشار الأسلحة الصراع بين المزارعين والمزارعين في منطقة الساحل
الإرهاب وقد أظهرت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى رغبة متضائلة في مواصلة محاربة الشبكات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، في الأراضي البعيدة. لكن خطر التطرف العنيف قد ينتشر، كما أوضحت الهجمات الإرهابية المزعومة من قبل داعش في سريلانكا العام الماضي، حتى مع تطورها لتصبح أكثر استقلالية عن هذه الشبكات العابرة للحدود الوطنية، وكما هو الحال في الهجمات الأخيرة في فرنسا والنمسا. ما يعنيه تسليم اثنين من أعضاء داعش إلى الولايات المتحدة مؤخراً للجهود الرامية إلى محاسبة الجماعة، في الولايات المتحدة. لا يزال أمامها طريق طويل لمحاسبة تنظيم داعش ماذا تعني معركة السيادة بين تنظيم القاعدة وداعش للمدنيين في منطقة الساحل، في تنظيم القاعدة وداعش ينقلبون على بعضهم البعض في منطقة الساحل، والمدنيين في مرمى إطلاق النيران لماذا يحتاج العراق إلى التعلم من أخطائه السابقة في الحرب ضد داعش، في مع عودة داعش إلى الظهور، هل يمكن للحكومة العراقية الجديدة أن تتجنب تكرار الماضي؟ كيف يحاول تنظيم داعش الاستفادة من انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، في داعش تحاول الحصول على موطئ قدم أكبر في أفغانستان مع تراجع الولايات المتحدة
الكوارث الإنسانية والاستجابات الدولية تقود الولايات المتحدة انسحابا من جهود التعاون الدولي، التي كانت أساسية لتنظيم الاستجابات للكوارث والإنسانية والحفاظ عليها. تحاول واشنطن تقويض وكالات الأمم المتحدة التي تساعد في تنسيق هذه الجهود، تاركة الجهات الفاعلة الإقليمية والوكالات الدولية تتدافع للحصول على التمويل. ويأتي هذا في وقت يتسم بالخطورة الشديدة، حيث ستتزايد حدة التأثيرات المترتبة على تغير المناخ، ناهيك عن وباء فيروس كورونا، الذي من شأنه أن يجعل المساعدات الإنسانية أكثر إلحاحاً في البلدان المعرضة للخطر. ما يمكن عمله لمواجهة تحدي الكوارث التي يحركها المناخ، في العالم غير مستعد بشكل مؤسف للكوارث الطبيعية التي تحركها المناخ ما يمكن أن يتعلمه العالم من موسم حرائق الغابات في كاليفورنيا هذا العام، في إن كاليفورنيا عبارة عن استعراض شامل للدمار الذي ألحقه تغير المناخ للعالم بأسره كيف جعل وباء كورونا المستجد”كوفيد-19″ الاستجابة للكوارث والتأهب لها أكثر صعوبة، في التحضير للكوارث الطبيعية في عصر “كوفيد-19” ماذا يعنى تغير المناخ بالنسبة لأنماط الهجرة العالمية، في كيف ينبغي للعالم أن يستجيب للموجة القادمة من المهاجرين من أجل المناخ؟
المصدر: “وورلد بوليتكس رفيوز” للنزاعات والاستجابة للأزمات
