الرئيسية / الرئيسية / تقرير: إيران تستعرض وتستفز.. ماذا تملك لمواجهة أمريكا؟

تقرير: إيران تستعرض وتستفز.. ماذا تملك لمواجهة أمريكا؟

الشرق اليوم- الضغط الأميركي يتزايد على إيران، والعقوبات تخنق النظام، فيما تحاول طهران المحافظة على صورتها أمام الموالين لها في الداخل والخارج، عبر الظهور بمظهر القوي الذي لم يتأثر بالعقوبات.

تصريحات المسؤولين تحمل شعارات واستفزازات للاستهلاك الشعبي، لكن على أرض الواقع الأمر مختلف، فالداخل الإيراني محتقن والاقتصاد منهار، فيما لا يملك إيران أية أوراق على الساحة الدولية.

ويقول تحليل لصحيفة جيروزاليم بوست إن طهران تستفز وترسل رسائل بأنها سترد وأن ملف سليماني لم يغلق بعد، لكن ماذا يمكن أن يفعل النظام الإيراني؟

التصريحات الرسمية من النظام خلال الأسابيع الماضية، تشي وكأن طهران لا تعاني من العقوبات الأميركية، ويبين النظام نفسه منتصرا على الغرب، وحتى أن طهران تروج أمام أتباعها بقدرتها على هزيمة الولايات المتحدة في حرب شبيهة بحربها مع العراق.

وفق التحليل الذي أعده، سيث جيه فرانتزمان، فإن إيران فقط تعول على رفض المجتمع الدولي لفرض عقوبات جديدة عليها،  وتحاول تعظيم الأمر من خلال مشاركتها في تدريبات عسكرية إلى جانب روسيا والصين وأرمينيا وبيلاروسيا وباكستان.

وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كان قد أجرى اتصالات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث ناقشا فكرة هامة بنظرهم، تتعلق بكيفية الابتعاد عن النظام العالمي الذي يقوده الغرب.

وبالعودة إلى التدريبات العسكرية المشتركة فتلمح إيران بأنها ستكون تجسيدا لنظام تحالف محتمل بين روسيا والصين وإيران، خاصة وأن طهران تستعد لشراء الأسلحة من موسكو وبكين.

الخطوة المقبلة لطهران، ستكون من خلال المزيد من زعزعة استقرار المنطقة، واستفزاز الدول الأخرى، ومحاولة كسب ود الأوروبيين بالانضمام لتحالفهم مع روسيا والصين.

طهران التي تعاني من اقتصاد منهار وعزلة دولية، تريد إبراز الدعم الروسي والصيني باعتباره انتصارا لها، ومن يتابع وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للنظام سيجد أنها تسلط الضوء على هذا الأمر بشكل يومي.

وفيما يتعلق بملف التسلح، يظهر التخبط الإيراني بشكل كبير، فهي تارة تقول إنها ستجري صفقات مع الصين وروسيا، وتارة تقول إنه لا حاجة لاستيراد الأسلحة فيمكنها أن تنتج ما تريده من السلاح، وستقوم بتصديره أيضا.

ما تقوم به إيران يشبهه التحليل بـ”أصوات الفرقة الموسيقية” والتي تقوم بتعظيم ما تريد إبرازه أمام أتباعها، سواء كان ذلك على المستويات الدبلوماسية أو العسكرية وحتى الاقتصادية.

الولايات المتحدة تعلم جيدا أهمية عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة واستمرار الحظر المفروض عليها، وذلك حتى لا تستمر في زعزعة الشرق الأوسط والعالم، وهو ما دفعها إلى إعلان عقوبات أميركية جديدة على طهران، تعاقب كل من سيتعامل مع نظام خامنئي، ومن يساهم في برامج طهران للتسلح النووية وحتى التقليدي.

وفي الوقت الذي تعمل ماكينات إيران الإعلامية على الترويج بأنها منتصرة أمام الغرب، إلا أن الواقع يكشف غير ذلك، وهو ما تحدث به ممثل طهران أمام المحكمة الدولية، حميد رضا علومي يازدي، بأن العقوبات تسبب “صعوبات ومعاناة” حيث تشهد البلاد تراجعا قياسيا في حجم التجارة الإيرانية وتضاعف أسعار المواد الغذائية تقريبا.

وزاد فيروس كورونا المستجد من صعوبات البلاد الاقتصادية التي كانت أغلقت مؤقتا في مارس المتاجر غير الضرورية وسط عجز النظام عن مواجهة تبعات تراجع قيمة العملة والتضخم في البلاد.

لكن يبقى العامل الأبرز في تدهور الأوضاع المعيشية في إيران، هو الفساد المستفحل في مؤسسات النظام، وسيطرة الحرس الثوري على مفاصل الدولة، والإنفاق الكبير على الميليشيات والمسلحين الموالين لطهران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وهذا الواقع يتزامن مع إهمال الحكومة للبنى التحتية والخدمات وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، ما يجعل ظروف المعيشية قاسية على عامة الناس الذين خرجوا في الأشهر الماضية إلى الشوارع غاضبين مطالبين برحيل نظام خامنئي.

شاهد أيضاً

الحرب حطمت أحلام الشباب السودانيين لكنها لم تطفئ آمالهم

الشرق اليوم– عندما اندلعت “الثورة” عام 2018 في السودان لم يكن عمر عوشاري يتخيل أنه …