الرئيسية / الرئيسية / مترجم: ترامب يهدد السعودية بإيقاف الدعم العسكري الأمريكي إذا لم توقف إمدادات النفط

مترجم: ترامب يهدد السعودية بإيقاف الدعم العسكري الأمريكي إذا لم توقف إمدادات النفط

BY: Timothy Gardner & Steve Holland & Dmitriy Gidanikov & Rania El Gammal – Reuters

الشرق اليوم- بينما كانت الولايات المتحدة تضغط على السعودية لإنهاء حرب أسعار النفط مع روسيا، وجه الرئيس دونالد ترامب، إنذاراً للقادة السعوديين.

حيث قالت أربعة مصادر مطلعة على التطورات: إن ترامب قال لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مكالمة هاتفية في 2 أبريل، إنه إذا لم تبدأ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خفض إنتاج النفط فلن يكون بوسعه منع أعضاء مجلس الشيوخ من تمرير تشريع لسحب القوات الأمريكية من المملكة.

ولم يسبق أن وردت تقارير عن مثل هذا التهديد بإنهاء التحالف الاستراتيجي الذي بدأ قبل 75 عاماً. حيث كان التهديد محورياً في حملة الضغط الأمريكية التي أدت إلى اتفاق عالمي تاريخي لخفض إمدادات النفط في وقت انهار فيه الطلب بفعل جائحة كورونا، وسجلت نصراً دبلوماسياً للبيت الأبيض.

وقد وجه ترامب الرسالة لولي العهد السعودي، قبل عشرة أيام من الإعلان عن تخفيضات الإنتاج. وقال مصدر أمريكي أطلعه مسؤولون كبار في الإدارة على ما دار من حوار إن ولي العهد تفاجأ بالتهديد حتى أنه أمر مساعديه بالخروج من الغرفة لكي يتمكن من مواصلة الحوار سراً.

وأبرزت هذه الخطوة رغبة ترامب القوية في حماية صناعة النفط الأمريكية من انهيار تاريخي للأسعار في وقت أوقفت فيه الحكومات النشاط الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم لمحاربة فيروس كورونا. كما عكست تراجعاً مهماً من جانب ترامب عن انتقاداته المتواصلة منذ فترة طويلة للتكتل النفطي الذي كان الرئيس الأمريكي يهاجمه لأنه رفع تكاليف الطاقة على الأمريكيين بتخفيضات الإنتاج التي عادة ما كانت ترفع أسعار البنزين. أما الآن فقد أصبح ترامب نفسه يطلب من أوبك خفض الإنتاج.

وقال مسؤول أمريكي رفيع: إن الإدارة أبلغت القادة السعوديين أه إذا لم يتم خفض الإنتاج “لن يكون هناك سبيل لمنع الكونغرس الأمريكي من فرض قيود قد تؤدي إلى سحب القوات الأمريكية”. ولخص المسؤول الحجة الأمريكية التي نُقلت عر قنوات دبلوماسية مختلفة بأنها رسالة للزعماء السعوديين بأنه: “نحن ندافع عن صناعتكم بينما أنتم تدمرون صناعتنا”.

وعندما سئل ترامب عن المحادثات التي تناول فيها الرئيس عدداً من الموضوعات المتعلقة بالجائحة إذا كان قد أبلغ ولي العهد السعودي بأن الولايات المتحدة قد تسحب قواتها من المملكة قال ترامب: “لم تكن هناك حاجة لأقول له لذلك”.

وأضاف: “اعتقدت أنه هو والرئيس بوتين، فلاديمير بوتين، كاننا عقلانيين جداً،  فقد كانا يعلمان أن لديهما مشكلة، ثم حدث هذا”.

وعند سؤاله عمّا قاله لابن سلمان قال ترامب: كانا يواجهان صعوبة في إبرام اتفاق. وقد أجريت معه اجتماعاً عبر الهاتف، واستطعنا التوصل لاتفاق” على تخفيضات الإنتاج.

