الرئيسية / الرئيسية / الصراع الوجودي للدولة في العراق

الصراع الوجودي للدولة في العراق

بقلم: شيروان الشميراني

الشرق اليوم– بما لديه من حس استخباري و قيادته لجهاز المخابرات و المعلومات التي تتوفر لديه و تأتيه باستمرار، تمكن القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، من مسك المتسببين في احداث الخروقات الامنية و جعل الدولة أقل مرتبة و شأنا فيما يمكن اعتباره التلبس بالجرم، ففي عملية جريئة جدا و ناجحة ليلة الخميس بتأريخ 25-6-2020 القت قوات مكافحة الارهاب القبض على مطلقي الصواريخ على المنشآت العسكرية العراقية و السفارات و المنطقة الخضراء حيث الحكومة كل الحكومة هناك، و هي بداية تساعد على استعادة هيبة الدولة و تنفيذ ما كل الحكومات السابقة تتغنى به من دون التنفيذ – حصر السلاح بيد الدولة-، المبدأ الذي لا يتختلف عليه إثنان في هذا العالم..

مما تم الكشف عنه هو مستودع او معمل لصناعة الصواريخ في موقع تابع كتائب حزب الله العراقي- الولائي-، و هو أمر بالغ الخطورة، مصنع للصواريخ خارج مؤسسات الدولة و علمها، تستعمل خارج سياسات الدولة و نهجها..
إن ما كشفت عنه هذه العملية هو:-

هيئات مسلحة لا تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة العراقية، لكنها تريد الشرعية القانونية من الدولة و التمويل كذلك من الميزانية العامة، تريد فرض رؤيتها على الدولة و تشكل كيانات موازية للقوات المسلحة العراقية، تكون امتدادا لأطر إقليمية و تقفز على الاستراتيجيات المرسومة للدولة ..

هذه الهيئات تتحدى الدولة، و ترى نفسها فوق القانون، و ان خطوط تحركات القوات المسلحة العراقية و القوانين النافذة بحقها لا تشملها، و في حال اقدام مؤسسات الدولة على التعامل معها رغما عنها، ستتمرد، و تتحدى، و تلوح بإستعمال القوة ضد الاجهزة الرسمية للدولة.. إذا كان هؤلاء يتحركون كما يقولون تحت المظلة القانونية للدولة، إذن عليهم الامتثال للأوامر الصادرة بحقهم و الدفاع عن انفسهم حسب الأصول المتبعة، و القضاء عليه ان لا يكون خاضعا للإرادة السياسية كما كان يحدث في السنوات الفارطة…

إن المعني بالتحقيق و المحاكمة و القرارت ليست القيادة العامة للقوات المسلحة و مؤسساتها، بل بما تمتلك هي من مؤسسات و دوائر و لجان، فلا يجوز لجهاز مكافحة الارهاب التعامل معها، بل مؤسستهم الامنية ففقط، في انعكاس للعقلية القبلية و محاولة اسقاطها على الدولة، أو اسقاط نماذج اخرى في دول عربية على الحالة العراقية رغما عن الجميع …

إن بسط سيطرة الدولة و إنقاذ ما تبقى منها، واعادة الحياة اليها و تقويتها، من الامور الضرورية، لانها انقاذ للشعب العراقي كله من التهديدات و التدخلات غير القانونية التي تعتمد على نشر الرعب، ليس في الإنتخابات وحدها بل في اتخاذ القرارت و التأثير عليها حتى غير السيادية على مستوى الدوائر المحلية في المدن و البلدات – الأقضية و النواحي-، حيث تسيطر هؤلاء بقوة السلاح- المشرعن – لأعمال غير شرعية، اصبحت الامور كمن يملك قبيلة و من لا يملك قبيلة تدافع عنها. و اجمل تعبير هو السلاح السائب، حيث الحكومات السابقة تعاملت معها على اساس المصلحة الحزبية المكوناتية وليست الوطنية، و توظيفها في الكسب الإنتخابي و إغراقها بالاموال الى ان فرغت الخزينة العامة للدولة ..

بعد هذه العملية، و بعد إثبات الحكومة جديتها في العمل كدولة، يجب عليها الثبات، و عدم الإهتزاز أمام التهديدات، على القيادة العامة للقوات المسلحة ان لا تتراجع، فالمضي على هذا الخط و تجاوز الخط الامامي و كسره، هو أهم مرحلة و اخطرها، إن إستمرت الدولة على هذا المسار، فان الامور تليين امامها و تكون قادرة حتى على إجراء الاصلاحات الإقتصادية، لان كما كبيراً من موارد الدولة تذهب بالسطو عليها في المنافذ و الشركات النفطية، فضبط القوى المنفلتة، ينتج عنه السيطرة على كل شيء، و مسك مفاصل القوة العسكرية و الاقتصادية و الاعلامية ، اما في حال التراجع، أو كما قيل تقديم الاعتذارات، و اطلاق السراح بعد القبض المباشر، فان الدولة تتكسر تحت اقدام الاخرين، و تذهب الى الفناء التام، يكون البلد تحت رحمة من بيده السلاح.

شاهد أيضاً

اعتقال “بحمدنة” أحد أبرز المطلوبين الأمنيين في درعا

الشرق اليوم– أعلن المقدم علاء الأكراد، مسؤول الأمن العام في مدينة درعا، إلقاء القبض على …