الرئيسية / الرئيسية / العراق ما بعد الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي!!

العراق ما بعد الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي!!

بقلم: مازن صاحب 

الشرق اليوم- غاب قمر العرب وما زالت العتمة تستر فجور المشروع الاسرائيلي في الشرق الأوسط الكبير.. ولن يكن الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي غير نقل (التفاهمات) على سرير واشنطن إلى إعلان رسمي بعنوان براق لمنع ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، فلجم رئيس وزراء إسرائيل هذا العنوان بتصريح وقح أعتبر الموضوع مجرد تعليق وقتي!! 

أذكر مقالة للشاعر نزار قباني وصفت اجتماعات كامب ديفيد، بين السادات وبيغن برعاية الرئيس كارتر بأنها نزهة غلواء في عهر العروبة!! 

يوم زيارة السادات لإسرائيل.. وفي أيام العيد.. مجرد هتاف لمواطن حول متنزه الزوراء إلى تظاهرة عفوية تندد وتهزج لفلسطين عربية !! 

اليوم ترددت في كتابة هذه السطور.. ربما سيكون هناك من يتهمني بشتى أنواع الاتهامات إذا ما هتفت.. فلسطين عربية !! 

السؤال .. لماذا حدث هذا التغيير ؟؟ وكيف تحولت العروبة من أهداف مصيرية لنصرة فلسطين إلى عار يحترب بعناوين مختلفة ؟؟ 

الإجابة تبدأ دائماً بالتخلف والجهل.. فالأنظمة العربية لم تحاول صناعة المستقبل واكتفيت بهموم العروش.. وتحالفات تحافظ على هذا الوجود.. حتى اعتبرت جميع الأخطاء لحروب فاشلة منذ حرب 1948 لتحرير فلسطين ثم  1956 مرورا بحرب اليمن وتوريط الجيش المصري ثم نكسة 1967  وأخيرا حرب 1973 كل منها لم تنته الى تحرير فلسطين بل إلى ترسيخ ثقافة التسلط ما بين عروبة البترودولار وعروبة تبحث عن لقمة الخبز بطعم ذلة الحاجة في هذه الممالك النفطية.. ولم يكن المستفيد من ريع النفط غير الشركات متعددة الجنسيات.. التي تدير هذه الممالك !! 

ثم حصل التغيير بعد الانكفاء الأمريكي في فيتنام واعتبار الشرق الأوسط مركز للاهتمام في الأمن القومي الأمريكي وهكذا بدأت لعبة الدومينو في أيران ثم انتقال التهديد من نموذج الصراع العربي الإسرائيلي إلى نموذج الصراع الطائفي بين تصدير الثورة الايرانية التي وجدت مشايخ الخليج العربي في تمويل الحرب الايرانية العراقية نموذجا للدفاع عن العروبة!!.

 وارتدت نتائجها في حرب الكويت وصولا إلى أحداث أيلول في تفجير البرجين كواحد من نماذج إذكاء الحرب الأصولية وانتشار تنظيم القاعدة الإرهابي موظفا أكثر نماذج الحرب المتوحشة تضليلا.. فيما نجحت واشنطن في احتلال العراق وإعادة هندسة مشروع الشرق الأوسط الكبير.. بحروب طائفية أوجدت لها فرصة الظهور من خلال ما عرف بالربيع العربي.. فيما وأصلت إسرائيل مشروعها لإدارة اقتصاد الشرق الأوسط على ركام نتائج الحروب الطائفية وبدأت تجني ثمارها .

هل كل ذلك ضمن نظرية المؤامرة؟؟ 

كلما أوصف في مقالاتي مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت و الاجندات الإقليمية والدولية للأحزاب المهيمنة على السلطة في عراق اليوم بأنها مجرد بيادق على رقعة الشطرنج الاسرائيلية ومشروعها في محو العراق واستبداله بنوع آخر قابل للتطبيع مع الأهداف المرجوة في مشروع الشرق الأوسط الكبير.. ينبري أحدهم مدافعا عن مفاسد المحاصصة وعن هويات المكونات باعتبار أن الهند مثلا متنوعة القوميات والاثنيات.. ويجد في مضمون ولائية أحزاب مفاسد المحاصصة لأجندات إقليمية ودولية تتصارع بالوكالة في العراق نوعا من مشروع المقاومة والممانعة.. السؤال اليوم . كيف إذا وافق برلمان إقليم كردستان على التطبيع العلني مع إسرائيل ؟؟ 

ما الموقف من صمت برلماني ربما يخجل في البرلمان الاتحادي حتى من إدانة مباشرة للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي؟؟ وربما هناك من يدعو إلى استثمار هذا التطبيع للحصول على  مساعدات إماراتية لمعالجة العراقيين من وباء كورونا؟؟ 

هذه نتيجة مطلوب التوقف عندها بقوة لتحديد هوية وطنية عراقية جامعة شاملة بامتياز.. تمثل العراق وطن الجميع.. عندها فقط وأكرر فقط.. يعلن الموقف الرسمي الحقيقي للدولة العراقية في سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية وهذا ما يجعل مثلي وغيرنا.. يترقب حقيقة الموقف وليس بيانات تعلن فيما تجري الاتفاقات من تحت الطاولة.. فزيارات هذا أو ذاك لإسرائيل لم يكن الإعلان عنها مجرد مزاج شخصي بل نقلة بيدق على رقعة المخطط الإسرائيلي في العراق.. ولله في خلقه شؤون!!!

شاهد أيضاً

كيسنجر يطارد بلينكن

بقلم: غسان شربل – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم- ذهب أنتوني بلينكن إلى جامعة هارفارد. …