Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2019-06-27 21:25:17Z | | ÿâíõÿãñùÿãôúÿßĝ$×
الرئيسية / مقالات رأي / شدة العداء.. وسرعة التطبيع

شدة العداء.. وسرعة التطبيع

بقلم: عباس الطرابيلي – المصري اليوم

الشرق اليوم- ليس سهلاً على مثلي وكل أبناء جيلي أن يتقبل قطار التطبيع الذى ينطلق الآن بسرعة مع إسرائيل، فقد تربيت- وكل جيلي- مقتنعاً بأن إسرائيل هى العدو الأول لنا، نحن كل المصريين.. ولذلك نكاد نقول إن هذا الجيل يتمزق، ما بين شدة العداء.. وسرعة التطبيع.. فهذا الجيل، حتى قبل حرب فلسطين الأولى عام ١٩٤٨ لا ينسى هذا العداء.. وإذا كانت لمصر- أيام السادات- أن تقدم على هذه الخطوة لهدف أساسي هو استرجاع أرضنا المحتلة فى سيناء منذ يونيو ١٩٦٧.. فماذا نقول فى دول بعيدة ليست مجاورة لإسرائيل، أو لم تحتل إسرائيل أرضاً لها.. وهنا نتذكر جميعاً رد فعل الدول العربية التى أسرعت بمقاطعة مصر بل تكاد تكون طردتها من الجامعة العربية ونقلت مقرها إلى تونس حتى لا تصيب عدوى التطبيع دولاً غيرها.

حقيقة ليست فى السياسة عداوة دائمة.. ولا صداقة دائمة ولكن هناك مصالح دائمة، بل عالمياً نجد دولاً انتقلت من عداوة شديدة إلى صداقة رائعة. وأبرز مثال اليابان مع الولايات المتحدة.. وكذلك ألمانيا مع كل دول أوروبا، ولكن لم أتصور يوماً أن تنقلب علاقات إسرائيل مع مصر، ثم مع باقى الدول العربية إلى هذا التطبيع.. بل ومن هذه الدول العربية من اشتركت مع مصر فى كل المعارك التى خاضتها مصر مع إسرائيل، مثل العراق والجزائر والسودان، وكذلك بعض دول الخليج. ولكننا نرى الآن أن مسيرة التطبيع طالت حتى وصلت إلى دول الخليج، التى كانت تعتبر قضية فلسطين هى قضيتها الأولى، ربما لأن دول الخليج كانت تحتضن جاليات فلسطينية عديدة، بل انطلقت منها ونشأت العديد من المنظمات الفلسطينية المتشددة.. فماذا جرى؟!

ورغم أن قادة عربا عديدين تتقدمهم السعودية طرحوا العديد من الحلول وتقبل التواجد الإسرائيلى بشرط الاستجابة لعلاقات متوازنة معها.. ولكننا نجد الآن هذه الموجة من سرعة إقامة علاقات متكاملة مع إسرائيل. سواء من السودان فى قلب إفريقيا.. أو من دول الخليج فى أقصى مشرق العالم العربى.. ولا تدخلوا دولاً مثل المغرب بسبب وجود نسبة كبيرة من يهود إسرائيل من أصول مغربية.. وأيضاً ربما نجد تشدداً سوريا رافضاً لفكرة التطبيع، بحكم أن سوريا ودمشق بالذات كانت هى من ترفع راية النضال ضد إسرائيل.. تليها العراق.. ولكن ألا نرى ومنذ سنوات أن هناك علاقات «فلسطينية- إسرائيلية» ولقاءات وتبادل زيارات وإذا كان هذا يتم بين أقرب طرفين للقضية.. فلماذا لا تتم عمليات التطبيع بين إسرائيل وغيرها من الدول العربية؟.

■ حقاً جيلنا يعيش الآن حالة من التمزق الفكرى والعقائدى ما بين شدة العداء لإسرائيل.. ثم سرعة إتمام عمليات التطبيع معها.. أم أن القضية كلها قد تم تجميدها بشرط موافقة إسرائيل على فكرة الدولتين- واحدة إسرائيلية وأخرى فلسطينية- وأن ذلك هو ما يصنع السلام.. حقاً كم نتمزق.

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …