الرئيسية / مقالات رأي / سد النهضة وتصريحات ترامب

سد النهضة وتصريحات ترامب

بقلم: الباقر علي محمد الحسن – الراكوبة السودانية

الشرق اليوم- لم يكن الرئيس دونالد ترامب موفقا في تصريحاته بخصوص انسداد الأفق في المفاوضات التي كانت تجري بين أثيوبيا ومصر بشأن سد النهضة ،لكن دونالد ترامب دائما صأحب تصريحات مفاجئة وخارج النص ، حين صرح بأن أثيوبيا تتحمل تبعات إنسحابها من إتفاق واشنطن ، هذا الإتفاق الذي ظن أنه سيكون إضافة الى سجل إنجازاته وهو على أعتاب مغادرته للبيت الأبيض كما سيكون مكسبا إنتخابيا

، هذا الرجل الذي لا يفقه في الدبلوماسية ولا يحترم الأعراف التي درج عليها الرؤساء الذين سبقوه في البيت الأبيض بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه رئيس الولايات المتحدة .دونالد ترامب قال بالحرف الواحد ( في حالة إنسداد أفق الحل السياسي لمشكلة سد النهضة فليس أمام مصر إلا أن تدمر السد ) ، فسره المحللون بأنه دعم لمصر في أتجاه التصعيد والدخول مع أثيوبيا في حرب ، ستدخل المنطقة في حالة إضطراب وعدم إستقرار وحالة من العوز والفقر والجوع والنزوح .هذا التصريح يؤكد عدم مسؤولية الرجل كرئيس أكبر دولة في العالم ، ولكن يمكن  تفسير ذلك التصريح المهين لقائله قبل ا إهانته بأي معنى لمصر كدولة كبرى في المنطقة ، يأتي التفسير لهذا التصريح إن كان مدروسا ومقررا في دوائر القرار السياسي الأمريكي بأنه جزء من سياسة الولايات المتحدة في تدمير المنطقة ، وجعل المنطقة منطقة سوق للسلاح الأمريكي والغربي ، كما تظل المنطقة قابعة في فقرها المدقع وتصبح دولا متسولة عند بوابات الدول الغربية وأمريكا على وجه الخصوص ، أما إذا أحسن الظن ، وفسرناه بإعتبار ه فشل في إدارة حكومته للحوار الذي دار بين الجانب المصري الأثيوبي ولم يحقق لترامب مكسبا سياسيا وإنتخابيا يظل دافع التصريح إنكسار نفسي لصاحب السعادة دونالد ترامب .

مثل هكذا تصريح يثير حفيظة الجانب الأثيوبي والذي دفعه حقيقة إلى رفع حالة التأهب والإستعداد للتعامل مع أي هجوم محتمل من أي جهة كانت ، وعليه أصدرت الحكومة توجيهاتها لدفاعاتها أن تكون على أهبة الإستعداد لأي عمل طارئ قد يحدث ، كما أن هذا التصريح غير المنضبط قد يفعل فعلا سالبا في أي مفاوضات قادمة بين أثيوبيا ومصر والسودان كما يعقد مهمة الإتحاد الأفريقي المشرف على هذه المفاوضات .

على الجانب المصري وفي هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في مسيرة هذه المفاوضات إن يلتزم بالحوار الجاد الذي يراعى فيه مصالح المنطقة وعلى وجه الخصوص مصالح أثيوبيا وحقها في تطوير وتنمية بلادها ، كما على دولة مصر أن تضبط الخط الإعلامي الخاص والعام بعيدا عن التراشقات الكلامية والنأي عن النظر للآخرين بدونية مقيتة.  ستمضي أثيوبيا في جدولة ملء السد دون الإضرار بدولتي الممر  والمصب ، لكن مصر من المحتمل أن تفقد الفائض من المياه التي كان ميتجاوزا  حصتها سابقا قيل إنشاء السد ، كما على مصر أن تهيئ نفسها لقيام سدود أخرى في مجاري مائية تغذي النهر الأم ( النيل الأزرق ) ، إن ممارسة أي سلوك عدائي من مصر سيدفع بكامل المنطقة للهاوية،  الفرصة مواتية لمصر الإستفادة من مشروع تكاملي تكاملي بين البلدان الثلاثة ، الطاقة ، الزراعة وتربية المواشي

على أن يبقى سد النهضة نعمة وليس نغمة على دول منبع ومجرى النيل .لا قدر الله ، إن أقدمت مصر على تدمير سد النهضة ستزيد من فرص الأعمال الإرهابية كما يزيد من فرص هجرة المواطن  الأثيوبي والذي يعاني أصلا من إنفجار سكاني مهول ، والذي سيشكل تحولا ديموجرافيا في دول منطقة الشرق الأفريقي.

إن إيقاظ فتنة الإنتخابات في إقليم تيجراي والصراع بين سكان وحكام الإقليم وحكومة أبي أحمد في المركز تنم عن أن هناك أيد خفية تحرك وتوقد نيران هذا الخلاف والصراع الذي بلغ أشده في فائت الأيام. فعلى القوى الحية في الإقليم أن تفوت الفرصة وتحكم صوت العقل والسلطة كرة دوارة بين الأمورو والأمهرا ، وعليهم بناء الوطن الحضارة قويا عوضا عن سنين خلت دون أمل منظور.

كما على الإتحاد الأفريقي أن يقوم بدوره في صناعة السلام والأمن والتنمية  بالمنطقة حاديهم التعاون والمساهمة في بناء دول أفريقيا الحريحة ولا ضرر ولا ضرار.

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …