الرئيسية / الرئيسية / مترجم: كيف يمكن أن يصبح اليوان عملة عالمية

مترجم: كيف يمكن أن يصبح اليوان عملة عالمية

BY: Kimberly Amadeo – The Balance

خطة الصين لكي تحلّ عملتها محلّ الدولار الأمريكي

الشرق اليوم- ترغب الصين أن تحلّ عملتها، اليوان، محلّ الدولار الأمريكي لتكون العملة عالمية، ما سيمنحها المزيد من السيطرة على اقتصادها.

ومع تنامي القوة الاقتصادية في الصين، فإنها بدأت تتخذ خطوات لتحقيق ذلك. حيث ترى غالبية ضئيلة من المؤسسات الاستثمارية أن هذا أمرٌ لا مفر منه، ولكنها لا تدري متى سيحدث. فهل يمكن أن نرى التحول من عالم يهيمن عليه الدولار إلى عالم يهيمن عليه اليوان؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف ومتى سيحدث؟ وماذا ستكون العواقب؟

قبل أن يصبح اليوان عملة عالمية، يجب عليه أولاً أن ينجح بصفته عملة احتياطية. ما سيمنح الصين المزايا الخمس التالية:

  1. استخدام اليوان لتسعير المزيد من العقود الدولية. إذ تُصدّر الصين الكثير من السلع التي عادة ما تُسعّر بالدولار الأمريكي. ولكن إذا سُعّرت باليوان، فلن تضطر الصين إلى القلق بشأن قيمة الدولار.
  2. سيتعين على جميع البنوك المركزية الاحتفاظ باليوان كجزء من احتياطياتها من العملات الأجنبية. وبالتالي سيزيد الطلب على اليوان، وهذا من شأنه أن يخفض أسعار الفائدة على السندات المقومة باليوان.
  3. ستكون تكاليف الاقتراض أقل على المصدّرين الصينيين.
  4. سيكون للصين نفوذ اقتصادي أكبر بالنسبة للولايات المتحدة.
  5. سوف يدعم ذلك الإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها الرئيس جين بينغ.

كيف أصبح اليوان أحد العملات الاحتياطية

في 30 نوفمبر 2015، منح صندوق النقد الدولي اليوان الصينية وضعية عملة احتياطية. وأضافه إلى سلة عملات حقوق السحب الخاصة في 1 أكتوبر 2016. وتشمل هذه السلة حاليًا اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي.

فلماذا اتخذ صندوق النقد الدولي هذا القرار؟ يريد قادة الصين تحسين مستوى المعيشة لتجنب اندلاع ثورة أخرى. فحافظ بنك الشعب الصيني على سعر صرف ثابت لليوان مقابل الدولار. ما سمح بارتفاع النمو الاقتصادي في الصين بفضل الصادرات منخفضة التكلفة إلى الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، نمت حصة الصين في التجارة الدولية والناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 10%.

ومع نمو التجارة ازدادت شعبية اليوان. وفي أغسطس 2015، أصبح رابع أكثر العملات استخدامًا في العالم، مرتفعاً من المركز الثالث عشر خلال ثلاث سنوات فقط. فتجاوز الين الياباني، والدولار الكندي، والدولار الأسترالي.

وينبغي على البنوك المركزية زيادة احتياطياتها من العملات الأجنبية باليوان من أجل توفير الأموال لهذا المستوى من التجارة الدولية. إذ يجب على البنوك المركزية وحدها شراء ما قيمته 700 مليار دولار من اليوان. إلا البنوك لم تشتر كل اليورو الذي يجب أن تمتلكه حتى عندما كان الاتحاد الأوروبي أكبر اقتصاد في العالم. ولا تزال معظم الصفقات الدولية تجري بالدولار الأمريكي على الرغم من تراجع تجارتها.

ويطالب صندوق النقد الدولي الصين بتحرير أسواق رأس المال لديها. حيث يجب أن تسمح بتداول اليوان بحرية في أسواق صرف العملات الأجنبية ما يتيح للبنوك المركزية الاحتفاظ به كعملة احتياطية. ولكي يحدث ذلك، يجب على البنك المركزي الصيني أن يخفف ربط اليوان بالدولار.

