الرئيسية / الرئيسية / تقرير: هل أغلقت إيران باب التفاوض في الملف النووي؟

تقرير: هل أغلقت إيران باب التفاوض في الملف النووي؟

الشرق اليوم- أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في ظل الحديث عن فرص التقارب بين إيران وأمريكا في حال فاز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية أن طهران لن تعيد التفاوض على الاتفاق النووي، حتى لو فاز  بايدن بتلك الانتخابات.

وشدد ظريف على أن “التعامل مع الولايات المتحدة سيختلف عندما تتوقف عن سياساتها المدمرة تجاه إيران بغض النظر من يحكم البيت الأبيض”. وصوت الناخبون الأمريكيون اليوم الثلاثاء في الاقتراع النهائي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، للاختيار بين ترامب وبايدن.

طاولة المفاوضات

وأفاد الوزير الإيراني بأن “إيجاد طريق للتعامل مع واشنطن يكون عن طريق عودتها إلى طاولة المفاوضات السابقة وليس التفاوض مجددا على الاتفاق النووي”، موضحا أن “العقوبات الأمريكية أضرت بإيران لكنها لم تؤدي إلى التغيير السياسي الذي سعت إليه واشنطن”.

وصرح الدبلوماسي الإيراني: “نتوقع من بايدن أن ينتهج سلوكا مختلفا عن ترامب مع إيران في حال فوزه في الانتخابات”، مشيرا إلى أن “بايدن يدرك أن إيران تعيد التفاوض على الاتفاق النووي، لذا قال سابقا إن ترامب يمكنه انتهاج سلوك مختلف مع إيران”.

وأكد في السياق نفسه أن “إيران لا تتدخل في الانتخابات الأمريكية، و(الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب هو الشخص الوحيد الذي وجه أكبر الإهانات وأكثرها تأثيرا للنظام الانتخابي الأمريكي”، مبينا أن حديث الرئيس الأمريكي ترامب عن انتهاكات والتشكيك في الأصوات البريدية يضعف الديمقراطية الأمريكية.

مناورة سياسية

مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا، قال إن “الموقف الإيراني الذي أعلنه ظريف يدخل في خانة المناورات السياسية التي تقوم بها حاليا الدبلوماسية الإيرانية، وهي لا تريد أن تعطي انطباعًا بأنها تركض وراء إعادة صياغة الاتفاق الذي وقعته مع المجموعة الدولية عام 2015”.

وأضاف في تصريحات، أن “إيران تريد أن ترسل رسائل بأن الاتفاق النووي كان أكثر ما يمكن أن تقدمه من تنازلات، حتى لا يستغل من يدعي إلى إعادة كتابة الاتفاق سواء على المستوى الأمريكي أو الأوروبي، ويضغطون بطريقة إضافية على الاقتصاد الإيراني”.

وتابع: “ظريف يريد أن يترك للدبلوماسية الإيرانية هامش من المناورة لتقديم تنازلات محتملة في حال فاز بايدن، أو حتى ترامب بالانتخابات الأمريكية، لأن هناك رهانًا وشبه إجماع أمريكي لإعادة النظر في بنود الاتفاق النووي”.

وأكد أن “التصريحات موجهة أيضا للاستهلاك الداخلي، ولحلفاء إيران في المنطقة، بأنها لن تتنازل، لكن في الواقع السياسي هناك تنازلات حتمية سوف تقدمها الدبلوماسية الإيراني، إذا أرادت إعادة خيوط الحوار والتفاهم مع المجموعة الدولية”.

وأنهى حديثه قائلًا: “المطلوب حاليا أوروبيا وأمريكيا توسيع دائرة الاتفاق ليشمل البرنامج الباليستي الإيراني والأنشطة الإيرانية في المنطقة، وفي النهاية الكل يعرف أن هناك وقتًا ستقدم فيه إيران تنازلات”.

رؤية إيرانية

من حانبه، قال محمد غروي المحلل السياسي الإيراني، إن “قيام ترامب بالخروج من الاتفاق النووي خطوة كبيرة لا يعوضها أي تفاوض، وكل ما يسعى إليه الإيراني هو الحفاظ على الاتفاق النووي”.

وأضاف في تصريحات، أن “الضربة الكبيرة التي وجهها ترامب للاتفاق النووي خسر منها كل الأطراف، وكانت الإدارة الأمريكية تتوقع أن تكون إيران هي الخاسر فقط، لكن الجميع بات في موضع الخاسر”.

وتابع: “كل ما تطلبه إيران أن تلتزم الأطراف بالاتفاق النووي، وتعود أمريكا وعدم وضع أي شروط جديدة، سواء فاز ترامب أو بايدن، كل ما يعني إيران الآن بناء حوار جدي بين الأطراف، ويكون الاتفاق أرضية مناسبة ومجالا هاما للحوار والنقاش فيما بين الأطراف الأمريكية والأوروبية”.

واستطرد: “عدا ذلك لا أتوقع أن تفتح مجالا للتفاوض، حيث لا تقبل طهران بالمساس بأي بند من بنود الاتفاق، ولا تقبل الدخول في مفاوضات جديدة، أو أن يحاول أحد الزج بموضوعات جديدة، مثل الصواريخ الباليستية، أو التوسع الإيراني في المنطقة”. 

وأنهى حديثه قائلًا: “القيادة الإيرانية ترى أن السياسة الأمريكية تجاه إيران والشرق الاوسط ثابتة، ولا يمكن أن تتغير سواء إن فاز بايدن أو ترامب”.

وتقول واشنطن إنها فعلت “آلية الزناد /العودة للوضع السابق” في الاتفاق النووي الإيراني، والتي تقضي بمعاودة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران، ولكن باقي أطراف الاتفاق النووي (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) ومعظم أعضاء مجلس الأمن الدولي، قالوا إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة يمكن أن تعاود فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، لأنها انسحبت من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 مع طهران.

وكانت إيران قد وقعت مع مجموعة (5 +1) اتفاقا عام 2015 يحد من تطوير برنامجها النووي، لكن ترامب، أعلن الانسحاب من الاتفاق.

المصدر: سبوتنيك

شاهد أيضاً

هل تواجه إسرائيل موجة أخرى من رفض الخدمة في جيشها؟

الشرق اليوم– رجحت صحيفة هآرتس أن تصل الأمور عاجلا أم آجلا، إلى النقطة التي يرفض …