الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: مازن صاحب
الشرق اليوم- ينتظر أن تقدم الحكومة ممثلة باللجنة الاقتصادية ورقة الاصلاح الاقتصادي المتأخرة أصلا.. هناك أكثر من سبب لهذا التأخير تتمثل في الاختلاف ما بين الموقف المهني الداعي لاتاخذ إجراءات كفيلة بوقف الهدر في إدارة المال العام وهي إجراءات توصف من أحزاب مفاسد المحاصصة بكونها (جراحة بالساطور) على تعبير أحدهم في جلسة مناقشة خاصة لما يمكن أن يقدمه وزيري المالية والتخطيط في هذه الورقة التي يمكن أن تبدأ في إجراءات تمس رواتب الدرجات الخاصة و(شلة الأنس) المحيطة بهم من حمايات واستخدام المرافق العامة وجوازات دبلوماسية وخلافه .
يضاف الى ذلك إلغاء ما يعرف بالتفرغ الحزبي أو ما يطلق عليه بالفضائيين حيث أغلبية موظفي المقرات الحزبية إنما هم موظفون في الدولة وينطبق هذا على الحمايات الشخصية لقيادات حزبية ناهيك عن المتقاعدين منهم بما يتطلب الفصل بين الوظيفة العامة والوظائف الحزبية .
فضلا على إعادة نظر شاملة بأملاك الدولة التي تشغلها هذه الأحزاب برخص التراب.. بل وتشغلها لصالح لجانها الاقتصادية!!
البعض من القيادات البرلمانية يرى في توصيات مفترضة يتوقع طرحها في ورقة الإصلاح الاقتصادي قد تستهدف الأصول الاقتصادية للأحزاب التي وظفت مفاسد المحاصصة لتمويل نشاطاتها عبر اللجان الاقتصادية.. أو استهداف ممثلين لها من كبار رجال الاعمال وكل منهم محسوب على هذا الحزب أو ذاك .
ما يمكن تأكيده أن كل ما يمكن أن يرد في هذه الورقة سيواجه بغضب غير معلن داخل اروقة مجلس النواب بل حتى خارجه .
وستكون أول التهم أنها ورقة انتخابية ربما يستخدمها رئيس الوزراء الكاظمي لكسب الشارع الانتخابي والحد من نفوذ منافسين له في الانتخابات المقبلة .
معضلة البعض من النخب المثقفة أنها تطالب جياع الشعب التظاهر بشكل حضاري للضغط على الحكومة والبرلمان للموافقة على وصفة (الجراحة بالساطور) لمعالجة الترهل الوظيفي ونتائج مفاسد المحاصصة.. وكأنهم ملكة فرنسا، ماري انطوانيت، عندما طلبت من الجياع أكل الكيك اذا لم يجدوا الخبز قبل اقتحام سجن الباستيل.. ولله في خلقه شؤون !!