ولم يرد المكتب الإعلامي في الحكومة السعودية على طلب للتعليق.

وشدد مسؤول سعودي طلب عدم نشر اسمه على أن الاتفاق يمثل إرادة جميع الدول في مجموعة أوبك+ المنتجة للنفط التي تمثل أوبك وتحالفاً تقوده روسيا.

وقال المسؤول السعودي الذي امتنع عن التعليق على النقاش بين القيادات الأمريكية والسعودية “أدت السعودية والولايات المتحدة وروسيا دوراً مهما في اتفاق أوبك+ لخفض إنتاج النفط، لكنه لم يكن ليحدث لولا تعاون الدول الثلاثة والعشرين التي شاركت في الاتفاق”.

وقبل أسبوع من مكالمة ترامب مع ولي العهد السعودي، كان السناتوران الجمهوريان كيفن كريمر، ودان ساليفان، قد اقترحا تشريعاً لسحب كل القوات الأمريكية وصواريخ باتريوت ونظم الدفاع المضاد للصواريخ من المملكة ما لم تخفض السعودية إنتاج النفط. وكان هذا الاقتراح يلقى تأييدا متزايدا وسط غضب في الكونغرس بسبب حرب أسعار النفط التي نشبت بين السعودية وروسيا في توقيت سيء. وكانت المملكة أطلقت الإنتاج في شهر أبريل وأغرقت الأسواق بالنفط الخام بعد أن رفضت روسيا زيادة تخفيضات الإنتاج تماشياً مع اتفاق سابق مع أوبك لتقليص الإمدادات.

وفي 12 أبريل، وتحت ضغط من ترامب، وافقت أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم خارج الولايات المتحدة على أكبر تخفيض في الإنتاج على الإطلاق. فقد قلصت أوبك وروسيا ومنتجون متحالفون معهم الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يومياً، أي حوالي عشرة في المئة من الإنتاج العالمي. وكان مصدر نصف هذه الكمية هو تخفيضات قدرها 2.5 مليون برميل يومياً من كل من السعودية وروسيا اللتين تعتمدان على إيرادات النفط والغاز في تمويل ميزانيتيهما.

ورغم الاتفاق على خفض عُشر الإنتاج العالمي واصلت أسعار النفط تراجعها إلى مستويات تاريخية متدنية. وهبط الخام الأمريكي في العقود الآجلة إلى دون الصفر في الأسبوع الماضي عندما اضطر البائعون لدفع المال للمشترين لتجنب تسلّم كميات من النفط لا توجد لديهم أماكن لتخزينها. وتراجعت عقود برنت الآجلة مقتربة من 15 دولاراً للبرميل، وهو مستوى لم تشهده الأسواق منذ انهيار سعر النفط في عام 1999، بعد أن كان سعره في بداية العام 70 دولاراً.

ولكن من الممكن أن يؤدي اتفاق تخفيض الإمدادات في النهاية إلى ارتفاع الأسعار عندما تبدأ الحكومات في مختلف أنحاء العالم استئناف النشاط الاقتصادي ويرتفع الطلب على الوقود مع زيادة حركة السفر. وأياً كانت النتيجة، فإن المفاوضات تمثل استعراضاً غير عادي للنفوذ الأمريكي على إنتاج النفط العالمي.

وقال السناتور الجمهوري، كريمر: إنه تحدث مع ترامب عن تشريعٍ لسحب القوات الأمريكية من السعودية في 30 مارس، أي قبل ثلاثة أيام من اتصال الرئيس بولي العهد السعودي.

وعند سؤال وزير الطاقة الأمريكي، دان برويليت، عما إذا كان ترامب قد قال للسعودية إنها قد تفقد الدعم العسكري الأمريكي، قال: إن الرئيس من حقه استخدام كل الأدوات المتاحة لحماية المنتجين الأمريكيين بما في ذلك “دعمنا لاحتياجاتهم الدفاعية”.

