الرئيسية / الرئيسية / The washington post: هزيمة ترامب هي الخطوة الأولى لعلاج مشاكل أمريكا

The washington post: هزيمة ترامب هي الخطوة الأولى لعلاج مشاكل أمريكا

BY: Eugene Robinson – The washington post

الشرق اليوم – إن وضع ألواح خشبية على واجهات المحلات التجارية قبيل الانتخابات، تحسبا لأي اضطرابات، ليس أمرا نفعله في الولايات المتحدة، ولا يقوم أنصار مرشح رئاسي باستخدام الحافلات لنشر الفساد على الطرق السريع أو تهديد الحافلات التي تنقل أنصار المرشح الآخر.

كما أن ذهاب الأمريكيين إلى مراكز الاقتراع وسط تساؤل عما إذا كانت الأصوات جميعها سيتم عدها، أو ما إذا كان سيقبل كل طرف بنتائجها، فضلا عن استخدام “وباء قاتل” كأداة سياسية أمر مُخجل.

لا شيء مما ذكر يحدث في دولة تعتبر نفسها أعظم ديمقراطية على وجه الأرض.

وحتى هذا الوقت، فمن المغري تحميل شخص واحد مسؤولية الفوضى التي نعيشها، والصلاة أن يهزم ترامب حيث ستعود الأمور إلى سابق عهدها. لكن ترامب هو مجرد “عَرض”، وليس “المرض نفسه”.

إضافة إلى تصريحات الرئيس السابق باراك أوباما، الذي خرج لدعم نائبه السابق جو بايدن، حيث استشهد بعبارة قالتها زوجته السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما: “كونك رئيسا لا يغير هويتك ولكن يكشف عنها”.

وأكثر من كل هذا، فقد كشفت رئاسة ترامب عن سريرة الأمريكيين ومن هم، فلو كانت القوة العظمى لبايدن تعبر عن التعاطف فهي بالنسبة لترامب تعني الوقاحة. فهو لا يحترم السياج الذي طالما حمى حياتنا السياسية.

في الماضي كان السياسي الذي يضبط وهو يكذب يقدم توضيحا ويظهر الندم. أما ترامب فهو يكرر الكذبة لأنه واثق من تصديق الكثير من أنصاره لها. وزعم أنه لن يخسر الانتخابات إلا في حالة انتشر التزوير.

وعندما حاصر أنصار ترامب حافلة كانت تقل عددا من أنصار بايدن على الطريق السريع بتكساس يوم الجمعة، وهو حادث يقوم مكتب التحقيقات الفيدرالية بالتحقيق فيه، لم يكن مستغربا أن يرد ترامب بأن يصف سائقي الحافلات المتهورين بـ “الوطنيين”.

وما يثير القلق، هو استمرار “أثر ترامب”، أي الطريقة التي يدفع فيها أنصاره ومعارضيه للقيام بأعمال كانت في الماضي تعتبر خارج السلوك المقبول.

وفي تجمع انتخابي، برزت فيه كالمعتاد صرخات “اسجنها” و”اسجنه” ضد معارضي ترامب، بدا وكأن السيناتور الجمهوري عن فلوريدا، ماركو ربيو، يدافع عن حادث الطريق السريع في تكساس، بقوله: “هل شاهدت ما حصل؟ كل السيارات على الطريق؟ لقد أعجبنا بما فعلوا”.

إن ترامب وإن كشف عن هذه الوقاحة، إلا أنه لم يخترعها. فهنالك قطاعا من السكان البيض، خاصة من يعيش منهم في الأرياف والبلدات الصغيرة، تم تهميشهم على يد النخب الثقافية والسياسية في المراكز الحضرية الكبيرة والمعولمة. ويشعرون بقلق من فقدانهم المكانة والسلطة في بلد بات يبدو متنوعا وبدرجة كبيرة.

وأدى العنف غير المبرر من الشرطة والعنصرية لوضع السود الأمريكيين على حافة الغليان وزاد ترامب من درجة الحرارة.

يمكننا القول إن السياسة الأمريكية باتت “قبلية” وينظر فيها الأمريكيون إلى الساسة الذين يقدمون لهم حسا بالتفوق بدلا من السياسات المدروسة التي تنفع كامل الأمة.

وعلى سبيل المثال، فإن هجوم ترامب العنيف على قانون الرعاية الصحية، الذي حظي بدعم غالبية العناصر التشريعية، يأتي بالرغم من أنه يحمي من يعانون من أعراض مزمنة.

وعلى خلاف بعض الجمهوريين، فمعارضة ترامب للقانون لا علاقة لها بما نجم عنه ولكن معاداته الشخصية لقانون “أوباما كير”. فتدمير القانون لم يكن من أجل تقديم قانون أفضل ولكن تفكيك إرث معارض سياسي له. 

وحتى لو تعرض ترامب لهزيمة انتخابية، فهو يستحقها، لكن الخلافات التي استغلها بنجاح ستظل موجودة وتهدد الأمريكيين، وسيظل كوفيد- 19 يعيث الفساد في الأرض الأمريكية.

الجدير ذكره أن لا انتخابات تستطيع محو فكرة أن أمريكا هي الدولة الأكثر عالميا من ناحية الإصابات والوفيات. وسواء هزم أم فاز فإرثه سيظل باقيا.

هنالك أمل منبثق من مشاركة 100 مليون أمريكي في الاقتراع المبكر، ولكن “لن نبدأ بحل مشاكلنا إلا حينما نتحدث مع بعضنا البعض، والانتخابات هي مكان للحديث. وقد نصيح ونصرخ على بعضنا البعض لكنها البداية وكن جزءا منها وأدل بصوتك”.

ترجمة: عربي 21

شاهد أيضاً

“حزب الله” ينشر بيانا جديدا لعملياته ضد الجيش الإسرائيلي

الشرق اليوم- نشر الإعلام الحربي في “حزب الله” اللبناني بيانا كشف من خلاله العمليات النوعية …