يجب أن يكون لدى الصين خطاب أوضح بشأن إجراءاتها المستقبلية فيما يتعلق باليوان. فهذا ما يفعله مجلس الاحتياطي الفيدرالي في كل من اجتماعاته الثمانية للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.

وبدلاً من سعر الصرف الثابت، سوف تُحدد قيمة اليوان من خلال قيمته عند الإغلاق في اليوم السابق. ولكن بدلاً من أن يرتفع اليوان كما كان الكثيرون يتوقعون، تراجع بنسبة 3% خلال اليومين اللاحقين. فقام بنك الشعب الصيني بتثبيت سعر الصرف. ولديه الآن الحرية للسماح لليوان أن يكون أداة أقوى في السياسة النقدية. كما أن الانخفاض أسكت منتقدي الإصلاحات في الصين الذين معظمهم أعضاء في الكونغرس الأمريكي. حيث كانوا قد حذّروا من أن قيمة اليوان سترتفع بنسبة تصل إلى 30% أو أكثر. ما من شأنه ذلك أن يدمر الميزة التنافسية للصين باعتبارها دولة مصدّرة.

وفي 30 نوفمبر 2015، أعلن بنك الشعب الصيني بشكل غير رسمي أنه سيسمح لليوان بالانخفاض بنسبة تتراوح بين 3% و 5% في عام 2016. وفي 11 ديسمبر 2015، أعلن البنك أنه سيبدأ في تحويل ربطه من الدولار إلى سلة عملات تتضمن الدولار واليورو والين وعشر عملات أخرى.

تداول اليوان ببطء في أسواق العملات الأجنبية

بدأ الزعماء الصينيون تسهيل تداول اليوان في أسواق صرف العملات الأجنبية، مخاطرين بنظم مالية وسياسية أكثر انفتاحاً. وفي 23 مارس 2015، دعمت الصين مركز تداول اليوان في الأمريكيتين بحيث يسهّل على الشركات في أمريكا الشمالية إجراء المعاملات باليوان في البنوك الكندية. وفتحت الصين مراكز تداول مماثلة في سنغافورة ولندن.

ويتولى رئاسة مجموعة العمل الأمريكية المعنية بالتداول والمقاصة باليوان رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، ويبذل جهوداً كبيرة لإنشاء مركز تداول لليوان في الولايات المتحدة. كما تضم المجموعة وزيري الخزانة الأمريكية السابقين هانك بولسون وتيم غيثنر. وسيقلل المركز من تكاليف الشركات الأمريكية التي تتاجر مع الصين، كما سيسمح للشركات المالية الأمريكية بتقديم تحوطات باليوان ومشتقات أخرى.

وفي يونيو 2016، منحت الصين الولايات المتحدة حصة تبلغ 250 مليار يوان، أي ما يعادل 38 مليار دولار، في إطار برنامج المؤسسات الاستثمارية الأجنبية المؤهلة لليوان الصيني، وعيّنت بنكاً صينياً وآخر أميركياً، لإجراء أعمال المقاصة باليوان في الولايات المتحدة.

هل يمكن أن يحل اليوان محل الدولار؟

إن مستوى التداول ليس هو السبب الوحيد البذي يجعل الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم. بل إن قوة الاقتصاد الأمريكي أيضاً تغرس الثقة بالدولار، والأهم من ذلك هو شفافية الأسواق المالية الأمريكية واستقرار سياستها النقدية.

ومن ناحية أخرى، أشار ستيوارت أوكلي، المدير العام لشركة نومورا، في مقال عام 2013 إلى أن الصين تمتلك 5 تريليونات دولار من احتياطيات البنك المركزي غير المخصصة التي يمكن أن تكون باليوان. ومع إنشاء المزيد من خطوط المقايضة الثنائية وتحرك الصين أكثر في مسار تحرير سوق رأس المال، ستزداد شهية البنوك المركزية لامتلاك هذه العملة.

فهل يمكن لطموح الصين في جعل اليوان العملة العالمية الأولى أن يؤدي إلى انهيار الدولار؟ على الاغلب لا. ولكنها ستكون عملية طويلة وبطيئة تؤدي إلى تراجع الدولار، وليس انهياره.

شاهد أيضاً

التأثير السلبي لحرب غزة على الأوضاع الحقوقية في إسرائيل

الشرق اليوم-  الصراع في غزة قد فاقم من حالة حقوق الإنسان في إسرائيل، وأشار التقرير …