وترجع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى العام 1945، عندما التقى الرئيس فرانكلين روزفلت، والملك السعودي، عبد العزيز بن سعود، على متن الطراد الأمريكي كوينسي. حيث توصل الاثنان إلى اتفاق: لحماية العسكرية الأمريكية مقابل الاستفادة من احتياطيات النفط السعودية. واليوم تنشر الولايات المتحدة حوالي ثلاثة آلاف جندي في المملكة، كما أن الأسطول الخامس الأمريكي يحمي صادرات النفط من المنطقة.

وتعتمد السعودية على الولايات المتحدة في الحصول على السلاح والحماية من الخصوم الإقليميين مثل إيران. إلا أن نقاط الضعف في المملكة انكشفت في أواخر العام الماضي في هجوم شنته 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ على منشآت سعودية رئيسية. وحمّلت الولايات المتحدة إيران المسؤولية، لكن طهران نفت تورطها فيه.

13 عضواً غاضباً في مجلس الشيوخ

رحّب ترامب في البداية بانخفاض أسعار النفط، وقال: إن أسعار البنزين الرخيصة تعادل خفضاً ضريبياً لأصحاب السيارات.

لكن ذلك تغيّر بعد أن أعلنت السعودية في منتصف مارس أنها ستنتج كمية قياسية تبلغ 12.3 مليون برميل يومياً، مما أطلق شرارة حرب الأسعار مع روسيا. وجاء طوفان الإمدادات في وقت أصدرت فيه الحكومات في مختلف أنحاء العالم أوامر للناس بالبقاء في البيوت، الأمر الذي سحق الطلب على الوقود وأوضح ذلك أن شركات النفط الأمريكية ستتضرر بشدة من انهيار أسعار النفط. فثار غضب أعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المنتجة للنفط.

وفي 16 مارس، كان السناتور كريمر، واحداً من 13 سناتوراً جمهورياً بعثوا برسالة إلى ولي العهد السعودي يذكّرونه فيها باعتماد المملكة الاستراتيجي على واشنطن. كما حثت تلك المجموعة وزير التجارة ويلبور روس على التحقيق فيما إذا كانت السعودية وروسيا تنتهكان قوانين التجارة الدولية من خلال إغراق السوق الأمريكية بالنفط.

وفي 18 مارس، أجرت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ تضم السناتور ساليفان، من ولاية ألاسكا والسناتور تيد كروز من ولاية تكساس، مكالمة هاتفية نادرة مع الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة. ووصف كريمر الحوار بأنه كان “قاسياً”، حيث شرح كل عضو من أعضاء مجلس الشيوخ الضرر الذي لحق بصناعة النفط في ولايته.

وقال كريمر: “لقد سمعَتْ ذلك من كل عضو من أعضاء المجلس، ولم يتردد منهم أحد”.

ولم ترد السفارة السعودية على طلبات للتعليق.

وقال كريمر: إن الأميرة نقلت تعليقاتهم للمسؤولين في السعودية، بمن فيهم وزير الطاقة. وقال السناتورات للأميرة: إن المملكة تواجه معارضة متصاعدة في مجلس الشيوخ للتحالف الذي تقوده السعودية ويخوض حرباً في اليمن ضد الحوثيين.

ويقول مسؤولون سعوديون وأمريكيون إن إيران تسلّح الحوثيين، بينما تنفي طهران ذلك. وفي العام الماضي ثبتت أهمية دعم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للسعودية في اليمن. حيث أيد مجلس الشيوخ اعتراضات ترامب على عدة اقتراحات بإنهاء مبيعات السلاح الأمريكية وغيرها من أشكال الدعم العسكري للسعودية، وسط مشاعر الغضب جراء الصراع في اليمن الذي تسبب في سقوط أكثر من 100 ألف قتيل وأدى إلى أزمة انسانية.

وقال كريمر: إنه أجرى اتصالاً هاتفياً بترامب يوم 30 مارس، أي قبل أسبوع تقريباً من طرحه هو والسناتور ساليفان مشروع قانون لسحب القوات الأمريكية من السعودية. وأضاف كريمر: أن الرئيس عاود الاتصال به في اليوم نفسه في حضور وزير الطاقة برويليت والمستشار الاقتصادي الكبير لاري كدلو والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر.

