الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: مازن صاحب
الشرق اليوم- أول فكرة للإصلاح أن يقوم الإنسان بإصلاح نفسه وتهذيبها ثم إصلاح أهل بيته وصولا الى إصلاح المجتمع وفق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولكن واقع اليوم يتطلب توضيح الواضحات.. حتى بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فهذا الحزب ربما يرى المعروف في علاقة مع واشنطن مقابل الآخر الذي يرى فيها شيطان رجيم.
السؤال كيف يمكن للعراق واهله الخروج من هذا المطب العقائدي.. في نظام سياسي برلماني ؟؟؟
لحصر الإجابة في كلمات معدودة يبدو من الممكن القول:
أولا: لا بد من تقديم المشتركات المجتمعية على المختلف الحزبي العقائدي.. وكلما تعمقت هذه المشتركات زادت قدرة الأحزاب على نزع معطف العقائد ولباس التنمية المجتمعية التي تنتج نظاما سياسيا متماسكا والعكس صحيح !!…
واقع الحال أغلب الأحزاب السياسية تغادر هذه المنصة المهمة في إدارة الدولة وتكتفي بالمناكفات العقائدية.. من دون البحث عن المشتركات إلا ما يصب بمصلحتها خلال مساومات تشكيل حكومة جديدة ما بعد كل انتخابات برلمانية.
ثانيا: لست من الداعين إلى إلغاء الأحزاب العقائدية بل من الراغبين أن تكون عقائد الأحزاب العراقية مقبلة على تنمية مجتمعية سياسية تستجيب لمعايير التنمية المستدامة.. وتحقق الرفاهية والازدهار لجمهورها ومجتمعها على حد سواء.. نعم.. جميع العقائد الإنسانية محترمة ولا يمكن في دولة برلمانية إلغاء الأخر وفق أية منطق بل حتى حقوق الأقليات محفوظة..
ثالثا: المطلوب ليس تجديد شخوص قيادات الأحزاب والثبات على تطبيقات عقائد حزبية متضاربة.. بل مطلوب أن توضع سياسات حزبية مرحلية تتناسب مع ما وصفته بتوضيح الواضحات.. كون الإعلام الاجتماعي في مواقع التواصل قد أنهى بشكل كامل إمكانية ازدواجية المواقف بين خطاب يوجه لجمهور الحزب وخطاب يطرح على طاولة المفاوضات لتشكيل حكومة برلمانية!!
رابعا: هناك مراحل تاريخية مفصلية في حياة الشعوب والأمم ومنها الشعب العراقي.. وهذا يدعو الأحزاب الى إعادة النظر الجوهرية المتكاملة في المنهج والأساليب والفصل بين سلطان الحكم كهدف مطلوب الوصول إليه.. وبين قيمة وجود الحزب الفكرية أمام جمهوره المطالب بالتنمية المستدامة.. وهذا يتطلب على جميع الأحزاب أن تعقد مؤتمرات للهيئة العامة لفهم نبض الشعب ومقاربته مع نبض الفكر الحزبي لأي منها.. من دون ذلك سرواله طوفان شعبي بعناوين مختلفة أبرزها ثورة الجياع والعراق يواجه تحديات الأسوأ في أزمات مالية ونتائج جائحة كورونا في خضم واقع أفرزته مفاسد المحاصصة جعل الحكومة تقترض لدفع رواتب الموظفين!!!
هل تستجيب الأحزاب لمثل هذه الدعوة في توضيح الواضحات!!! لله في خلقه شؤون!!!
