الرئيسية / الرئيسية / أحمد راضي.. والوجع العراقي المستمر

أحمد راضي.. والوجع العراقي المستمر

بقلم: أردلان حسن

الشرق اليوم- عندما اتصلت بي اختي من أربيل وقالت لي إنها تبكي منذ يومين حزنا على أحمد راضي، مع أنها لا تشاهد كرة القدم ، لم أقدر أن اتفوه بكلمة، بل حزنت بصمت..

وعندما اتصلت بأخي في السويد وهو أيضاً لا يقوى على الكلام حزنا على احمد راضي، تفهمت الموضوع فهو كان زميلاً له في كلية التربية الرياضية آنذاك ..

اتصلت بصديقي حسن جمعة؛ لأطمئن عليه وهو في كركوك، قال لي: زوجتي والاولاد وأنا وكل كركوك يملؤهم الحزن على أحمد راضي ..

في برلين، أصدقائي الذين لم يهتموا بكرة القدم أبدا، يتحدثون عن رحيل أحمد راضي بكل أسى ..

وكذلك الشاعرة المتميزة ست حنان من أريزونا / أمريكا، قالت إنها تبكي فقداننا احمد راضي مع اختها منذ يومين ..

من مانشستر، صديقي سيد شوان متأثر جدا منذ سماعه خبر رحيل الكابتن ..

بل هناك أصدقاء لي في مخيمات إغاثة ولاجئين يعيشون في أصعب الظروف، يبكون أحمد راضي رغم كل أحزانهم ومصاعب الحياة ..

في الصومال والهند يوزعون القرآن ثوابا لأحمد راضي ..

الأردن وسوريا وقطر والكويت وكل الوطن العربي حزين على أحمد راضي، 400 مليون عربي حزين وهذا يحدث لأول مرة أن يجتمعوا وينفقوا على حدث وإن كان حزينا ..

الاتحاد الدولي وأندية العالم والدوريات الأوروبية تنعي احمد راضي ..

ملك الأردن وغيره من الملوك والزعامات وشيوخ يترأسون ممالك ودول وعشائر يعزون عائلته والعراق برحيل احمد راضي ..

الاختلاف على احمد راضي، هو ليس اختلافا على دينه وحبه للوطن واخلاقه العالية وقلبه الكبير، بل فقط على كمية الحب له، فهناك من يحبه بقدر ابيه وامه واولاده وهناك من يحبه بقدر اخوته، اذا كل الناس متفقين على محبته وهذا هو الفوز العظيم لكل إنسان..

كل بيت عراقي، احمد راضي فرد فيه، وأحد الاخوة أو الابناء في البيت، وفي كل بيت هناك صورة له ..

هذه المحبة هي من الله، لا أحد يقدر أن يشتريها أو يطلبها بنفسه أو يتمناه، بل هي فضل من الله ينعمها على اقرب الناس إليه بدون حساب، وأحمد راضي كان من قلائل الناس في تاريخ البشرية الذين أنعم الله عليهم بهذه النعمة ..

أن تكون مصدرا للفرح والبسمة أينما كنت، فهذه ماركة مسجلة باسم احمد راضي في العراق منذ أول ظهوره كلاعب وشخصية اجتماعية محبوبة ..

الله يرحمك يا احمد راضي وجعلك قبرك روضة من رياض الجنة وألهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان.

شاهد أيضاً

أميركا إذ تتنكّر لتاريخها كرمى لعينيّ نتنياهو

بقلم: راغب جابر- النهار العربيالشرق اليوم– فيما تحارب إسرائيل على أكثر من جبهة، تزداد يوماً …