وتابع كريمر “قلت إن الشخص الوحيد الذي لم تشركه في المكالمة وكان من الممكن أن يكون مفيداً جداً هو مارك إسبر” وزير الدفاع. وأضاف كريمر أنه يريد أن يتناول إسبر الكيفية التي قد يتم بها تحريك الأصول العسكرية الأمريكية في السعودية إلى أماكن أخرى لحماية القوات الأمريكية.

ولم يرد البنتاغون على طلب للتعليق حول ما إذا كان إسبر مشاركاً في مناقشات سحب الأصول العسكرية من السعودية.

الإذعان

جاءت دبلوماسية النفط التي اتبعها ترامب في سلسلة من المكالمات مع الملك السعودي، وولي العهد، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدءاً من منتصف مارس.

وأكّد الكرملين المحادثات التي جرت بين بوتين وترامب وقال: إنهما ناقشا أيضاً تخفيضات إنتاج النفط وجائحة كورونا.

وقال المصدر المطلع على المكالمة مع بن سلمان: “إن ترامب قال للأمير السعودي إنه سيتخلى عنهم في المرة التالية التي يدعم فيها الكونغرس اقتراحاً لإنهاء دفاع واشنطن عن المملكة. كما هدد ترامب علنا في أوائل أبريل بفرض رسوم على واردات النفط من السعودية وروسيا”.

وبعد المكالمة مع ولي العهد السعودي ومكالمة أخرى في اليوم نفسه مع بوتين نشر ترامب تغريدة قال فيها: إنه يتوقع أن تخفض السعودية وروسيا الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل في اليوم، الأمر الذي “سيكون رائعاً لصناعة النفط والغاز”.

وأكدت الرياض وموسكو في وقت لاحق أنهما استأنفتا المفاوضات.

وفي 3 أبريل، استضاف ترامب اجتماعاً في البيت الأبيض حضره أعضاء مجلس الشيوخ كريمر، وكروز، وساليفان، ومديرون تنفيذيون في شركات النفط من بينها إكسون موبيل، وشيفرون، وأوكسيدنتال بتروليوم، وكونتيننتال ريسورسز.

وخلال الجزء المفتوح من الاجتماع، قال كريمر لترامب: إن بإمكان واشنطن استخدام مليارات الدولارات التي تنفقها على الدفاع عن السعودية على أولويات عسكرية أخرى “إذا كان أصدقاؤنا سيعاملوننا بهذه الطريقة”.

وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط: إن احتمال فقدان الحماية العسكرية الأمريكية جعلت العائلة المالكة تذعن لمطالب ترامب.

وبعد مفاوضات طويلة ومتعثرة، تعهد كبار المنتجين بالخفض القياسي لتلقيص الامدادات بواقع 9.7 مليون برميل يومياً في شهري مايو ويونيو على أساس أن العوامل الاقتصادية ستؤدي إلى تقليص حوالي عشرة ملايين برميل أخرى يومياً من الإنتاج من دول أخرى من بينها الولايات المتحدة وكندا.

وأشاد ترامب بالاتفاق وصور نفسه على أنه من لعب دور الوسيط فيه. وقال في تغريدة: “بما أنني كنت طرفا في المفاوضات… الرقم الذي تتطلع أوبك+ لخفضه يبلغ 20 مليون برميل يومياً”.

ونسبت الرياض أيضا الفضل لنفسها، حيث قال وزير الطاقة الأمير عبد العزيز لرويترز في ذلك الوقت إن ولي العهد كان له “دور رئيسي في صياغة الاتفاق”.

شاهد أيضاً

لمناصرة غزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية

الشرق اليوم- تعصف الاحتجاجات بعدة جامعات في الولايات المتحدة وتتعرض احتفالات التخرج المقبلة لتهديدات من …