الرئيسية / الرئيسية / الكاظمي ومطالب الشعب العراقي

الكاظمي ومطالب الشعب العراقي

بقلم : نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- بعد أن تم تكليف السيد مصطفى الكاظمي من قبل رئيس الجمهورية ليتسنم رئاسة الحكومة العراقية للفترة الانتقالية القادمة نتيجة الاحتجاجات التي أطاحت بحكومة السيد عادل عبد المهدي، علماً أن الأيام التي تنتظره لن تكون سهلة لهذا التكليف الحكومي، وذلك لأسباب منها أنه وصل إلى هذا المنصب بالحظ وليس بحسب معايير الكفاءة والخبرة.

فمن خلال تسلمه لجهاز المخابرات عرف عنه أنه شخصية مرنة ومطاوعة وسهلة الانقياد، ويتصرف بخضوع لإرضاء الآخرين، وعندما نقيس شخصيته كما ادعى البعض بأنه يماثل شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن هذا هراء، فالفارق بين الشخصيتين كما هو ما بين السماء والارض، فالرئيس بوتين قائد محنك بالفطرة له امكانيات لإدارة شؤون دولة كروسيا، بينما الكاظمي لا يستطيع حتى ان ينجح في اقناع من يقابله شخصياً.

ويترتب على ذلك انه لا يستطيع ان يقدم كابينته الوزارية هذا الاسبوع او حتى الاسبوع القادم لان الجميع يطالبه بحصص في كابينته وقد وصلت مطالبات الكتل السياسية الكوردية له الى نسبة بينما لم يسلموا الى الان ٢٥٠ الف برميل من النفط، كما ويطالبون كذلك بمناصب حكومية في بغداد وحصص في الثروة النفطية العراقية.

كنا نعتقد ان عادل عبد المهدي الشخصية الاكثر استجابتا للكتل السياسية لارضاء غريزته بالمنصب بينما اتضح ان مصطفى الكاظمي اكثر عطاءا لارضاء الكتل السياسية على حساب الشعب ومعاناته، ولا نتأمل منه اي بصيص امل من الفاعلية السياسية ولا يمتلك شيء من الفكر القيادي الجريء ليتفهم مظالم الشعب العراقي وحياته المأساوية ومطالب الشباب الثائر، بل انه اختير لتحقيق مآرب خاصة وبالتوافق مع المؤيدين له ليحمي مصالحمهم ويحقق خططهم في الاستمرار للاستحواذ على المناصب الوزارية والثروات العراقية.

لذلك لن نتوقع منه ان يتجاوز كل هذه الهفوات الملازمة لشخصيته، ويغير المعادلة، ويصبح رجل العراق ومنقذه من الازمات ولن يكون هو الشخص المؤهل ليعبر به الى بر الأمان.

شاهد أيضاً

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأمريكية مسؤولة عن أي اقتحام لرفح وتداعياته الخطيرة

الشرق اليوم- حملت الرئاسة الفلسطينية، مساء أمس الأربعاء، الإدارة الأمريكية مسؤولية أي هجوم إسرائيلي محتمل …