الرئيسية / الرئيسية / العراقي والثورة

العراقي والثورة

بقلم :نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- عودة بالذاكرة الى عام 2003 بداية احتلال العراق والتصور الذي كانت تحمله أمريكا عن شخصية الإنسان  العراقي في ضوء التقارير التي كانت تصلها من الأرستقراطيين المغتربين البعيدين عن الواقع العراقي والذين وصفوا الشعب العراقي وصفاً مشوشاً ومجحفاً غير دقيق ولا يعكس حقيقة الشخصية العراقية التي يشهد لها التاريخ عبر فترات الاحتلالات المتعاقبة عليه.

وبعد هذه السنوات المريرة التي عاشها الشعب في ظل الاحتلال  الامريكي  ، على المجتمع الدولي ان يفهم ان الانسان العراقي وخاصة الشباب ليس كما وصفته التقارير  المشبوهة بل ان الشباب العراقي اليوم وبعد ان انتفض من سباته ووجد احقيته  في التغيير وقيادة انتفاضة ثورية  عارمة اجتاحت معظم مدن العراق  معلنة رفضها القاطع والمبدئي لكل أشكال الطغيان والتعسف الاجتماعي والظلم الإنساني والغدر الحكومي والقسوة والعنف المستخدم من قبل أدوات السلطة الحاكمة ومليشياتها الولائية ، فالشباب العراقي اليوم اصبح حقيقة ثورية اذ منحتهم المعاناة والظلم والاستبداد قوة استثنائية للتضحية والتحدي  والوقوف بوجه الظلمة  ، هذه القوة التي تدعمها الروح الوطنية العالية والتي لونت ثورتهم السلمية باللون الابيض ثورة نريد وطن   وكسرت الحدود والحواجز النفسية لديهم وانطلقوا انطلاقة واسعة ليمثلوا كل الوان الطيف العراقي بمذاهبه وقومياته التي اصبحت انموذج يتحدث بها القاصي والداني  مما يدعو المنظمات الدولية للشباب ان تعيد  تقويمها  لدور الشباب في التغيير وفق استحداث برنامج توعوية وتطويرية لمهارات وطاقات الشباب في ضوء معطيات انتفاضة الشباب العراقي واعتمادها بمثابة  معايير للبناء الروحي والوطني ومحفزات على التغيير، إيمانًا منها بأن الشباب هم الادوات الحقيقية الواعدة للتغيير وتولي القيادة المجتمعية ، وكذلك على المجتمع الدولي ان يفهم ان المواطن العراقي اليوم غير المواطن العراقي بعد الاحتلال اذ اصبح خارج نطاق مناهج  الدراسات العلمية والنفسية والتحليلية في وصف الشخصية الانسانية فاستطاع بثورته المشروعة ان يصعق الفكر الغازي بصوت الحق الذي صدحت به حناجر الثوار ويهز مضاجع الطغاة المتسلطين  ويحدث  الارباك والتخبط بين السياسيين والغارقين في وحل الفساد  داخل العراق وخارجه فالشباب انتفض من اجل استرداد الوطن من قبضة المحتلين  وليس لديهم مشكلة مع الدين او اي طائفة  الا بعض رجال الدين الذين تستروا بالدين واستغلوه  لاجل مصالحهم الخاصة ونفوسهم المريضة واصطفوا مع الطغاة والمجرمين في تشويه صورة الثورة العراقية التشرينية وفي ذات الوقت استغلت ايران  هؤلاء المحسوبين على الدين والمذهب ونقاط الضعف لدى الجهلة المستسلمين لاجندتها والمنفذين لاوامرها لتمتد اذرعها باستخدام كافة الاسلحة لقمع هذه الانتفاضة الشبابية العراقية واوهمت البعض الذي انخدع باساليبها ونواياهاواستسلم لها والبعض الاخر الذي لايريد الاعتراف بانه مخدوع  بنوايا ايران وطمعها في العراق وهذا طابع في الشخصية العراقية والعربية المكابرة .

فحاولت ايران ان تحقق اهدافها في قمع ثورة الشباب لكنها جوبهت بثلاث مصدات رادعة لعنجهيتها وهذه المصدات:-من اجل استرداد حقوقه المشروعة .

١- فئة الشباب بنمط شخصيته الثورية الجديدة ذات الارادة القوية والتصميم على الانتصار  لتحرير وطنها واحداث التغيير الشامل والكامل في النظام السياسي.

٢- تكاتف النخب الواعية والمثقفة مع ثورة الشباب ورفدهم بالدعم الفكري و المادي والمعنوي واللوجستي وتعزيز ثورتهم  روحياً ونفسياً  للاستمرار وتحقيق النصر>

٣-المرجعية الدينية العليا ومراجع العراق الدينية المحبة للسلام والوسطية والعدل الالهي وتأييدها لثورة الشباب والشعب العراقي المظلوم.

وسيبقى الشباب العراقي شعلة وضاءة ومشعلا للحرية وصورة بهية للكفاح والجهاد في سبيل تحرير  الوطن واسترجاع حقوقه المشروعة .

شاهد أيضاً

الصين تؤكد أنه لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية

الشرق اليوم- أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم الجمعة، أنه لا يوجد علاج معجزة …